نعم ألف مبروك الزواج لكل عريس وعروسة لكل زوج وزوجة لكل شخصين أعلنا أنهما سيمضيان بقية حياتهما بحلوها ومرها وخيرها وشرها، وعقبال اعلان الطلاق والإنفصال والإعتراف بأنها كانت نزوة وعهد الزواج مجرد كذبة.
هذا حال الزواج في عصرنا حيث أصبح الناس يحتفلون بالطلاق، ويحضرون كعكة الطلاق والمشروبات ويقيمون حفلا مع العائلة والأصدقاء ويكتبون أمورا عكس ما كتبوه أثناء الخطوبة وأثناء الزواج.
ولا يفكر هؤلاء الأنانيين في مصير الأبناء الذين سيدفعون فاتورة هذه الخطيئة، وكل طرف في الزواج يعدد فوائد ومكاسب الإنفصال، والواقع بعد الطلاق مر للرجل وللمرأة أكثر لكن يظل الأبناء الضحية رقم واحد بدون مساهمة ولا سبب ولا حتى أخذ رأيهم.
يمكننا أن نجزم بأن عبارة ألف مبروك الزواج وعقبال اعلان الطلاق صحيحة، في ظل معدلات الطلاق العالية في مجتمعاتنا العربية وكذلك في بقية المجتمعات بعالمنا الحاضر.
توصلت دراسة أجراها مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء المصري إلى أن الكويت ومصر والأردن وقطر هي الدول الأربع في العالم العربي التي لديها أعلى نسبة طلاق، حيث ارتفعت إلى 48٪ من جميع الزيجات في الكويت، و 40٪ في مصر، 37.2٪ في الأردن و 37٪ في قطر، تليها لبنان والإمارات العربية المتحدة بنسبة 34٪.
وفي هذا الصدد يقول محمود العريبي، وهو محامٍ مرخص في البحرين وشريك إداري في شركة سلمان للخدمات القانونية في البحرين وعضو سابق في مجلس إدارة جمعية المحامين البحرينية الذي يتعامل مع العديد من القضايا المتعلقة بالأسرة والطلاق، أن العديد من الجوانب المختلفة للمجتمع العربي لديها تغير والطلاق هو مجرد واحدة من تلك التغييرات.
إقرأ أيضا:ماذا سيحدث بعد اغتيال حسن نصر الله؟يعتقد العريبي أن معدلات الطلاق المرتفعة هذه لها آثار في المجتمع أيضًا، ويقول إن الطلاق سيلعب عاملاً هائلاً في تطور المجتمع بشكل رئيسي من خلال الأطفال الذين يعانون من طلاق والديهم بدلاً من الوالدين أنفسهم.
يؤثر الطلاق على كل من الوالدين والأطفال داخل الأسرة، اعتمادًا على عمر الطفل عند حدوث الطلاق، ويمكن أن يؤثر ذلك على سلوك الطفل بطرق مختلفة.
يمكن أن يوجه تعلم الآثار الأكثر شيوعًا للطلاق الوالدين من خلال التفاعلات الصعبة ويمكن أن يساعد أيضًا في تقليل التوتر الذي قد يشعر به طفلك.
في حين أن الرضع والأطفال الصغار قد لا يفهمون تمامًا ما يحدث عندما يتعلق الأمر بالطلاق، يمكنهم الشعور عندما يكون هناك توتر بين والديهم، ويمكن أن يسبب هذا تهيجًا وقد يتسبب في أن يصبح طفلك متشبثًا وغير آمن، يمكن أن يؤدي هذا أيضًا إلى الانحدار الذي قد يبدو وكأنه تأخر في النمو.
غالبًا ما يشعر الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ورياض الأطفال بالإرتباك بشأن طلاق والديهم وقد يشعرون بالمسؤولية، ومن الصعب جدا أن يفهم هؤلاء ذلك مهما شرحت لهم.
يجب أن يكون الآباء مستعدين لأطفالهم لطرح الكثير من الأسئلة ويجب عليهم أيضًا التأكد من الإجابة على كل سؤال بأفضل طريقة ممكنة، ويعد الغضب أو القلق أو الحزن أو حتى عدم اليقين بشأن كيفية الشعور كلها طرق شائعة جدًا للأطفال في هذا العمر للتعبير عن أنفسهم في هذا الموقف.
إقرأ أيضا:اندلاع الحرب بين الصين والهند مسألة وقت فحسبويمكن أن يمارس أبناء المطلقين والمطلقات التنمر على زملائهم في الدراسة أو تكون سلوكياتهم غريبة أو يشعرون بالنقص مقارنة بأصدقائهم الذين يحظون بعائلة أفضل.
مع تقدم الأطفال سنًا، قد يكون من الشائع بالنسبة لهم إلقاء اللوم على أحد الوالدين أو الإنحياز إلى أحد الجانبين، خصوصا وأنهم يصبحون محور الصراع بين الأم والأب، وكل طرف سيعمل على شيطنة الآخر في نظر الأبناء ليكسب ودهم وولائهم له، وهو دليل إلى أن طرفي الطلاق على قدر كبير من الجهل والأنانية.
إقرأ أيضا:الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخيولا توجد أي مؤشرات على تباطؤ محتمل للطلاق ما يعزز من انهيار الأسر والمجتمعات، والقاعدة التي تفرض نفسها هي ألف مبروك الزواج وعقبال اعلان الطلاق.
إقرأ أيضا:
نظرة على نسب الطلاق في الدول العربية
الزواج بحلة جديدة بفضل الذكاء الإصطناعي والميتافيرس
علاقة العزوبية مع السعادة في صالح العزوف عن الزواج
كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟
الروبوتات قد تقضي على الزواج في عام 2050
5 أسباب تدفعك لتجنب قرض الزواج
حقائق حول الروبوتات الجنسية التي ستغير الجنس والزواج