أعلنت جرينلاند يوم الخميس وقف عمليات التنقيب عن النفط والغاز الجديدة مستشهدة بتأثيرات مناخية وبيئية أخرى مدمرة للوقود الأحفوري.
صاغت حكومة جرينلاند، وهي منطقة مستقلة دنماركية مستقلة، هذه الخطوة على أنها ضرورية للانتقال بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
قرار جرينلاند الشجاع:
وقالت حكومة جرينلاند في بيان: “المستقبل لا يكمن في النفط، المستقبل ينتمي إلى الطاقة المتجددة وفي هذا الصدد لدينا الكثير لنكسبه”.
يشير بيان حكومي نُشر باللغة الإنجليزية إلى بيانات جيولوجية اتحادية تظهر أنه قد يكون هناك 18 مليار برميل من النفط قبالة الساحل الغربي للبلاد بالإضافة إلى “رواسب كبيرة” محتملة قبالة الساحل الشرقي للجزيرة.
ومع ذلك جاء في البيان أن “حكومة جرينلاند تعتقد أن سعر استخراج النفط مرتفع للغاية، ويستند هذا إلى الحسابات الإقتصادية ولكن اعتبارات التأثير على المناخ والبيئة تلعب أيضًا دورًا رئيسيًا في القرار”.
قالت السيدة ناثانيلسن، وزيرة الإسكان والبنية التحتية والموارد المعدنية والمساواة بين الجنسين: “كمجتمع يجب أن نتجرأ على التوقف ونسأل أنفسنا لماذا نريد استغلال أحد الموارد”، “هل القرار مبني على البصيرة المحدثة والاعتقاد بأن هذا هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله؟ أم أننا نواصل العمل كالمعتاد؟”.
وتفتخر النرويج بأن سياساتها هي الأفضل في تبني الطاقات المتجددة والإبتعاد على الوقود الأحفوري الذي يعتمد عليه العالم في إنتاج الكهرباء.
إقرأ أيضا:ليلة انقلاب فاغنر على روسيا وانقلاب عسكري وشيكوأضافت الحكومة أن “الإستثمارات الدولية في قطاع الطاقة في السنوات الأخيرة تبتعد عن النفط والغاز وتتجه نحو الطاقة المتجددة، لذلك من الطبيعي أن نركز الأعمال على فرص المستقبل وليس على حلول الماضي”، “إن قرار وقف التنقيب عن النفط هو أيضًا قصة السكان الذين يضعون البيئة في المقام الأول”.
جرينلاند والخوف من التغير المناخي:
سيطر حزب مجتمع الشعب اليساري على الحكومة بعد انتخابات أبريل، والتي اعتبرها البعض بمثابة تأييد لأفكار الحزب الذي يعارض التنقيب عن النفط والمعادن وتلويث البيئة.
وجاء في التقارير الإخبارية أن “سكان جرينلاند يبعثون برسالة قوية مفادها أنه بالنسبة لهم يرفضون التضحية بالبيئة لتحقيق الاستقلال والتنمية الاقتصادية”.
كما أعلن بيان الخميس عن إطلاق مشروع قانون لحظر الإستكشافات واستخراج اليورانيوم.
يأتي الحظر المفروض على التنقيب عن النفط في المستقبل وسط سلسلة من الأحداث المناخية القاسية والتغيرات الكوكبية المرتبطة بأزمة المناخ، بما في ذلك ما يقول الباحثون إنه يزعزع استقرار الغطاء الجليدي في جرينلاند.
تراجع الغطاء الجليدي في المنطقة وارتفع سطح البحر بأكثر من 22 سنتمترا، وهناك توقعات بتزايد مستوى سطح البحر في قادم الأشهر.
منظمات الدفاع عن البيئة والأرض تحث بقية الحكومات على اتخاذ قرار مماثل:
رحبت منظمة السلام الأخضر بهذا القرار والعديد من المنظمات الأخرى وأشهر الناشطين الذين يرفضون استخراج النفط والغاز ويضغطون لتتوجه الحكومات إلى الطاقات المتجددة.
إقرأ أيضا:فكرة بيع غزة للإمارات والسعودية التي ترفضها ايرانوالحقيقة أن القرار من هذه الحكومة ليس كافيا، إذ ينبغي أن تتخذ بقية دول العالم قرارات مماثلة وتوقف مشاريع التنقيب عن النفط والغاز واستثمار الأموال في تقنيات الطاقات المتجددة.
هذا ما سيضمن الوصول إلى عالم أنظف والحفاظ على البيئة والأرض ومنع اقتراض الحيوانات والأهم بالنسبة للإنسان هو منع هلاكه.
لا تزال الكثير من الدول تواصل التنقيب عن النفط والغاز وتعمل على مشاريع عملاقة وتلوث البيئة وتقضي على الغابات وتتصرف وكأن لدى البشرية رفاهية الإستمرار على الوضع الحالي للمزيد من السنوات.
إقرأ أيضا:هل الطاقة الشمسية مناسبة لعمليات تعدين بيتكوين؟وتتعرض شركات النفط لضغوط حقيقية بناء عليها بدأت الأخيرة في الإستثمار بمشاريع إنتاج الطاقة النظيفة، وبالمزيد من الضغط والتحفيزات يمكن أن تغير هذه الشركات نشاطها من تلويث الأرض إلى انتاج طاقة نظيفة ومستدامة.
ولا يزال النفط والغاز مربحين حاليا للشركات لكن الإبتكارات ومشاريع الطاقة المتجددة يمكنها أن تغير المعادلة الربحية قريبا.
حظر التنقيب عن النفط والغاز في جرينلاند تمنحنا الأمل في الحرب على التغير المناخي وهي التي تشترط التخلي عن الوقود الأحفوري والإنتقال إلى عالم الطاقة المتجددة.
إقرأ أيضا:
سعر النفط إلى 100 دولار؟ الإمارات وايران وعوامل أخرى ستمنع ذلك
خطة المغرب للتخلي عن النفط قبل 2050
البيانات الضخمة هي بديل النفط في السعودية
الهند والصين يفضلان النفط الإيراني على السعودي