منذ افتتاح البيت الإبراهيمي “بيت العائلة الإبراهيمية” في الإمارات التي تقود مبادرة كبرى في الشرق الأوسط لإنهاء الصراعات الدينية والمضي قدما لما فيه خير لشعوب المنطقة، وهناك حديث على أن هذا البيت بدعة ومؤامرة كبرى تستهدف الديانات التوحيدية الكبرى.
وتنتشر على يوتيوب وفيسبوك ومنصات أخرى مقاطع فيديو ومنشورات مطولة يتحدث فيها رجال دين وهواة وكتاب عن مؤامرة كبرى من أجل ابتداع دين جديد في المنطقة يجمع اليهودية والإسلام والمسيحية وينهي الديانات الثلاثة التي نعرفها، ويسميه البعض دين الدجال.
البيت الإبراهيمي في قلب المؤامرة الدولية الجديدة
يقول أتباع نظريات المؤامرة سواء من المسلمين أو حتى المسيحيين واليهوديين، أن البيت الإبراهيمي ما هو إلا بداية لمشروع دين الدجال والذي يسمى الدين الابراهيمي الموحد.
يحذر هؤلاء من أن هناك مؤامرة تقودها الإمارات وإسرائيل والولايات المتحدة في المنطقة تهدف للقضاء على الديانات الثلاثة في معقلها وبناء دين جديد على هواهم.
ويقول هؤلاء أن الدين الجديد “يوحد الأديان تحت عباءة الديانة الإبراهيمية” وهذا أمر مرفوض بالنسبة لهم، حيث كل دين لديه قيمه والعبادات تختلف فيه عن الآخر.
ويؤمن هؤلاء بأن هناك مخطط في النهاية من اجل تأسيس حكومة واحدة ودين واحد وعملة واحدة وبلد واحد تنصهر فيه كل الشعوب والثقافات ويحكم العالم نخبة من رجال الأعمال والسياسيين الكبار.
إقرأ أيضا:9 تجارب مذهلة في المملكة العربية السعودية لعام 2023وجهة نظر الإمارات في البيت الإبراهيمي
يضم البيت الإبراهيمي كنيسة ومسجدا وكنيسا جنبا إلى جنب وكتب رئيس دولة الإمارات، الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، عبر تويتر: “بناء جسور التواصل والتعايش والتعاون بين الجميع نهج الإمارات الثابت في مسيرتها .. بيت العائلة الإبراهيمية صرح للحوار الحضاري البناء ومنصة للتلاقي من أجل السلام والأخوة الإنسانية”.
وتعد الإمارات دولة قائمة على السياحة كما أنها تضم مختلف الاجناس والأعراف والمقيمين من دول أخرى، وقد انفتحت على الهندوس وتسامحت مع إقامة معابدهم، ويعيش هناك أيضا اليهود والمسيحيون جنبا إلى جنب مع المسلمون.
لذا تقدم الدولة الخليجية نفسها على انها بلد وسطي غير متطرف وهي من أوائل الدول التي حذرت من خطر الإخوان وحاربت هذه الجماعات الإسلامية.
تأمل الإمارات في أن يتحول الشرق الأوسط إلى منطقة سلام تتسابق فيها الدول اقتصاديا وماليا وتتاجر فيما بينها بدون مشاكل، لهذا فهي منفتحة أيضا على إيجاد حل لمشكلة ايران والتقارب مع سوريا وإعادة لبنان إلى الحاضنة العربية.
رجال دين يهود ومسيحيون ومسلمون يدعمون البيت الإبراهيمي
بينما يعتبر الكثير من الناس أن هذا البيت علامة من علامات قيام الساعة وخروج الدجال، إلا أن رجال دين من الديانات الثلاثة ترفض هذا الأمر.
في عام 2019، وقعت وثيقة الأخوة الإنسانية بين البابا فرنسيس وشيخ الأزهر أحمد الطيب في الإمارات، ليأتي في أعقاب الزيارة وتوقيع الوثيقة، الإعلان عن بناء بيت العائلة الإبراهيمية.
إقرأ أيضا:دوافع السنوار وحسن نصر الله ونتنياهو لإشعال حرب لبنان الثالثةوهذا يعني أن الأزهر وهي واحدة من اقوى المؤسسات الدينية في العالم الإسلامي وافقت على هذا الصرح الذي سيتحول إلى واحد من أبرز الأماكن الدينية في الشرق الأوسط التي تعج بها.
وشدد كبير حاخامات المجلس اليهودي الإماراتي، ايلي عبادي، خلال حديثه لموقع “الحرة“، على أنه “لا يوجد اختلاف بين الأديان السماوية الثلاثة”، مضيفا أن “اليهود والمسيحيين والمسلمين يعبدون الإله عينه، لكن طريقة العبادة تختلف حسب الدين، لذلك يجب أن يظل كل إنسان في دينه، وأن يحترم الدين الآخر لأننا نعبد الإله عينه”.
وأضاف في تصريحاته: “القيمين على البيت الإبراهيمي لا يبتدعون دينا جديدا، بل هو مكان تجتمع فيه الديانات الإبراهيمية الثلاثة”.
ووجه الشكر “لدولة الإمارات على هذا المشروع الذي يجمع الديانات الثلاثة في الموقع عينه للتأكيد على أننا أخوة، ونعبد إلها واحدا، فهذا المشروع يوحد البشر، ولا يكون الفارق الديني سببا للتفرقة في ما بيننا”.
وتمنى الحاخام اليهودي أن “يقرب البيت الإبراهيمي الأديان من بعضها، فتتعايش وتتسامح، فتمتد آثار هذا المشروع إلى كل الدول العربية، ويعيش اليهود والمسيحيون والمسلمون سويا بتعايش وتسامح”.
من جهة أخرى يتفق معه الأب شربل جعجع، المرسل اللبناني، الذي أكد للحرة، “أن البيت الإبراهيمي خطوة مهمة جدا، خصوصا أنها أتت في دولة عربية خليجية، فبدأت الطوائف الإسلامية بالانفتاح على الديانات الأخرى، وأيقنت أنها ليست وحيدة بالشرق، حيث الديانات الأخرى كانت قبلها وأسست مدنها وكان لها وجودها”.
إقرأ أيضا:كيف سيدمر دونالد ترامب روسيا في ولايته الثانية؟مضيفا أنه “لا يرى بالمشروع وحدة أديان، فالديانات السماوية الثلاثة لها رؤية لاهوتية مختلفة للإله وتعاليمها الخاصة. ومن الجميل أن يكون هناك اختلاف، ولا يجب استغلال الاختلاف لتغذية الحروب والنزاعات”.
آية قرآنية تدعم البيت الإبراهيمي
من جهة أخرى أكد المحاضر بالفلسفة والفكر الإسلامي، الشيخ فايز سيف للحرة أنه “ينطلق دائما من القرآن الكريم لتفسير هذه الأمور، وهو مصدر تشريع لدى المسلمين، إضافة إلى السنة النبوية، فالقرآن ذكر المساجد والصوامع والكنائس في آية واحدة، وأيضا هذه البيوت وردت في أكثر من حديث نبوي”.
واستدل بالآية القرآنية: “لولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات، ومساجد، يذكر فيها اسم الله كثيرا”، موضحا أن القرآن ذكر بهذه الآية، الصوامع والبيع، والصلوات، وهي دور العبادة للمسيحيين واليهود، وللمسلمين، في آية واحدة، مضيفا أن “الله ذكرها في آية واحدة مقترنة مع بعضها”.
وأضاف: “الإمارات تتحدث عن البيت الإبراهيمي وليس وحدة الأديان، في حين أن الأشخاص الذين يهاجمون هذا الأمر يستخدمون أفكارهم غير الواردة في المشروع الإماراتي، فهناك فرق كبير بين العائلة الإبراهيمية والديانة الإبراهيمية”.
في بيروت والعديد من المدن العربية هنا توجد هناك كنائس مسيحية ومعابد يهودية ومساجد إسلامية جنبا إلى جنب، ولا توجد وحدة أديان بل مبادرات للتعايش بينها.
إقرأ أيضا:
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟
آية قرآنية تؤيد تأسيس البيت الإبراهيمي في الإمارات
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية