في تصريحات جريئة له في برنامج “ذات مع سامي الجابر” الذي يبث على قناة السعودية، أكد الداعية صالح المغامسي أنه يرجو من الله أن يوفقه لإنشاء مذهب إسلامي جديد يجمع كلمة الأمة وينقذها من الأحاديث المنسوبة إلى الرسول والتي لا يصدقها عقل.
أشعلت هذه التصريحات الجدل في الشبكات الاجتماعية، مع تداول الفيديو المرفق في هذه المقالة بالكامل والموجود على يوتيوب ومنصات أخرى مثل تويتر وفيسبوك.
فيديو تصريحات صالح المغامسي حول انشاء مذهب إسلامي جديد
بكامل ارادته وقواه العقلية، أكد الداعية السعودي صالح المغامسي أنه يريد انشاء مذهب إسلامي جديد، وهو ما استفز الكثير من المسلمين الذين يعتبرون أن انشاء المزيد من المذاهب من شأنها تفريق الامة أكثر، ومنهم من يرى أنه لتأسيس مذهب جديد يجب أن تكون الإمام الشافعي أو الإمام مالك بن أنس.
ومن تصريحاته الصادمة لجمهوره في الفيديو قوله: “الفقه الإسلامي صناعة بشرية ويجب مراجعته.. ولا بد من إقامة مذهب إسلامي جديد”، مضيفا “أرجو من الله عز وجل أن ينشئ على يديّ مذهبا إسلاميا فقهيا جديدا”، مؤكدا على أنه يرحب بالتعاون مع العلماء والشيوخ الآخرين.
وأضاف أن هناك “ثغرة موجودة في الأمة اليوم هي إيجاد مذهب فقهي إسلامي جديد”، مؤكدا أن هناك ألف سبب ودافع للقيام بذلك.
وأضاف أن هناك أحاديث كثيرة منسوبة إلى الرسول من الصعب أن يصدقها شخص عاقل، مؤكدا على ضرورة استخدام العقل واستحضاره في المسائل الفقهية.
إقرأ أيضا:عيوب بناء السدود وأضرارها على البيئةمذهب إسلامي جديد متوافق مع الديانة الإبراهيمية
منذ القرون الأولى للأمة الإسلامية كان باب الإجتهاد مفتوحا، وقد كتب العلماء والشيوخ كتبا كثيرة ومؤلفات في تفسير القرآن والأحاديث والأحكام الشرعية وما إلى غير ذلك.
وعلى مدار هذه القرون يأتي دائما المجددون الذين يفسرون القرآن بما يتوافق مع تقدم العلم والعقل البشري، وإيجاد أحكام جديدة.
وبناء على ذلك ظهرت العديد من المذاهب الإسلامية السنية والشيعية، والفرق الكلامية وما إلى غير ذلك من الفرق التي تختلف مع بعضها البعض في عدد من المسائل الفقهية.
وبينما تنوعت الآراء والأحكام إلا أن هذا زاد من تفرق الأمة الإسلامية إلى فرق ومذاهب لا تحصى ولا تعد، وكل فرقة تدعي أنها تمثل الإسلام الحقيقي.
شكلت السلفية والوهابية طعنة عظمى في صورة الإسلام المتسامح مع الإختلاف، ويقابلها لدى اليهود الفرق اليمينية التي ترفض التعايش مع المسلمين والعرب وتعتبر شعب إسرائيل الأعظم عند الله، وهناك فرق ورجال دين مسيحيون متشددون أيضا.
وبناء على هذا الصراع الفكري من الصعب أن يكون هناك تعايش حقيقي بين شعوب المنطقة، لذا تأتي الديانة الإبراهيمية لتحل المشكلة من خلال دفع أتباع الديانات الإبراهيمية إلى التخلي عن تلك النصوص والأحكام البشرية المتطرفة.
ومن جهة أخرى يريد قادة الدول العربية والإسلامية منع عودة الإخوان المسلمين والأحزاب الإسلامية المتشددة إلى الواجهة مجددا وتطبيقاتها العسكرية مثل داعش، ولتفادي ذلك يجب تجفيف منابع التكفير، وبالتالي مراجعة التراث الإسلامي وهو ما لا يزال عدد من علماء المسلمين يرفضونه وهم يقدسون أشخاصا عاديين ومجتهدين مثل الإمام حنبل والشافعي وابن تميمية.
إقرأ أيضا:شبكات الجيل الخامس وهدف تأمين الغذاء ومحاربة تغير المناخصالح المغامسي المقرب من السلطة السعودية
مع وصول الملك سلمان إلى الحكم في السعودية وابنه ولي العهد محمد بن سلمان، غيرت الرياض نهجها ومقاربتها اتجاه الدين، حيث بدأت بالتخلي عن تشددها، وبالطبع خيرت رجال الدين بين إعادة النظر في أفكارهم أو الدخول للسجن، لهذا فقد انتهى بعدد منهم إلى السجون.
إقرأ أيضا:ما هو جهاز البيجر الذي انفجر في 3000 من مقاتلي حزب الله؟يعد صالح المغامسي مقربا من السلطة السعودية الحالية ولديه مواقف يؤيد فيها جهود الأمير محمد بن سلمان لتحديث المملكة وجعلها من أعظم الدول الإسلامية والعربية على الساحة العالمية.
ومن الأهداف الواضحة للأمير الشاب هي إعادة النظر في التراث الإسلامي وتجاوز الأحاديث المنسوبة إلى الرسول وتحرير العقل العربي والإسلامي من الجمود الفكري وتكرار اجتهادات الأولين.
إقرأ أيضا:
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟
آية قرآنية تؤيد تأسيس البيت الإبراهيمي في الإمارات
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية