يبذل الكثير من المسلمين جهودا من أجل انكار وجود الكائنات الفضائية ويؤكدون أنها فكرة غربية لطالما تبنتها السينما الأمريكية، ويكفرون بموقف القرآن من المخلوقات الفضائية.
والحقيقة أن هناك أسباب معرفية وحتى نفسية وراء هذا الإنكار، أولها هي أن عموم أتباع الدين الإسلامي وبالأخص المحافظون، يرفضون الإيمان بما لم يذكر في القرآن ذكرا صريحا ويرفضون التأويلات، وإلى يومنا هذا لديهم مواقف مريبة من التلفزيون والإنترنت والتكنولوجيا والتطور الذي قاوموه في البداية بفتاوى التحريم والتحذير.
من جهة أخرى فإن ظهور الكائنات الفضائية سيضرب بعرض الحائط فكرة أن الإنسان هو خليفة الله في الأرض والكون، وأنه الأسمى عقلا وقد نفخ الله فيه من روحه، خصوصا إذا اتضح أن تلك المخلوقات ذكية وتسافر عبر المجرات ولديها التكنولوجيا المتطورة وربما أيضا متقدمة علينا.
من شأن وجود الكائنات الفضائية واكتشافهم أن يشكل صدمة ثقافية وفكرية وروحية للإنسان المعاصر، سواء كان مسلما أو مسيحيا أو حتى ملحدا، إذ أنه سيسقط من التعالي الإنساني واعتقاده بأنه الكائن الوحيد العاقل في هذه المجرة.
في الواقع تطرق القرآن إلى مخلوقات أخرى موجودة لم نجد لها أثرا إلى يومنا هذا، ولعل في مقدمتها يأجوج ومأجوج، حيث لا يوجد شخص مسلم لا يؤمن بوجودهم رغم أنه منذ نزول القرآن وإلى يومنا لم يحدث خروجهم بعد، أيضا الجن كمخلوقات أخرى تؤمن وتكفر ولديها على ما يبدو العقل والإرادة مثل الإنسان تماما.
إقرأ أيضا:المفاعلات النووية الصغيرة لإنتاج كهرباء نظيف بتكلفة قليلةفلماذا إذن يصر بعض المسلمون على انكار الكائنات الفضائية؟ قد تكون نلك المخلوقات هي يأجوج ومأجوج، وستكون لهم عودة إلى الأرض للإفساد فيها، في هذا الإطار نجد أن هؤلاء يتمسكون بالتأويل والتفسير الحرفي للآيات القرآنية ولا يمنحون أي فرصة للإجتهاد.
جاء في القرآن: “وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ” {النحل:8}، والآية تشير بشكل صريح إلى أن الله يخلق ما لا نعلم ولا نتصور، وقد نكتشف بعضه وقد لا نكتشفه أبدا.
وقوله تعالى: “وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ” {الشورى:29}، والملائكة ليسوا دوابا، حيث ليس من صفاتهم التصرف مثل الحيوانات والبشر في إشارة إلى التناسل وما إلى ذلك من التصرفات ذات الأصل الغريزي الحيواني، وبالتالي هناك دواب فعلا في السماوات، وقد تكون المخلوقات الفضائية باختلاف أجناسها وأشكالها هي المقصود بالدواب في السماوات.
لا يوجد حاليًا أي دليل على وجود حياة على كواكب أخرى، لكن الكون مكان كبير، ويبدو من غير المحتمل أنه من بين تريليونات الكواكب التي يُفترض وجودها في كوننا البالغ من العمر 13.8 مليار عام، استضافت الأرض فقط.
كل ما نراه اليوم من رسومات وأفلام حول الكائنات الفضائية هي مجرد تخيلات للإنسان الذي يشعر ويؤمن بأن هناك مخلوقات أخرى في هذا الكون الفسيح.
إقرأ أيضا:نهاية الحرب بين ايران وإسرائيل بالإتفاق حول غزو رفحقد تكون المخلوقات الفضائية مختلفة في الأشكال والأجساد عن ما نتوقعه أو ربما مشابهة للإنسان ومختلفة عن بقية الدواب، وقد تكون كائنات متخلفة في التواصل وفكريا وربما تعادل الإنسان في التقدم أو حتى تتفوق عليه فكريا وحضاريا.
كل الإحتمالات واردة، وحاليا هناك جهود للبحث عن حياة خارج الأرض، وبينما لم نكتشف أي وجود لهم في كواكب مجرتنا، فقد يكون لهم وجود في مجرات مشابهة أو حتى مختلفة.
بدأت الجهود الأولى في البحث عن حياة خارج كوكب الأرض قبل أن يكون لدى البشر القدرة على الخروج من كوكبنا، وفقًا لمعهد البحث عن ذكاء خارج الأرض (SETI)، فتح اختراع الراديو الباب أمام فكرة الإرسال من عوالم أخرى، ويعتقد المخترعون نيكولا تيسلا وجولييلمو ماركوني أنهما ربما يلتقطان إشارات من عوالم أخرى، وبالضبط من المريخ في أوائل القرن العشرين.
إقرأ أيضا:ما سبب انخفاض عدد سكان السعودية وبالأخص عدد السعوديين؟لا تزال الجهود مستمرة ويمكن أن تتعرض أرضنا أيضا لغزو فضائي من أمة فضائية تكتشف وجود الأرض التي تنبعث منها إشارات الراديو التي تبحث عن دليل مسموع بوجود تلك المخلوقات.
إقرأ أيضا:
اسقاط الأجسام الطائرة قد يقودنا إلى حرب ضد الكائنات الفضائية
كل شيء عن أزمة بالونات التجسس الصينية وهجوم الأطباق الطائرة
هل الكائنات الفضائية موجودة؟
لماذا لا نستطيع العيش في المريخ؟
القمر أصبح مزبلة في صالح الإنسان!
بحث شامل عن تأثير العاصفة الشمسية على الإنسان