هذا هو الوقع و هذه هي الحقيقة و تلك حماقة كاذبة ما تسمعه !
كثيرا ما أصادف هؤلاء الذين يدافعون عن فكرة أن العرب لا يشترون من الإنترنت و هو ما أراه خاطئا تماما و يحتاج إلى إعادة نظر شاملة .
كلما أقبل أحدهم على فتح متجر إلكتروني أو عمل مشروع تجاري على الويب باللغة العربية و للجمهور المحلي وجد أمامه الأغلبية الساحقة التي تؤكد له أنه على أبواب غلطة فادحة سقط فيها الكثيرين من قبل و لا أمل في النجاح .
و كأنه بالفعل لا توجد متاجر إلكترونية في الوطن العربي أو أن الإحصائيات و الأرقام تؤكد لنا انعدامها في ربوع الوطن العربي ، يدافع هؤلاء بقوة عن الجهل و هذا ما يجعلني أتفادى غالبا النقاش معهم فيما لا تزال صوت الحقيقة غير منتشرة بين صفوفهم .
أعذرني إن اكتشفت أنني أغضب بشدة كلما سمعت تلك العبارات الواهية الخاطئة عن التجارة الإلكترونية العربية و عن نمو الويب المحلي بشكل عام ، لأن ما سأتطرق إليه في السطور التالية هو ما يجعلني مصرا على وجهة نظري .
- رغم مشاكل الدفع و الإستقبال الإلكتروني التجارة تتقدم
في الوقت الذي يرى فيه أنصار السلبية حول هذا الموضوع أن مشاكل الدفع الإلكتروني و استقبال الأموال تقف عائقا حاسما أمام تقدم التجارة الإلكترونية بالمنطقة نجد أن الأمور بخير و تسير على ما يرام خصوصا و أن هناك بدائل لهذه المشكلة منها الوسطاء الماليين الذين يكسبون المال من العمولة التي يحصلون عليها مقابل كل معاملة تتم عبرهم .
إقرأ أيضا:10000 فرصة عمل في يوتيوب لمكافحة خطاب الكراهية خلال 2018يمكنك فقط الولوج إلى ركن التجارة الإلكترونية في معهد ترايدنت لتجد نفسك أمام طلبات كثيرة متجددة على مدار الساعة يتم نشرها هناك ليتلقى أصحابها العروض من الوسطاء الماليين و تتم المعاملة سواء لتحويل أموال أو لشراء منتج معين من متجر إلكتروني .
من جهة أخرى نجد أن هذه الظاهرة لا تقتصر على هذا الركن بل تتعداها إلى وجود متاجر توفر لك تلك الخدمات و منها شحن بطاقات الفيزا و الماستر كارد أو الشراء لك من الانترنت إن كنت لا تملكها .
صحيح أن عمولة الوسيط مكلفة و يحدث تأخر أحيانا لكن هذا أفضل من لا شيء .
- الفيزا الإفتراضية و ماستركارد من بايونير حلول ناجحة
الكثيرين ممن يعملون على كليك بانك و منصات الربح من البيع بالعمولة يستخدمون ماستركارد بايونير و التي تصل إليك في أي دولة من الدول العربية و تتيح لك سحب أموالك في أي مصرف إلكتروني بشكل سهل ، و رغم أن العمولة التي تقتطعها بعض البنوك المحلية كبيرة إلا انه أفضل من لا شيء .
على الجهة الأخرى يمكنك شراء فيزا افتراضية في غضون دقائق فقط بعد شراءها من أحد الوسطاء الماليين المعتمدين لدى ترايدنت أو المعروفين على مواقع التواصل الإجتماعي أو حتى هؤلاء الذين يملكون متاجر إلكترونية لبيعها .
إقرأ أيضا:مارك زوكربيرغ يعترف بأن شركته تقرأ رسائل ماسنجر وما خفي أعظمقليل من البحث باستخدام جوجل ستجد ما تبحث عنه ، فقط تحقق من شفافية الوسيط المالي و جرب أن تسأل إن كنت لا تعرف قبل الإقدام على هذه الخطوة سواء بنشر السؤال في المعهد أو الشبكات الإجتماعية.
- إقبال هائل على الخدمات المصغرة
الخدمات المصغرة تبدأ أسعارها من 5 دولار و تصل حتى 255 دولار على خمسات كواحد من أبرز المنصات العربية المتخصصة .
حسوب عملت بجد و اجتهاد على تسويق هذا المشروع و تطويره بعد الإستحواذ عليه سنة 2012 في ظل غياب أي مؤشرات حينها بأن الإقبال سيكون كبيرا للغاية على هذه النوعية من الخدمات .
صحيح أنها مخاطرة كبيرة و بالفعل تمكنت من حصد مليون دولار من المبيعات العام المنصرم و نتوقع أن يكون الرقم أكبر و أفضل خلال السنة الجارية .
- الإنفاق على مشاريع الويب الضخمة
مع إفتتاح مشروع مستقل من حسوب نفسها و المتخصص في عرض المشاريع للتنفيذ من قبل المستقلين رأينا بالفعل مشاريع ضخمة في مجالات مختلفة و متنوعة منها تلك المتعلقة بتصميم متاجر إلكترونية أو كتابة كتب إلكترونية و برمجة مواقع و تطبيقات و تحسين نتائج بحث مواقع ويب و كل هذا وفق ميزانيات كبيرة تصل حتى 2000 دولار و أكثر .
إقرأ أيضا:مشروع جواز سفر لقاح كورونا رقميالإقبال متزايد على مستقل و هناك الكثير من المؤسسات و الشركات التي تحصل منه على مستقلين للعمل معهم على مشروع محدد .
إنه دليل أخر على أن التجارة الإلكترونية بخير و تسير نحو الأفضل .
- ثورة مواقع الإعلانات المبوبة
الإعلانات المبوبة في الويب العربي هي جزء أخر من التجارة الإلكترونية ربما الإقبال الذي تعيشه هذه النوعية من المواقع التي تستضيفها هي الأبرز حاليا ضمن مشهد المعاملات الإلكترونية التي تتم من المغرب إلى الخليج
لدينا هنا في المملكة المغربية سيطرة أفيتو و بخير على المشهد و اللذان اندمجوا مؤخرا ضمن صفقة أعلن عنها العام الماضي و أيضا MarocAnnonces المنافس الأقوى لهما و كل هذه المواقع تتلقى عددا هائلا يوميا من الإعلانات المبوبة .
صفقة الإندماج بينهما وصلت إلى 16 مليار درهم مغربي و بالضبط 1.6 مليار دولار .
على الجهة الأخرى من الوطن العربي نجد أن بيزات و دوبيزل يتنافسان أكثر على الأسواق الخليجية و السوق المصرية و بقية بلدان الشرق الأوسط و منها 370 مليار ريال سعودي من الأشياء المستعملة في المملكة السعودية و أيضا 70 مليار دولار من الأشياء المستخدمة في مصر العربية .
و تحقق هذه المواقع زيارات مرتفعة جدا فمثلا دوبيزل يصل عدد زواره إلى 8 ملايين زيارة شهريا فيما تعتمد كليا في أرباحها على الإعلانات و أيضا المتاجر التي يتم كراءها أو الخدمات التي تقدمها بخصوص إعطاء الأفضلية للإعلانات المبوبة الممولة للظهور أكثر .
- نمو حجم التجارة الإلكترونية و عدد المتسوقين
في سنة 2011 نتذكر أن عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة يصل إلى 95 مليون مستخدم و أن عدد المتسوقين و المتعاملين إلكترونيا يصل إلى 25 مليون شخص و كان حجم التجارة الإلكترونية حينها يصل إلى 7 مليارات دولار
بعدها بعام واحد أي في 2012 أصبح عدد مستخدمي أكبر و وصل إلى 110 ملايين مستخدم فيما عدد المتسوقين الذين يشترون الخدمات و المنتجات وصل عددهم إلى 30 مليون شخص و قفز حجم التجارة الإلكترونية إلى 9 مليارات دولار .
العام الماضي 2014 وصلت حجم التجارة الإلكترونية إلى 12.8 مليار دولار و من المفترض أن يصل حجمها إلى 15 مليار دولار مع نهاية هذا العام و بالتالي كما نلاحظ هناك نمو هائل و سريع راجع إلى سببين تزايد عدد مستخدمي الإنترنت في المنطقة و تزايد أهميتها في حياة المستهلكين الذين يقررون لاحقا الشراء من المتاجر الإلكترونية .
حاليا لدينا حوالي 90 مليون مستهلك للتجارة الإلكترونية في العالم العربي و من المنتظر بحلول 2018 أن تكون حجم التجارة الإلكترونية في الإمارات وحدها 10 مليارات دولار.
- الإقبال أكثر للإنفاق على السفر إلكترونيا !
نعم هذه هي الحقيقة حجم الأموال التي يتم إنفاقها على حجز تذاكر السفر عبر الإنترنت أكبر من حجم الأموال التي تذهب لشراء الخدمات و المنتجات الأخرى و هذا راجع للتطور الذي يشهده هذا النشاط بالضبط في الخليج العربي و تعد الخطوط الجوية القطرية واحدا من أكبر المستفيدين من هذه النقطة .
الخدمات الإلكترونية مثل تلك التي تتواجد على خمسات و مواقع منافسة تأتي في المرتبة الثانية من ناحية الإقبال عليها .
شراء الحواسيب و المنتجات التقنية بلا شك يواصل صعوده و لديه شعبية كبيرة فيما الإقبال على الساعات الغالية و المجوهرات تحتل المرتبة الرابعة .
و لأن الكثير من المطاعم و المقاهي قررت التواجد على الإنترنت لمجاراة هذه التطورات فهي أيضا تتلقى الطلبات و الحجوزات المدفوعة عبر الويب .
النساء أيضا يستخدمن الإنترنت في المنطقة لبيع المنتجات المنزلية و شراء المجوهرات و الملابس الخاصة بهن و هناك صعود قوي لهذه الفئة أيضا ، هناك خدمات تنظيف المنازل في مصر متوفرة على الويب صادفت لهم صفحات على فيس بوك يبيعون خدماتهم و يعيشون إقبالا متناميا على خدماتهم .
المنافسة تكبر أيضا على خدمات اللياقة البدنية و تنحيف الوزن و هناك الكثير من المنافسين في المنطقة و اقبال متنامي عليها بالخصوص في الخليج العربي و مصر مؤخرا .
- الشراء باستخدام الهواتف الذكية ينموا بقوة في الخليج
الشراء عبر الهواتف الذكية يتسارع بالفعل في منطقة الخليج العربي في وقت بقية الأسواق العربية تقبل هي الأخرى على هذه الأجهزة المحمولة للترفيه و أيضا لتصفح المواقع التجارية .
خلال هذا العام يفترض أن تصل إلى حجم التجارة الإلكترونية المتنقلة إلى 5.1 مليار درهم إماراتي في الإمارات و 1.25 مليار ريال قطري في قطر و حوالي 2.7 مليار ريال سعودي في السعودية.
من جهة أخرى شركة ARPU Plus المتخصصة في حلول منصات الدفع والدفع الالكتروني في الشرق الأوسط قامت بتوقيع عقد مع 12 شركة إتصالات في العالم العربي من أجل توفير خدمتها التي ستمكن المستخدمين من الدفع الإلكتروني عبر هواتفهم الذكية و هو المتاح حاليا عبر T-Pay لحوالي 200 مليون شخص عربي.
الإمارات العربية المتحدة و مصر و البحرين و الكويت الجزائر الأردن فلسطين قطر مع السعودية هي الدول المستفيدة حاليا من هذه الخدمة و الأسواق التالية هي لبنان و السودان و العراق فيما المغرب و موريتانيا خارج التغطية في الوقت الحالي !
- المتاجر الإلكترونية في المنطقة تنموا و تزدهر
تنموا شركة جوميا الذي يعد رائد التجارة الإلكترونية في شمال أفريقيا و هي شركة نيجيرية ظهرت خلال السنوات الماضية و حققت مبيعات قوية في كل من نيجيريا و مصر و المغرب حيث هما الدولتين العربيتين الوحيدتين التي تتواجد بها كونها تركز أكثر على دول أخرى مثل غانا و الكاميرون .
لدى الشركة حوالي 1000 موظف منهم 200 موظف مخصص للسوق المصرية فقط و تنافس الشركة بميزانية مخصصة هناك تصل إلى 50 مليون دولار .
هناك إقبال متنامي و كبير عليها في المغرب و مصر و تحقق في هذا الأخير حوالي 1.5 مليون زائر شهريا كما تسيطر على 80 في المئة من المبيعات بالسوق المصرية .
في الخليج العربي و مصر أيضا يواصل سوق.كوم حصد الشعبية و هناك اقبال متزايد كما ظهرت سلسلة متاجر إلكترونية مؤخرا في الإمارات تنموا بشكل قوي .
- التجارة الإلكترونية تنموا في الدول المغاربية بقوة … المغرب في الصدارة
حسب تقديرات مؤشر الأمم المتحدة فقد وصلت مبيعات المغرب عبر شبكة الإنترنت نحو 2.4 مليار دولار في العام الماضي و تهدف المملكة من خلال مشروع “صنع في المغرب” للوصول إلى 17 مليون مستخدم للإنترنت في المغرب منهم حوالي 720 ألف متسوق عبر الإنترنت كما أن السياح يلعبون دورا كبيرا كما هو الأمر في دول الخليج ، لدينا هنا حوالي 10 ملايين سائح يتعاملون تجاريا عبر الإنترنت .
73 في المئة من المتسوقين و المستهلكين المغاربة يثقون في استخدام وسائل الدفع الإلكتروني و لا يشكون في مصداقيتها .
- نهاية المقال :
و فجأة تدرك أن كل الكلام السلبي الذي نسمعه حول الويب العربي و التجارة الإلكترونية في المنطقة لا يساوي شيئا امام الواقع ، أناس يعملون يحاولون أن تكون حصتهم ضمن هذه الكعكة جيدة و أخرين سيطر عليهم الجهل و التعصب و السلبية ما جعلهم يخسرون الكثير ، لا هم حققوا المعجزات التي يتحدثون عنها في الويب الأجنبي و لا هم تركوا الأخرين يعملون في تركيز .
من جهة أخرى تنامي المنافسة و توفر الخدمات و المنتجات بشكل أرخص في الإنترنت يجذب المزيد و المزيد من الأشخاص للشراء من المتاجر الإلكترونية و خوض هذه التجربة الرائعة .