علوم

محمد الفايد: البطل المغربي الذي زلزل الأصنام الوهابية

لا يزال الدكتور محمد الفايد يثير الجدل بخرجاته الإعلامية التي يكشف فيها أنه رجل متنور وعقلاني ويفكر بشكل حر متحررا من الأصنام الوهابية التي تحكم المجتمعات الإسلامية.

وفي مقاطع البث التي ينشرها على يوتيوب، لطالما صرح برأيه في عدد من الأمور الدينية ومنها الحور العين والخمار والتفسير القرآني ومسألة العشر الأواخر في الإسلام وقضية الإسراء والمعراج.

وليس الدكتور محمد الفايد هو أول شخص مسلم يستخدم عقله ويبحث عن الحقيقة، ويصطدم بأن التفسيرات القرآنية والفكر الوهابي قائم على الخرافات وتشويه الدين والسطحية ودور علماء الدين في احتكار الإيمان والأحكام وتقييد العقل المسلم.

على مر تاريخ الأمة الإسلامية كان هناك كتاب ومفكرين وفلاسفة وعلماء ممن يرون أن حال المؤسسة الدينية في الإسلام لا يختلف كثيرا عن استبداد الكنيسة في عصر ظلمات ما قبل التنوير.

والتاريخ الحديث مليء بالإنتكاسات لهذه المؤسسات، ولعل في مقدمتها معارضة الأزهر في مصر لحظر تجارة العبيد واعتبارها تجارة اسلامية، كما قاومت الكنيسة من قبل دعوات التنويريين لحظر تجارة العبيد وانهاء التمييز العرقي.

وقبل 2010 انتشر الفكر السلفي والوهابي بشكل قوي، وكانت النتيجة داعش والنصرة والجماعات المتطرفة التي دمرت بلدانها وفشلت في نقلها إلى الديمقراطية أو الاستقرار وفشل مشروعها الإستبدادي.

اليوم تعيش المنطقة مسألة التسويات السياسة ويجب حل القضية الإسرائيلية الفلسطينية من خلال اقناع اليهود والمسلمين على حد سواء بالتخلي عن تطرفهم الديني ومحاولة كل واحد منهما اقصاء الآخر.

إقرأ أيضا:لا يعبد الهنود البقر يا بقر بل هي مقدسة في الهندوسية

نعيش في زمن إما ان تكون فيه رجلا حرا يستخدم عقله أو عبد يدافع عن الإستبداد ويضيع على الأمة عقدا وربما قرنا إضافيا في هذا الجهل والظلام.

وتشهد منطقة الخليج أبرز حراك فكري حاليا مع دعم الإمارات والسعودية للتسامح الديني والتخلص من الوهابية، لكن لا تزال شعوب شمال افريقيا التي استقبلت هذا الفكر من الجزيرة العربية يوما ما تتمسك به وتقاوم، بداية من مصر إلى المغرب.

بغض النظر عن صحة مواقف محمد الفايد وتفسيراته للقرآن وفهمه الخاص به، فإن تفكيره واستخدام عقله هو بمثابة انجاز كبير، فإن أخطأ فله شرف الإجتهاد.

يفتح الإجتهاد اليوم للأمة الإسلامية بابا واسعا للخروج من الجمود الفكري، لعقود طويلة ظل الفهم الديني والتفسير احتكارا على ثلة من المسلمين الذين يحددون الحلال والحرام وفتاواهم تتناقض وتتغير حسب إرادة الحكام.

من جهة أخرى تعد هذه الخطوة جيدة لإنهاء زواج السلطة بالدين، وهو زواج قائم على المصلحة، حيث يسعى لإبقاء الحكام المستبدين في السلطة مقابل اغراق الناس في الجهل وتزيين الفقر والذل والتواكل وعدم استخدام العقل.

بينما يزلزل هذا الرجل الأصنام الوهابية في المغرب ويساعد الشباب والنساء على التحرر الفكري والعقلي، يشعر السلفيون والوهابيون بالرعب من كلماته، لذا سيكفرونه وربما يستحلون دمه، وهذا أمر ليس بغريب عليهم على مدار التاريخ.

إقرأ أيضا:انضمام فنلندا إلى الناتو رسميا مكسب للغرب بفضل روسيا

ولأنهم عاجزون يطالب هؤلاء الدكتور محمد الفايد بالتركيز في تخصصه وترك الدين لأهله، وكأن الدين خاص فقط بشرذمة من الرجال يتحدثون فيه، بينما البقية رعاع وأتباع، وما عليهم سوى قول “سمعنا وأطعنا”.

إقرأ أيضا:كيف يمكن منع الهجرة الى سبتة ومليلية؟

كما تحررت أوروبا من ظلمات الكنيسة وأصبح الدين علاقة الفرد بالخالق، قد تتحرر المنطقة أيضا من ظلمات هؤلاء لكن الأمر لن يكون سهلا، سيحتاج عالمنا الإسلامي إلى المئات من أمثال محمد الفايد الذين يستخدمون عقولهم ويفكرون.

إقرأ أيضا:

التنويريون نعمة العصر وسر النهضة الحديثة

لماذا يختلف المسلم مع موقف القرآن من وجود الكائنات الفضائية؟

بعد نجاح فيلم يوم 13: هل أفلام 3D ناجحة وماذا عن 4D؟

أهمية تدريس الثقافة الجنسية وأهداف هذه التربية التعليمية

حقيقة ما يحدث في السودان وتأثيره على مصر وأفريقيا والشرق الأوسط

مشكلة الكنيسة المسيحية مع الماسونية ولماذا يحظرها الكاثوليك؟

لماذا يمر الوقت بسرعة في الآونة الاخيرة؟

السابق
3 أسباب أدت إلى تراجع متصفح موزيلا فايرفوكس
التالي
دلائل جديدة تميط اللثام عن متهم جديد في فضيحة تسريب الوثائق وعلاقته بنتنياهو