مبادرة الشرق الاوسط الأخضر هي واحدة من أهم المبادرات على الساحة اليوم من أجل مكافحة التغير المناخي، وتتزعمها السعودية التي أعلنت عنها بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
وتشارك في المبادرة العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وخارج هذه المنطقة حيث تتواجد بها الصين والمملكة المتحدة.
وفقًا لتقرير نشرته الأمم المتحدة للتغير المناخي هذا الأسبوع، تعد مصر والإمارات من بين 26 دولة قامت بتحديث أهدافها المناخية بما يتماشى مع الوعود التي تم التعهد بها العام الماضي في كوب 26 في جلاسكو، المملكة المتحدة.
تعد مصر بمواصلة خفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الكهرباء والنقل وقطاعات النفط والغاز، على الرغم من أن هذا يقارن فقط بالمستويات المتوقعة سابقًا والالتزام مرهون بتلقي الدعم المالي الدولي.
تتعهد الإمارات بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري بنسبة 31٪ بحلول عام 2030، مقارنة بمستوى العمل المعتاد، وهو ما يتجاوز التخفيض السابق الموعود به البالغ 23.5٪.
يقول تقرير الأمم المتحدة إن الالتزامات التي تعهدت بها البلدان في العام الماضي ستقلل من ارتفاع الانبعاثات المتوقعة إلى 10.6٪ فوق مستويات عام 2010 بحلول عام 2030، مقارنةً بنسبة 13.7٪ المتوقعة في تحليل مماثل العام الماضي.
لكنها تظل أقل بكثير مما يحتاجه العالم للحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، ووصف سامح شكري، وزير الخارجية المصري ورئيس كوب 27، النتائج بأنها مثيرة للقلق وقال إنها تستحق “استجابة تحولية في قمة المناخ الحالي”.
إقرأ أيضا:15000 فيروس جديد وأوبئة مدمرة بسبب التغير المناخيوتعد جهود المملكة العربية السعودية اليوم لجعل الشرق الأوسط منطقة خضراء تحولا كبيرا عن نهج المملكة في العقود الماضية، حيث تشكك القيادات السابقة في التغير المناخي وترى انها مؤامرة لضرب النفط وبالتالي المورد الأساسي للدخل بالنسبة للرياض.
وشهدت السنوات الأخيرة تبني المنطقة للتقنيات المتجددة والتركيز على البيئة، ويؤكد الخبراء اليوم أن المملكة العربية السعودية والدول الرئيسية الأخرى المنتجة للنفط “لا تحارب واقع العلم”.
بالنسبة للدول التي تعتمد على عائدات النفط، فإن هذه الخطوة تتعلق بمحاولة تنويع اقتصاداتها في مواجهة الانخفاض المستقبلي في الطلب، وكذلك استخدام مصادر الطاقة المتجددة لتوفير عدد السكان المحليين المتزايد مع توفير الوقود الأحفوري للتصدير.
تشهد المنطقة موجات الحر الشديدة وهي بمثابة دعوة للاستيقاظ كما أن الجفاف الكبير في شمال أفريقيا بالسنوات الأخيرة علامة أخرى على أن الشرق الأوسط والمنطقة ستتضرر كثيرا بسبب التغير المناخي إذا لم يتم معالجة المشكلة.
حددت المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وجارتها البحرين أهدافًا صافية صفرية لعام 2060، وفي الوقت نفسه، أعلنت قطر الغنية بالغاز عن خطط لخفض انبعاثاتها بنسبة 25٪ بحلول عام 2030 وأنشأت أول وزارة معنية بالتغير المناخي.
أعلنت كل من إسرائيل وتركيا عن أهداف للوصول إلى صافي الصفر بحلول منتصف الخمسينيات من القرن الحالي، ومن المنتظر أن ينتج المغرب أكثر من نصف طاقته الكهربائية من الطاقة النظيفة بحلول 2030.
إقرأ أيضا:ثورة شباب الصين: اللاإنجابية للأحرار والتوالد لعبيد الشيوعيةوأصبحت مصر أكبر دولة عربية على مستوى إنتاج الطاقة المتجددة تأتي الإمارات ثم المغرب ثم الأردن بعدها، وهناك نمو متزايد لهذا الإتجاه في السعودية.
أعلنت مبادرة الشرق الأوسط الخضراء، التي قادتها المملكة العربية السعودية العام الماضي، عن هدف لتقليل انبعاثات الكربون من صناعة النفط والغاز في المنطقة بنسبة 60٪، على الرغم من عدم تحديد موعد نهائي.
إقرأ أيضا:بالأرقام: ما هو احتمال حدوث حرب نووية شاملة؟هذه الصناعة هي واحدة من أكبر مصادر الميثان في العالم، وهي التي يريد العالم الحديث تقليل اعتماده عليها في السنوات القادمة من خلال زيادة انتاج الهيدروجين الأخضر والأزرق والطاقات المتجددة.
ومن المنتظر ان تستضيف مصر قمة المناخ 2023 ما يؤكد على أن العرب عازمون وبقوة على مكافحة التغير المناخي والمشاركة في الجهود العالمية لإيقاف كارثة لن يفلت منها أحد من القطب الشمال إلى الجنوب مرورا بكافة القارات والدول
إقرأ أيضا:
ما سبب انسحاب الدول الأوروبية من معاهدة ميثاق الطاقة (ECT)؟
غريتا تونبرج: الحكومات لن تنقذ الأرض من أزمة المناخ
كيف يمكنك أن تشارك في حل مشكلة تغير المناخ
حقائق عن استهلاك اللحوم في ظل أزمة التغير المناخي
الجفاف العالمي وعام نهاية العالم 2024
عيوب بناء السدود وأضرارها على البيئة