تواصل أزمة العطش وندرة المياه نموها بشكل ملحوظ في مختلف بقاع العالم مع ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية تستنزف المياه الجوفية وتهدد حياة الإنسان على الأرض.
وتعاني دول جنوب أوروبا وشمال أفريقيا من هذه الظاهرة بشكل ملحوظ، ولم تعد هناك دول يمكن استثناءها، حيث تعاني إيطاليا واسبانيا والبرتغال والمغرب وتونس والجزائر وليبيا ومصر من هذه الأزمة بشكل ملحوظ وتراجع نصيب الفرد عبر السنوات الأخيرة.
وفي هذا المقال نسلط الضوء على أزمة العطش وندرة المياه بشكل عام.
الإحترار العالمي الناتج عن التغير المناخي
من الأكيد أنك إذا كنت تعيش في شمال أفريقيا وجنوب أوروبا خلال آخر 20 عاما، لكنت قد لاحظت بالفعل أن هناك تزايدا سنويا في درجة الحرارة.
أصبح الصيف مؤخرا أطول من الطبيعي حيث تستمر درجات الحرارة في الإرتفاع من مايو حتى نوفمبر، ولا يأتي موسم الأمطار إلى متأخرا، أو ربما كانت أمطارا صيفية عنيفة تسبب سيولا وفيضانات ولكن لا فائدة مهمة منها.
مع استمرار الوضع الحالي الذي يعد حرجا بالفعل، تتراجع مستويات المياه الجوفية في جنوب أوروبا وشمال أفريقيا وتتعرض مزيدا من الأنهار للجفاف أو تدفق أقل للموارد المائية.
هذا الخطر اليوم لا يهدد هذه المنطقة لوحدها بل أيضا العالم كله، حيث عانت كاليفورنيا من الجفاف الكبير في السنوات الأخيرة وتعاني تشيلي من جفاف خطير وكذلك البرازيل وهناك ظاهرة مشابهة أيضا في جنوب شرق آسيا وأستراليا.
إقرأ أيضا:لماذا ترفض الدول العربية استقبال اللاجئين الفلسطينيين؟الجفاف الكبير
تعاني دول المنطقة في السنوات الأخيرة من تراجع هطول الأمطار، وتواجه إيطاليا أسوأ جفاف منذ 70 عاما فيما يواجه كل من اسبانيا والمغرب والجزائر أسوأ جفاف منذ عقود.
يعد التغير غير الطبيعي في الطقس أحد التفسيرات المهمة لنقص المياه، فهي حالة تصبح فيها درجة حرارة الهواء العادية أكثر سخونة، وتتشتت المياه من الجداول والبحيرات بشكل أسرع، مما قد يؤدي إلى تبخر المسطحات المائية.
ويؤدي قلة الأمطار أيضا إلى قلة المياه المتراكمة في السدود كما نجف العديد من السدود والأنهار ما يجعل الأزمة تصبح أسوأ.
أساليب الري الفاشلة لا تزال قائمة
إن الإستراتيجية التقليدية لنظام المياه تبدد قدرًا كبيرًا من المياه بسبب التلاشي وحركة المياه والتسرب والتغلغل وإساءة استخدام المياه الجوفية.
أيضًا، يستخدم جزء كبير من المناطق في شمال أفريقيا استراتيجيات نظام المياه التقليدية التي تضغط على إمكانية الوصول إلى المياه.
ومع انتشار الزراعة المنزلية وسقي الحدائق يعمل الكثير من الناس على تبذير هذه الموارد، خصوصا الأشخاص القادرين على دفع ثمن فواتير المياه المكلفة ونتكلم هنا عن الأغنياء وكذلك الطبقة المتوسطة.
هدر المياه
في هذه الأيام، تتوسع إساءة استخدام المياه خطوة بخطوة ويستخدم الأفراد مبلغًا إضافيًا أكثر من المطلوب، في حالات محددة، يتم أيضًا إساءة استخدام المياه من قبل الأفراد والجماعات بشكل سيء، وفي بعض الحالات يتم استخدامها بشكل زائد عن الحد في التمارين الرياضية والمسابح مع عدم التفكير كثيرًا في التأثيرات التي قد تحدثها على محيطهم العام.
إقرأ أيضا:أفضل وأسوأ دول العالم في مؤشر أداء تغير المناخ 2022لا يزال الناس يتصرفون بشكل سيء مع المياه خصوصا وأنها لا تزال مادة أرخص، ربما لو كانت بمثل سعر الغاز أو الوقود لاقتصدوا منها.
التفريغ غير القانوني
يعتبر التفريغ غير القانوني سببًا مهمًا لنقص المياه، نظرًا لأنها طريقة أساسية ورخيصة للتخلص من النفايات الحديثة، فإن الشركات تتخلص منها باستمرار في الممرات المائية والبحيرات القريبة.
يسبب تلوثًا كبيرًا للمياه، مما قد يؤدي إلى نقص خطير في المياه للأشخاص الذين يعتمدون على هذه المجاري المائية للحصول على المياه.
يعاني النيل في مصر بالفعل من التلوث في بعض مناطقه خصوصا في القاهرة حيث تلقى النفايات فيه من أطراف مختلفة.
يقتل تلوث المياه حتى الآن عددًا أكبر من الأفراد كل عام مقارنة بالحرب، نظرًا لأن لدينا أقل من 1٪ من المياه العذبة للأرض مفتوحة لنا، فإن الإجراءات البشرية تعرض أصولنا المائية للخطر بشكل فعال.
يمكن أن ينشأ تلوث المياه من مصادر مختلفة، بما في ذلك مياه الصرف الصحي ومياه الصرف الصحي ويتدفق أكثر من 80٪ من مجاري المياه العادمة في العالم مرة أخرى دون أن يتم التعامل معها.
الإنفجار السكاني وإنتاج الغذاء
مع حدوث انفجار سكاني ووصول عدد سكان العالم إلى 8 مليار نسمة لم يعد من الممكن إنتاج الغذاء الذي يكفي الجميع بطرق تقليدية وطبيعية، لذا فهناك تداعيات لذلك على الأمن المائي.
إقرأ أيضا:سر ضوء أزرق في سماء الإسكندرية بالتوازي مع زلزال تركيا ومصريتم ترشيح المبيدات الحشرية والمواد الاصطناعية السامة في المياه الجوفية بسبب استخدامها في الزراعة الحديثة على نطاق واسع، ورغم أن تلك المبيدات تقضي على الحشرات التي تضر بالمحصول إلى أنها تتسرب إلى المياه الجوفية كما أنها تصل إلى جسم الإنسان بطرق مختلفة.
ويضغط الإنفجار السكاني على موارد الأرض سواء المائية أو الباطنية أو الغذائية، ما يعني أضرارا مهمة للبيئة وللكائنات الحية الأخرى والأجيال القادمة.
إقرأ أيضا:
رؤية مصر 2050: توفير المياه بدون ضرب سد النهضة
لماذا يشتري الأردن المياه من إسرائيل؟
هل يزداد الإحترار العالمي بسبب الحرب الروسية الأوكرانية؟
هل انهيار سد النهضة وارد؟ ماذا عن انهيار سد أسوان العالي؟