علوم

توقعات: مجاعة عالمية قادمة في هذا التوقيت

من الصعب معرفة متى بالضبط ستحدث مجاعة عالمية قادمة لأن ذلك يعتمد على مجموعة واسعة من العوامل التي يمكن أن تتغير بمرور الوقت، مثل أنماط الطقس وعدم الاستقرار السياسي والظروف الاقتصادية.

غير أنه منذ عام 2020 الذي شهد وباء عالميا أصبح الحديث عن مجاعة عالمية قادمة احتمالا منطقيا، من كان يتوقع من قبل وباء ينتشر في كل دول العالم ويصيب معظم الناس؟ ليس معظم الناس على الأقل.

وباء عالمي ثم مجاعة عالمية؟

في عصر تطور الطب والتكنولوجيا تراجع الفقر بشكل كبير قبل عصر كورونا والإضطرابات المتتابعة منذ بداية العقد الحالي، وكانت البشرية تتجه في مجمل الأحوال إلى وضعية مالية واقتصادية أفضل بفضل العولمة ومؤسسات الأمم المتحدة وجهود التنمية الدولية.

لكن بعد وباء كورونا ثم أزمة الطاقة العالمية ثم الحرب الروسية الأوكرانية ثم التضخم العالمي الذي أثر سلبا على القدرة الشرائية للأفراد وزاد من نسب الفقر، لم يعد منطقيا تجاهل الحديث عن مجاعة عالمية قادمة.

ربما لم ينجح الوباء في قتل مليارات من السكان، وتمكن المجتمع الدولي من السيطرة عليه، لكنه وجه ضربات قوية لسلاسل الإمداد والصناعة والطاقة وتسبب في عالم مضطرب.

عوامل عديدة وراء المجاعات في العالم

تجدر الإشارة إلى أنه كانت هناك عدة حالات في التاريخ حدثت فيها مجاعات واسعة النطاق، غالبًا بسبب مجموعة من العوامل مثل الجفاف وفشل المحاصيل والحروب وعدم الاستقرار الاقتصادي.

إقرأ أيضا:السعودية ليست صحراء بل دولة متنوعة الجغرافيا

يشكل تغير المناخ أيضًا تهديدًا كبيرًا للأمن الغذائي العالمي، حيث تصبح الظواهر الجوية المتطرفة مثل الفيضانات والجفاف أكثر تواتراً وشدة.

لمنع حدوث مجاعة عالمية، من المهم للحكومات والمنظمات الدولية وحتى المستثمرين والقطاع إعطاء الأولوية للاستثمارات في الزراعة المستدامة والبنية التحتية وشبكات الأمان الاجتماعي لضمان حصول الناس على الغذاء والضروريات الأساسية.

بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد معالجة الأسباب الجذرية للنزاع وعدم الاستقرار في منع ظهور أزمات غذائية عالمية.

تدهور الأمن الغذائي بسبب التضخم العالمي

يعاني العالم اليوم من التضخم العالمي وهو الأسوأ في التاريخ الحديث، ومعدلات التضخم ارتفعت في كافة دول العالم بدون استثناء.

بينما تعد الحرب الروسية الأوكرانية سببا مهما ورئيسيا، فإن ضخ الحكومات لتريليونات من الدولارات في الاقتصاد خلال الفترة قد تسبب في صدمة الطلب ورفع من الأسعار بينما تراجع المعروض من السلع بسبب مشاكل سلاسل التوريد.

ومن جهة أخرى أصابت الفيضانات الهند وباكستان وتعاني دول شمال أفريقيا وجنوب أوروبا من جفاف هو الأكبر منذ عقود، تعاني أيضا عدد من دول أمريكا اللاتينية من هذه المشاكل المناخية.

أثر الأمر على توفر الخضروات والفواكه والمنتجات الإستهلاكية واضطر المنتجين إلى رفع الأسعار مع تزايد الخسائر والتكاليف.

53.9 مليون شخص عانوا من انعدام الأمن الغذائي الشديد في المنطقة العربية في عام 2022، أي بزيادة قدرها 55٪ منذ 2010، وزيادة قدرها 5 ملايين عن العام السابق، ومن المنتظر أن تكون نتائج عام 2022 أسوأ وعام 2023 الحالي أسوأ من كل تلك السنوات.

إقرأ أيضا:خرافة أضرار العادة السرية وأكاذيب خطورة الإستمناء

مع ارتفاع الأسعار سيتدهور الأمن الغذائي أكثر مع انزلاق الملايين من الناس حول العالم وليس فقط في المنطقة العربية إلى الفقر.

مناطق مهددة بالمجاعة حاليا

وتعد دول أفريقيا جنوب الصحراء أكثر منطقة تهددها المجاعات، وتأتي بعدها جنوب آسيا المكتظة بالسكان والتي تعاني من طقس متطرف، ثم في المرتبة الثالثة هناك المنطقة العربية حيث اليمن والسودان والصومال ومدغشقر وسوريا ولبنان في صدارة الدول المتضررة.

هناك العديد من المناطق حول العالم التي تواجه حاليًا أو معرضة لخطر المجاعة بسبب مجموعة من العوامل مثل الصراع وتغير المناخ وعدم الاستقرار الاقتصادي، تشمل بعض المناطق الأكثر تضررًا ما يلي:

اليمن: تواجه اليمن حاليًا أكبر أزمة إنسانية في العالم، حيث يحتاج ما يقدر بنحو 20 مليون شخص إلى المساعدة، أدى الصراع المستمر إلى تعطيل النظم الغذائية وتسبب في نقص حاد في الغذاء والضروريات الأساسية الأخرى.

جنوب السودان: شهد جنوب السودان صراعًا مستمرًا وعدم استقرار سياسي، مما أدى إلى انتشار أزمة الغذاء، هناك ما يقدر بنحو 7.2 مليون شخص في جنوب السودان بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

الصومال: واجهت الصومال سلسلة من حالات الجفاف والكوارث الأخرى المتعلقة بالمناخ، مما أدى إلى تعطيل إنتاج الغذاء وأدى إلى نقص الغذاء، يقدر أن 2.9 مليون شخص في الصومال بحاجة إلى المساعدة الإنسانية.

إقرأ أيضا:ما هي بدائل النفط التي توفرها التقنيات الجديدة؟

نيجيريا: تواجه نيجيريا أزمة غذائية بسبب مزيج من الصراع وعدم الاستقرار الاقتصادي، يحتاج ما يقدر بنحو 7.7 مليون شخص في نيجيريا إلى المساعدة الإنسانية.

أفغانستان: تواجه أزمة غذائية بسبب الصراع والجفاف وعدم الاستقرار الاقتصادي، يقدر أن 18.4 مليون شخص في أفغانستان بحاجة إلى مساعدة إنسانية.

متى يمكن أن تحدث مجاعة عالمية كبرى؟

نتيجة تعاون جامعة واشنطن مع جامعة وستانفورد حول هذا الموضوع، جاءت أبحاثهما لتؤكد أن هناك مجاعة عالمية من الوارد حدوثها في القرن الحالي.

وتؤكد هذه الدراسات أن اكبر المجاعات التي ستضرب لعالم ستحدث عام 2100 وهذا بسبب مشاكل المياه والتغير المناخي والإحترار العالمي.

وفي بحث سابق لمعهد “وايزمان” نشرته مجلة “نيتشر كلايمت تشينج” أكد على ان مجاعة كبرى غير مستبعدة بحلول عام 2080.

وبينما تعد هذه التواريخ بعيدة فمن الممكن تقريبها في حال فشل العالم في معالجة أزمة التغير المناخي وتمكن من انتاج الغذاء بتكاليف منخفضة وتطوير تقنيات تحلية المياه والإنتقال إلى الطاقة النظيفة.

تشكل هذه المجاعة تهديدا للأجيال الجديدة والصاعدة ويمكن أن يشهدها الشباب اليوم في أواخر حياتهم على الأرجح أو على الأغلب ستكون من نصيب الأبناء.

إقرأ أيضا:

آثار المجاعة وسوء التغذية على الأطفال

خطة المغرب لزيادة إنتاج الأسمدة بنسبة 70٪ لمكافحة المجاعة العالمية

من واجب الشركات مكافحة المجاعة في العالم

المجاعة في الكتاب المقدس هي أكثر من مجرد لعنة

توقعات نوستراداموس 2022 من الروبوتات إلى المجاعة

5 مراحل السقوط من الأمن الغذائي إلى المجاعة

الزراعة في الفضاء ومطر الأرز لمنع المجاعة القادمة

السابق
4 دروس مهمة من إغلاق RapidShare
التالي
مقتل باحث إسرائيلي شهير جنوب لبنان