تراجعت حصة الفرد من المياه في المغرب من حوالي 2600 متر مكعب خلال الستينيات إلى قرابة 606 متر مكعب حاليا، ما يجعل المملكة من الدول الفقيرة مائيا.
ورغم فرص تحلية المياه الضخمة التي تتمتع بها المملكة وفرشتها المائية التي لا تزال أفضل من دول مجاورة مثل الجزائر مثلا، إلا أن أسوأ جفاف منذ 40 عاما، يجعل الكثير من المدن مهددة بالعطش.
في هذا المقال سنتعرف على أبرز المدن المهددة بالعطش في المغرب:
مدينة وجدة والنواحي
عاصمة جهة الشرق على حدود الجزائر تعاني من قلة التساقطات المطرية، وتراجع كبير للمياه الجوفية مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل قياسي الصيف.
هذه المدينة التي كانت تشهد ثلوجا تاريخية قبل 22 عاما، والتي ازداد عدد سكانها بشكل متسارع وتوسعت، تحتاج اليوم إلى تأمين مواردها المائية.
تعتمد المدينة ونواحيها على سد محمد الخامس وكذلك سد مشرع حمادي، والأخير أصبح أكثر أهمية في السنوات الأخيرة للمنطقة الشرقية.
وتبحث الجهة الشرقية عن حلول أبرزها تخصيص بناء محطة ضخمة لتحلية المياه في الناظور بقدرة 100 – 200 مليون متر مكعب والتي ستبدأ العمل بداية من 2025.
وليست مدينة وجدة هي الوحيدة في الجهة الشرقية التي تعاني، حيث تهدد المشكلة كل من بركان والناظور والسعيدية وعدد من مدن الجهة.
إقرأ أيضا:إنتاج الطاقة المتجددة في المغرب وتصدير الكهرباء إلى أوروبامدينة مراكش والنواحي
ثالت أكبر مدن المملكة من ناحية الكثافة السكانية وهي من المدن المعروفة على الخريطة السياحية العالمية، تعاني هي الأخرى من ندرة المياه.
عانت عدد من أحياء هذه المدينة من مشكلة التلوث في وقت سابق من هذا العام، وتعاني هذه المدينة ونواحيها من ارتفاع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية خصوصا في الصيف ما يزيد من تبخر المياه الجوفية.
ناهيك على أن انتشار المسابح وارتفاع استخدام المياه لتزويد الفنادق والمنتجعات بها يستنزف المياه الجوفية في هذه المدنية ونواحيها.
تحصل عادة مدينة مراكش على مياه الشرب من سد المسيرة والذي يزود العيد من المدن المغربية وأبرزها الدار البيضاء الجنوبية، وينتظر أن تستفيد من محطات تحلية المياه التي ستقام على سواحل البيضاء والرباط.
مدينة الدار البيضاء والنواحي
أكبر مدينة مغربية من حيث عدد السكان والعاصمة الاقتصادية تعاني من تزايد الطلب على مساء الشرب والإستخدام في ظل الجفاف الأخير.
مع تراجع مستويات المياه في سد المسيرة الذي يزود جنوب المدينة بالمياه الصالحة للشرب، أصبحت هذه المدينة على أعتاب انقطاعات الماء خصوصا في الأحياء الشعبية.
وبناء على ذلك تعد مدن برشيد، سطات، الجديدة، آسفي، سيدي بنور، اليوسفية، بن جرير من المدن المغربية المهددة بالعطش.
ويرتفع تبخر المياه في سد سيدي محمد بنعبد الله الذي يزود جزء من الدار البيضاء وعدد من المدن المجاورة مثل الرباط وسلا وتمارة والصخيرات وبوزنيقة وبنسليمان والمحمدية وهو ما يهدد هذه المدن بالعطش.
إقرأ أيضا:النبي الذي دعا إلى تأسيس الأمم المتحدة وحكومة عالمية موحدةولدى المملكة مشاريع لتحلية مياه البحر في هذه الجهة، ومن المنتظر أن لا تكتفي بمحطة واحدة، حيث تحتاج إلى أكثر من محطة قادرة على انتاج 250 مليون متر مكعب من أجل الوصول إلى فائض كبير من المياه.
وتعد أيضا القنيطرة من المدن المغربية المهددة بالعطش وهي مدينة قريبة للرباط وتعتمد أيضا على سد سيدي محمد بن عبد الله.
كما تشهد مدن جهة بني ملال خنيفرة انقطاعات متتالية في المياه وهي تتزود أيضا من سدي المسيرة وبين الويدان.
مدينة أكادير والنواحي
عاصمة جهة سوس ماسة درعة، والمدينة الساحلية السياحية التي تعد أيضا مهمة على خريطة الفلاحة والإنتاج الزراعي تعاني من ندرة المياه بسبب الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
وقد وصل الوضع إلى أسوأ المستويات في تافراوت وعدد من المدن الصغيرة التي تبعد بضعة مئات الكيلومترات عن أكادير حيث تنقطع المياه عن هذه المدن أسبوع أو حتى أسبوعين ويشتري الناس خزانات المياه.
وتعول الجهة على مشروع محطة تحلية مياه البحر باشتوكة آيت باها، والتي بدأت العمل خلال فبراير 2022، وهي التي تنتج 275 ألف متر مكعب في اليوم، منها 125 ألف متر مكعب في اليوم للسقي والباقي لمياه الشرب.
لكن الجهة بحاجة إلى مزيد من المحطات من أجل تأمين المياه للمدن الداخلية بها، وبناء شبكة للتزود بالماء تربط بين مدن هذه الجهة.
إقرأ أيضا:كذبة إعادة تدوير البلاستيك Plastic Recyclingمدن أخرى في المغرب تعاني من ندرة المياه
تواجه فاس ومكناس وعدد من المدن المحيطة بهما إضافة إلى عدد من مدن الشمال نفس المشكلة بسبب ارتفاع الحرارة في الصيف ومستويات التبخر.
يمكن لبعض المدن أن تسجل تساقطات جيدة إلا أن ارتفاع درجة الحرارة بسبب التغير المناخي، يستنزف المياه في السدود وكذلك في جوف الأرض.
لهذا تخطط المملكة لتأسيس 20 محطة تحلية المياه من أجل حل هذه المشكلة، وبما أن الواحدة منها قادرة على انتاج 200 مليون متر مكعب في السنة، فهذا سيساعد على حل المشكلة بشكل نهائي.
إقرأ أيضا:
من سياسة بناء السدود إلى تحلية مياه البحر في المغرب
فرص ومشاكل المغرب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح والحبوب
تداول الماء في البورصة الأمريكية إشارة خطيرة للعالم