علوم

الإسلام يكره العزوبية بينما العازب أساسي في المسيحية

عندما نقارن بين موقف الإسلام والمسيحية من العزوبية ونظرتهما إلى العازب وغير المتزوج، نجد اختلافا واضحا، الأول يشيطن طريق المسيح يسوع والنبي ماني، والثاني ليس لديه مشكلة مع ذلك.

وفي هذا المقال سنسلط الضوء على الفرق بين موقف الإسلام من العزوبية وموقف المسيحية أو ما يميه المسلمين النصرانية الصليبية.

موقف الإسلام من العازب واختيار العزوبية الأبدية

الإسلام يعزز الزواج ويعتبره من السلوكيات المحمودة، حيث يحث الأفراد على الزواج بدلاً من العزوبية، ويرغب بشدة في التوالد والإنجاب.

هناك العديد من الأحاديث التي تحث على الزواج وتذم العزوبية، على سبيل المثال، قال النبي محمد: “يا معشر الشباب، من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج”.

بعض الأحاديث تُشير إلى أن العزوبية ليست محمودة، مثل قول النبي: “شراركم عزابكم”، ومع ذلك أنكر العلماء المسلمين هذا الحديث واعتبروه غير صحيحا.

وعلى كل حال لك يمنح الإسلام العزاب المكانة التي يطمحون إليها، بل عمل على اقصائهم ودفعهم إلى الزواج والتوالد كي يزداد عدد المؤمنين بالله.

قال الإمام أحمد بن حنبل: “ليست العزوبة من الإسلام في شيء ومن دعاك إلى غير الزواج دعاك إلى غير الإسلام”.

ويردد المسلمين عادة أنه لا رهبانية في الإسلام وذلك بناء على حديث نبوي شهير:” تزوجوا، فإني مكاثر بكم الأمم، ولا تكونوا كرهبانية النصارى”.

إقرأ أيضا:كيف يفسر تناسخ الأرواح معضلة الشر والمعاناة في الحياة؟

موقف المسيحية من الزواج

تؤيد المسيحية الزواج بشكل كبير: “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته ويكون الاثنان جسداً واحداً”، “إن هذا السر عميق، وأنا أقول إنه يتعلق بالمسيح والكنيسة” (أفسس 5: 31-32).

خلال الإصلاح البروتستانتي، انتقد المفكرون العظماء في تلك الحقبة مثل لوثر وكالفن بشدة العزوبة الإلزامية التي فُرضت على الكهنة في الكنيسة الكاثوليكية بينما أشادوا بمزايا الزواج.

ربما كانت إحدى العواقب غير المقصودة لهذا النقد هي أنه في التقاليد البروتستانتية، غالبًا ما تم التقليل من شأن العزوبة أو النظر إليها على أنها أقل من الزواج.

في رسالة بولس جاء كورنثوس 7: 8-9 “أقول لغير المتزوجين والأرامل إنه من الجيد لهم أن يبقوا غير متزوجين كما أنا، ولكن إن لم يتمكنوا من ضبط أنفسهم، فليتزوجوا. لأنه من الأفضل أن يتزوجوا من التحرق”.

إن الغالبية العظمى من الناس، وخاصة في ثقافتنا المفرطة في الجنس، يشعرون بالرغبات الجنسية بقوة كافية لدرجة أن البقاء عازبًا لفترة طويلة جدًا، ناهيك عن مدى الحياة، يبدو غير واقعي أو غير حكيم، وبالتالي، لدينا وضعنا الحالي حيث غالبًا ما يتم التعامل مع العزوبة وكأنها مرض يعتبر الزواج علاجًا له.

ومن منطلق الرغبة الصحيحة في تجنب العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج فإن المحافظون يرفعون من شأن الزواج دون التطرق أبدًا إلى العزوبة.

إقرأ أيضا:تحرير سيناء هو بفضل كامب ديفيد وليس بسبب حرب أكتوبر 1973

العزوبية في المسيحية ميزة فريدة من نوعها

يقول بولس الرسول في كورنثوس الأولى 7: 7-8 “لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لَكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هَكَذَا وَالآخَرُ هَكَذَا. وَلَكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا”.

تمنح هذه الديانة الإبراهيمية حرية أكبر للناس لاختيار ما يناسبهم وهي تدرك أن الجميع لا يناسبهم الزواج أو العزوبية بشكل محدد إذ تختلف العقول والقلوب.

إقرأ أيضا:القرآنيون: أسئلة وأجوبة حول أهل القرآن

مثل الديانات الإبراهيمية الأخرى بالطبع تقف المسيحية ضد العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج، وهي تطلب من العازب الإبتعاد عنها خدمة للرب واقتداء بيسوع الذي عاش عازبا.

وجاء في (أمثال 7: 22-23) ” أَمَّا ٱلزَّانِي بِٱمْرَأَةٍ فَعَدِيمُ ٱلْعَقْلِ. ٱلْمُهْلِكُ نَفْسَهُ هُوَ يَفْعَلُهُ”، لكن لم تضغ هذه الديانة أي عقوبة لهذه العلاقات الجنسية لكنها صارمة مع الرهبان والقديسين الذين اختاروا العزوبية حيث في حال تأكد أنه تورط في علاقة جنسية يمكن طرده من الكنيسة.

في المسيحية مثل الإسلام واليهودية وبقية الديانات انتشر التصوف والزهد والرهبانية، وبينما يقبل المسيحيين ذلك إلا أن المسلمين قد كفروا أو هاجموا على أقل تقدير المتصوفين الذين اعتزلوا الزواج والإنجاب.

السابق
معاريف: “إسرائيل” تريد استبعاد فرنسا من أي اتفاق في لبنان
التالي
هل تواجه “إسرائيل” أزمة داخلية وسط حرب طويلة؟