أخبروك بأنه يمكنك تحقيق 20 دولار في اليوم و أكثر ؟ 7.24 دولار بعد شهر من العمل من طرف هذه المستخدمة !
تتواصل المنافسة بقوة بين الشبكات الإجتماعية هذه الأيام و هناك تذمر من مستخدمي الفيس بوك إزاء الشبكة الزرقاء التي تستعبد الجميع بنظر البعض ، و فيما قرر فريق من المستخدمين الرحيل إلى تويتر و جوجل بلس نشهد هذه الأيام إنضماما بالعشرات نحو الشبكة الإجتماعية الأحدث تسو TSU .
هذه الأخيرة و التي تكتسي اللون الأخضر بعيدا عن لون السماء الغامق الذي يسيطر على هذا القطاع لسنوات مديدة أصبح لديها الأن أكثر من مليون مستخدم في ظرف وجيز و كل هذا لأنها عوض أن تضيع فيها وقتك بنشر منشوراتك و التفاعل دون مقابل مادي فهي توفر لك دولارات مما تشاركه و من دعوة الأخرين للإنضمام إليها .
كل هذا جميل و معروف و هو إستعراض بسيط للواقع ، و عالمنا العربي غير بعيد عن ضجة تسو TSU خصوصا و أن بعض المواقع الرائدة العربية روجت له من خلال مقالات تحث المستخدمين العرب من أجل الرحيل عن الفيس بوك و الإنضمام إلى الغريم الجديد لمارك .
علينا أن نعترف من البداية بأن سمعة تسو TSU جيدة على المستوى العربي أو حتى بشكل عالمي جيدة و قد شكلت ضجة إعلامية قوية في وسائل الإعلام العالمية قبل المحلية و أغلبها معجبة بهذه المبادرة التي يراها خبراء و مراقبين بأنها تشكل بداية نهاية حقبة فيس بوك .
إقرأ أيضا:افلاس فايس ميديا: من أموال روبرت مردوخ إلى جورج سوروسلا أعرف شخصيا لماذا أنا بالذات لست مرتاحا لهذه الشبكة الجديدة و إلى حد الأن لم أنضم إليها رسميا رغم أن الكثير من أصدقائي المغاربة بالذات و عشرات من أصدقائي العرب إنضموا إليها و تلقيت منهم على الخاص و العام دعوة للإبداع هناك ، و هذا بالذات ليس مرتبطا بعواطف، إذ بقدر ما أشكك في تسو TSU أنا متحفظ على سياسات الفيس بوك التي لا تساعد أحدا على الإستمرار فيه .
حسنا قررت الخروج عن صمتي الطويل بعد أن عملت خلال الأيام الماضية على متابعة الموضوع بتدقيق كبير و هذه حقائق قد تجعلك تعيد النظر في تواجدك على تسو أو حتى الإنضمام إليه بهدف الربح منه .
- تسو قائم على نظام الربح الشبكي
الجميع متفقين على أن الربح الهرمي مختلف عن الربح الشبكي لكن يجمعهما شيء واحد و هو أنهما أسلوبين محرمين دوليا و شرعيا في كسب المال ، هذا الأخير يقوم على أن تأخد من أرباح المسجلين على رابطك الخاص عوض أن يتوقف الأمر عند الربح من إنضمامهم فقط .
جميل أن تدفع لك تسو TSU المال مقابل جلب المزيد من المستخدمين لها لكن السيء فعلا هو أن تربح أيضا مما ينشرونه و هذا هو الواقع بالضبط .
إقرأ أيضا:من قضية اغتصاب فتاة بحافلة الدار البيضاء: لا مكان للإغتصاب على يوتيوبالصورة أعلاه تبين لنا بالفعل مثال عملي و حقيقي من هذه العملية أضفت إليها أسماء إفتراضية لتكون العملية جد واضحة أمامك .
لنفترض أن الأخ محمد نشر صورة تم التفاعل معها جيدا و حققت عائدا ماديا وصل إلى 100 دولار، في هذه الحالة ستأخد الشبكة نسبتها من الربح و هي 10 في المئة أي 10 دولارات هي ربح TSU مما نشرته إذن يفترض أن يحصل محمد على 90 دولار صحيح ؟
للأسف ليس هذا ما سيحدث في الواقع و قد تسجل عن طريق صديقته مريم التي ستحصل من تلك الصورة على ربح قدره 33.3 في المئة و هنا نتحدث عن كونها ستأخد 30 دولار لماذا بالضبط هذا الرقم و ليس أكثر أو أقل ؟
ببساطة لأن مريم بنفسها مسجلة عن طريق أخوها سعيد و الذي سيحصل على 11.1 في المئة بدوره من أرباح صورة محمد و بالضبط على 10 دولارات و هذه النسبة لم تأتي من فراغ خصوصا و أنه بنفسه تسجل عن طريق جون الذي طرح مقالا على موقع أجنبي يتابعه كان مقنعا للغاية من أجل الإنضمام إليه هذا الأخير بدوره سيحصل هو الأخر على نسبة من الأرباح قدرها 3 دولارات اي 13.70 في المئة من مجمل عائدات الصورة التي شاركها محمد .
إقرأ أيضا:أمازون تيوب نتيجة غطرسة جوجل ودعم إضافي لأزمة يوتيوبو لو كان جون مسجلا عن طريق شخص أخر سيحصل هو الأخر على نسبة ربحية من عائدات الصورة التي تم مشاركتها من طرف محمد على تسو TSU .
محمد بنفسه في حالة إنضم صديقه حسن عبر رابطه سيأخد من عائدات ما ينشره هذا الأخير نسبة 4/1 و الأمر نفسه بالنسبة لمريم و سعيد إضافة إلى جون كل حسب نسبته بحسب عدد المسجلين فوق صاحب المحتوى الذي يحقق الأرباح !
هذا هو الربح الشبكي الذي تقوم عليه تسو ، تنضم إليها دون أن تدفع ثمن فإذا انضممت حسب رابط شخص من قبلك سيربح دائما مما تنشره ، كذلك الأمر بالنسبة لك ستربح مما ينشره من هم تحثك من المسجلين عن طريقك او عن طريق من سجلوا من رابطك الخاص .
في هذه الحالة المال غير شرعي بتاتا و من الظلم جدا لك و لبقية المستخدمين هذا النظام الربحي!
- عائدات الإعلانات لا تكفي لتحقيق أرباح محترمة
تم الترويج و بقوة لصور الأرباح الجيدة التي طرحتها الشبكة نفسها من أجل الدعايا و شخصيا وجدت أن الأرباح التي يتلقاها البعض رغم جهودهم الكبيرة لطرح المنشورات و التفاعل و جلب المستخدمين الجدد لا تتجاوز دولارا في اليوم .
و من المعلوم أنه لن تسحب أرباحك إذا لم تصل إلى 100 دولار أي تحتاج إلى مئة يوم من أجل هذا الهدف و الذي يمكنك تحقيقه من أعمال و أنشطة أخرى بسهولة في شهر !
و في الحقيقة هناك الكثير ممن سيصدمهم الواقع عندما يجدون أنفسهم لا يستطيعون تجاوز السنتات بخصوص أرباحهم اليومية كونهم في أسفل الشبكة و ليس أعلاها !
- 10 في المئة من الأرباح لا تكفي تسو
شبكة تسو TSU و مع النمو المتسارع الذي تعيشه الأن فهي بطبيعة الحالة بحاجة إلى المزيد من الموارد المادية من أجل أجل تمويل بنياتها التحثية بما فيها رواتب الموظفين و خوادم الشبكة و الصيانة الدورية مع تطوير برمجة الشبكة و الحرص على سد الثغرات الأمنية التي لا يخلوا منها أي موقع في العالم .
10 في المئة من الأرباح التي ستأخدها تسو من منتجي المحتوى علميا ليست كافية وسط عائدات إعلانية لا تزال قليلة .
الفيس بوك نفسه لو قرر أن يشارك 90 في المئة من الأرباح مع منتجي المحتوى لرأينا أزمة كبيرة لدى الشركة الأمريكية و هو ما ستواجهه تسو مستقبلا لو هي قررت بالفعل دفع الأرباح لمستخدميها .
للذكر فقد وصلت عائدات الفيس بوك الإجمالية العام الماضي إلى 7.87 مليار دولار منها أرباح صافية بقيمة 1.5 مليار دولار و لو طبقنا معادلة تسو الربحية على عادات الفيس بوك سنجد ربحا صافيا لا يتعدى 787 مليون دولار هذا دون التكاليف التشغيلية للشركة اي لا أرباح في الأخير بل ربما عجز و حاجة لمصادر مادية خارجية للتمويل !
أرأيت ؟ ضخامة الفيس بوك جعلته أمام معادلة مشاركة 90 في المئة من العائدات مع منتجي المحتوى في حالة محرجة و هو الذي يملك برنامجا إعلانيا خاص به و أكثر من مليون معلن فما بالك بشبكة TSU التي لا تملك سوى بضعة ملايين من المستخدمين و ليس لديها برنامجا إعلانيا يجعل أرباحها من الإعلانات صافية بل يتم الأمر بناء على برنامج إعلاني منافس لأدسنس يدعى Linksynergy !
نهاية المقال :
لدينا الكثير من المطبلين لهذه الشبكة التي قفزت نحو السطح بسبب الإعلام و التي تم الترويج لها تحث عنوانين أساسيين الأول “شبكة بديلة لفيس بوك التي تستعبدنا” و الثاني “شبكة إجتماعية للربح من منشوراتنا و تفاعلاتنا” ، جميلة تلك العناوين البراقة و التي تخفي وراءها حقيقة مرة و هي أنها شبكة مبنية على الربح الشبكي المخالف للأنظمة المقبولة شرعا و منطقيا ، هذا إلى جانب إمكانية أن تعجز مستقبلا على سد تكاليفها فتلجأ للنصب على مستخدميها على الأقل من هم أسفل الشبكة عندما يصلون إلى 100 دولار في مدة عام على الأغلب !
لا أنكر أننا بحاجة إلى بديل للفيس بوك يشاركنا الأرباح ضمن نسبة معقولة و أن يكون بعيدا عن الأنظمة الربحية التي يسودها الغش و استغلال الحاجة للمال من أجل تغييب العقول .
تسو ببساطة في نظري ليس البديل الحقيقي للفيس بوك بل شبكة مشكوك في مصداقيتها .