يؤمن أتباع نظرية المؤامرة أن كل المصائب مصدرها أمريكا، وأن كورونا والحروب والمجاعات والزلازل والمخلوقات الفضائية كلها من تدبير الولايات المتحدة الأمريكية، وتجد الكثير منهم من أتباع الديانات التوحيدية الإسلام والمسيحية واليهودية.
كلما حصلت مصيبة كبرى لأسباب واضحة، وجدنا لها في يوتيوب وعلى الشبكات الاجتماعية تأويلات أخرى، وهناك من يتحدث عن مخطط أمريكي صهيوني للقضاء على الأمم وخصوصا الأمة الإسلامية المستهدفة بالدرجة الأولى.
تفسيرهم لوباء كورونا كان واضحا، هو مخطط أمريكي يستهدف الصين ومن ثم العالم لتقليص عدد السكان، وقد نجح بالفعل في الإضرار بسمعة ثاني أكبر اقتصاد في العالم بل ومع بداية تراجع عدد سكان جمهورية الصين الشعبية وجد هؤلاء حجة دامغة، الوباء كان من أجل قتل أكبر عدد ممكن من الصينيين.
والحقيقة أن المشكلة الديمغرافية التي تعاني منها الصين لها أسباب تعود جذورها إلى سياسة الطفل الواحد، وهي سياسة حكومية صينية للتحكم في معدلات الإنجاب وتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة دون اغراق البلاد بالمواليد الجدد، وهي سياسة حكيمة ومن حق الإنسان باعتباره كائنا عاقلا ومكلفا تنظيم النسل.
غير أن الآباء والأمهات في الصين بالعقود الماضي كانوا يفضلون انجاب الأولاد، إذ أنه في معتقدهم الذكوري، الولد ينفع والديه ويخدمهما في كبرهما أما البنت فهي لزوجها وعائلتها الجديدة، لذا ارتفعت معدلات الإجهاض، وتم تسجيل 330 مليون عملية اجهاض خلال 40 عاما حتى 2013.
إقرأ أيضا:توقعات روسية: زلازل كثيرة وأكبر بعد زلزال تركيا 2023ونتيجة لذلك أصبح هناك اختلال في عدد الإناث مقارنة مع الذكور، ونجد النساء الصينيات الشابات أكثرهن في المناطق الحضرية، بينما هناك قرى ومناطق ريفية لا تتواجد بها اناث شابات وعازبات قادرات على الزواج والحمل والإنجاب، بل أكثر من ذلك تلعب المرأة الصينية الشابة اليوم لعبة الإنتقام من مجتمعها الذكوري، حيث تتزايد معدلات الرافضات للتوالد وحتى الزواج وحتى الرافضات لأي علاقة عاطفية أو جنسية من الأساس.
أصبحت فلسفة اللاإنجابية شائعة وتبناها أيضا الشباب ممن عجزوا في الحصول على نساء للزواج، والذين تغيرت معتقداتهم ويعتقدون بأن احضار الأبناء إلى الصين الشيوعية الاستبدادية وهذا العالم المضطرب هو بمثابة خطيئة أخلاقية عظمى.
وفي النهاية تواجه اليوم الحكومة الصينية معضلة كبرى، حيث تتراجع معدلات الإنجاب وتتقلص فئة الشباب وتكبر فئة كبار السن، ما يهدد صناديق التقاعد بالإفلاس ويزيد من تكلفة الرعاية الصحية.
أما كورونا فهذا ليس أول فيروس تنفسي يصيب البشرية، وتاريخ البشرية مليء بالأوبئة التي قتلت الملايين من البشر، بل وتسببت في القضاء على مدن بأكملها، وقد كان للمسلمين منها نصيبا مثل بقية الأمم والشعوب، وذلك منذ زمن الصحابي عمر بن الخطاب إلى وقتنا الحالي.
ومن الطبيعي أن تزداد وتيرة الأوبئة مستقبلا خصوصا وأن هناك 8 مليارات نسمة من البشر في كوكبنا الذي يعاني من الاحترار والتغير المناخي الناتج عن الثورة الصناعية واستخراج الوقود الأحفوري والإستغلال المبالغ فيه أحيانا للموارد.
إقرأ أيضا:من الأفضل الإحتفال باتفاقية كامب ديفيد والسلام وليس بحرب أكتوبرأما الزلازل فهي قديمة قدم الأرض، كوكبنا في حركة مستمرة وكما أتبث العلم تكتونية الصفائح وتشكل القارات الحالية فهو يقر أنه بدون نشاط بركاني وزلزالي لا يمكن لهذا التطور والتغير أن يستمر.
تعد تركيا ملتقى 3 فوالق كبيرة حول العالم عند منطقة الأناضول، ومن الطبيعي أن تشهد زلازل قاسية وكبرى من حين لآخر، وعوض أن تعمل السلطات والحكومة وشركات العقارات على تحسين جودة العقارات ومنع البناء العشوائي واعتماد تقنيات البناء المقاوم للزلازل كما فعلت اليابان، هناك من يريد جر النقاش إلى نظرية المؤامرة واتهام جهات اجنبية بافتعال الزلزال.
علينا أن لا ننسى أن تركيا جزء من الناتو، ومهما كانت الخلافات بين الغرب وأنقرة، فإن الجانبين في حلف واحد، وحزب العدالة والتنمية لن يستمر في الحكم للأبد.
واذا افترضنا أن الولايات المتحدة الأمريكية تملك تقنيات خارقة لافتعال الزلازل والأعاصير فلماذا لا تدفع عن نفسها تلك الكوارث الطبيعية التي تتعرض لها من وقت لآخر؟ ولماذا لا تفتعل تلك الكوارث لكل من الصين وروسيا؟
الهدف من كل هذه الفوضى والأزمات في نظر أتباع نظرية المؤامرة هو أن الغرب بقيادة الولايات المتحدة يريدون تقليص عدد سكان العالم ولهذا أيضا يعترفون بحقوق المثليين، مع أن هذه الفئة يريدون أن يتزوجوا وينجبوا من خلال تأجير الرحم وهم منفتحون على أطفال الأنابيب وكذلك التبني.
إقرأ أيضا:تاريخ مجلات الثقافة الجنسية العربية من ازدهارها إلى انقراضهااليوم رغم كل هذه المؤامرات المزعومة وصل عدد سكان العالم إلى 8 مليارات نسمة ومن المنتظر أن يزداد ليصل إلى 10 مليارات نسمة، وهذا بفضل انخفاض معدلات وفيات الأطفال بسبب الإستثمار في الرعاية الصحية واللقاحات ومكافحة الأوبئة والفيروسات الفتاكة وأيضا من خلال سعي الأمم المتحدة للقضاء على الجوع ومنع حدوث مجاعات كبيرة.
من جهة أخرى من الممكن فعلا أن تكون هناك مخلوقات فضائية وكائنات أخرى وأمم غير بشرية في هذا الكون، لكن أتباع نظرية المؤامرة يعتقدون أن الولايات المتحدة هي التي تخلق تلك الوحوش وتدربها وستستخدمها في الهجوم على البشرية لاحقا.
لا يزال أهل نظرية المؤامرة بعيدون عن المنطق والواقع، بل ومن خلال نظرياتهم يمنحون الولايات المتحدة صفة الألوهية والتحكم في شأن الأرض بل والمجرة أيضا.
إقرأ أيضا:
سر ضوء أزرق في سماء الإسكندرية بالتوازي مع زلزال تركيا ومصر
هل زلزال تركيا مفتعل وما هي أضواء الزلازل؟
حقيقة حساب تيك توك timevoyaging مسافر عبر الزمن
حقيقة شريحة ID2020 وشريحة الدجال 666
حقيقة شعار الماسونية على الدولار الأمريكي
حقيقة تطبيق نظرية المليار الذهبي بواسطة كورونا