أكدت وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة (UKHSA) أنه تم اكتشاف 71 حالة إصابة بفيروس جدري القرود في المملكة المتحدة، منذ 6 مايو 2022 ومن المتوقع أن يرتفع عدد الحالات المؤكدة في الأسابيع المقبلة، حيث من المحتمل أن يكون الأشخاص المخالطين للمصابين مرضى أيضا.
في هذا الوقت لا تزال المزيد من الدول ترصد المصابين بهذا المرض الذي ظهر في القرن الماضي بأفريقيا، وظل محصورا في القارة السمراء.
أسباب انتشار جدري القرود حاليا
ليس من الواضح حاليًا ما الذي أدى إلى تفشي المرض، حيث ورد أن العديد من المرضى ليس لديهم أي روابط بحالات أخرى أو زاروا البلدان التي يتوطن فيها الفيروس.
في بيان، أشارت منظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن جدري القرود “مستوطن في بعض مجموعات الحيوانات في عدد من البلدان”، مما يؤدي إلى “تفشي المرض بين السكان المحليين والمسافرين”، وعادة ما تقتصر هذه الحالات جغرافيا على غرب ووسط أفريقيا، ومع ذلك فقد تم الإبلاغ عن الإصابات الأخيرة في بلدان غير متوطنة، مثل المملكة المتحدة وإسبانيا والبرتغال.
من المفهوم أن يشعر الكثير من الناس بالقلق من الفيروس، خاصة بالنظر إلى أنه تم اكتشاف “نسبة ملحوظة من الحالات الحديثة في المملكة المتحدة وأوروبا” في الرجال المثليين وثنائيي الجنس (وفقًا لـ UKHSA).
ما هو جدري القرود monkeypox؟
تقدم منظمة الصحة العالمية التعريف التالي لفيروس جدري القرود:
إقرأ أيضا:حقيقة ما يحدث في السودان وتأثيره على مصر وأفريقيا والشرق الأوسط“جدري القرود هو مرض فيروسي حيواني المنشأ (فيروس ينتقل إلى الإنسان من الحيوانات) مع أعراض مشابهة جدًا لتلك التي شوهدت في الماضي لدى مرضى الجدري، على الرغم من أنها أقل خطورة من الناحية السريرية”.
مع القضاء على الجدري في عام 1980 وما تلاه من توقف عن التطعيم ضد الجدري، ظهر جدري القرود باعتباره أهم فيروس أورثوبوكس للصحة العامة.
“يحدث جدرى القرود بشكل أساسي في وسط وغرب إفريقيا، وغالبًا ما يكون بالقرب من الغابات الاستوائية المطيرة، وقد ظهر بشكل متزايد في المناطق الحضرية، تشمل العوائل الحيوانية مجموعة من القوارض والرئيسيات غير البشرية”.
تم اكتشاف جدري القرود لأول مرة في البشر في جمهورية الكونغو الديمقراطية في عام 1970، ومنذ ذلك الحين وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تم الإبلاغ عن حالات إصابة بشرية بجدري القرود في 11 دولة أفريقية.
تم اكتشاف أول فاشية لمرض جدري القرود خارج إفريقيا في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2003، والتي ارتبطت بالاتصال بكلاب البراري الأليفة المصابة.
في مايو 2022، تم تحديد حالات متعددة من جدري القرود في بلدان، مثل البرتغال وإسبانيا، حيث الفيروس غير متوطن، مما يعني أنه غير موجود عادة في هذه المناطق.
ما هي أعراض فيروس جدري القرود؟
الأعراض الأولى الشائعة لجدري القرود هي الحمى والصداع وآلام العضلات والضعف وتضخم الغدد الليمفاوية.
إقرأ أيضا:مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع اللهبعد 24 إلى 72 ساعة، يبدأ الطفح الجلدي في الظهور، وغالبًا ما يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي الجسم، في بعض الأحيان يكون الطفح الجلدي موضعيًا فقط بالقرب من مواقع دخول الفيروس، يبدأ الطفح الجلدي على شكل بقع حمراء ثم ينتفخ ويمتلئ بالسوائل، يمكن أن يستمر الطفح الجلدي لمدة 2-4 أسابيع.
يتغير الطفح الجلدي ويمر بمراحل مختلفة، يمكن أن يبدو مثل جدري الماء أو مرض الزهري، قبل أن يتشكل في النهاية إلى قشرة تسقط لاحقًا.
كيف ينتشر فيروس جدري القرود؟
يمكن أن يحدث انتقال العدوى من حيوان إلى إنسان من التلامس المباشر مع الدم أو سوائل الجسم أو الآفات الجلدية أو المخاطية للحيوانات المصابة، في حين أن الانتقال من إنسان إلى آخر يمكن أن ينتج عن الاتصال الوثيق بإفرازات الجهاز التنفسي، والآفات الجلدية التي تصيب شخص مصاب أو أشياء ملوثة حديثًا.
يمكن أن تنتقل العدوى من خلال الاتصال الوثيق أو الاتصال بالملابس أو البياضات التي يستخدمها شخص مصاب بمرض جدري القرود”، مضيفة أن “الفيروس لا ينتشر عادة بسهولة بين الناس ويظل الخطر على سكان المملكة المتحدة منخفضًا”.
هل يوجد لقاح فيروس جدري القرود؟
من المنتظر ان تشتري الجهات الصحية إمدادات لقاح آمن للجدري (يسمى Imvanex)، والذي يتم تقديمه لتحديد جهات الاتصال الوثيقة لشخص مصاب بجدرى القرود.
إقرأ أيضا:كيف يمكن منع الهجرة الى سبتة ومليلية؟يتوفر لدى الولايات المتحدة الأمريكية اللقاح وهي التي بدأت في ارساله للجهات الصحية في أوروبا وفي حال تفشي الوباء ستكون من الجهات التي توفره مبكرا.
أصدر برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، برنامج الأمم المتحدة المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز، بيانًا حذر فيه من أن وصمة العار التي تحيط بجداري القرود تشكل تهديدًا للصحة العامة.
قال نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية / الإيدز، ماثيو كافانا، “إن وصمة العار واللوم تقوض الثقة والقدرة على الاستجابة بفعالية أثناء تفشي مثل هذا”.
مع انتشار المرض بين الرجال من ثنائي الجنس والمثليين، سارع البعض لاعتباره مرض يصيبهم فقط وأنه عقاب لمجتمع الميم، رغم أنه أصاب أطفال صغار في سبعينيات القرن الماضي وقتل منهم العديد بأفريقيا.
إقرأ أيضا:
تحقيق: 3 مليارات إصابة بمرض جدري القرود ومقتل 271 مليون نسمة
جدري القرود كنز شركات اللقاحات والتكنولوجيا الحيوية
جدري القردة أو القرود هل هو مرض يصيب المثليين فقط؟
