علوم

مشروع إسرائيل لمنع جفاف بحيرة طبريا

يهدد التغير المناخي الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالمزيد من الجفاف واختفاء البحيرات والأنهار، ولا يمكن استثناء بحيرة طبريا التي يقلق تراجع مستوى المياه فيها قادة إسرائيل.

وتعد فلسطين وإسرائيل من أكثر المناطق تميزا في الماضي بالغطاء النباتي وتوفر المياه العذبة إلا انه في السنوات الأخيرة تراجعت حصة الفرد من المياه العذبة في هذه المنطقة لمستويات سيئة وساء حال المياه الجوفية مع صعود مستوى البحر خصوصا على أطراف قطاع غزة.

ولطالما توقع بعض الخبراء جفاف بحيرة طبريا في السنوات القادمة، حيث يقال أنها ستختفي في ظرف سنوات قليلة وهناك تقارير تشير إلى إمكانية اختفاءها بحلول 2050.

أهمية بحيرة طبريا

قع بحيرة طبريا بين منطقة الجولان السورية ومنطقة الجليل الفلسطينية، وتعد مياهها عذبة ونظيفة، وهي أيضا محل نزاع إسرائيلي سوري، وقد فرضت تل أبيب سيطرتها الكاملة عليها.

يقال أن هذه البحيرة تم تأسيسها 20 ميلادية على يد القائد الروماني طيباريوس قيصر، فيما ذكرت في النصوص الدينية وتكتسي أهمية لدى اليهود والمسيحيين والمسلمين الذين يتفقون على أن جفاف بحيرة طبريا من علامات الساعة.

حاليا تعتمد إسرائيل بشكل مهم على هذه البحيرة من أجل مواطنيها اليهود وعرب 48 والمقيمين بها، وتستخدم مياه البحيرة أيضا في زراعة الخضروات والفواكه.

وتعد هذه البحيرة من أهم المكاسب التي حققتها إسرائيل من حرب 1967 التي انتصرت فيها على القوات السورية بجبهة الشام.

إقرأ أيضا:الماسونية الفرنسية ترفض حكم اليمين المتطرف في فرنسا وبقية العالم

خطورة جفاف بحيرة طبريا

تتفق الكثير من النصوص الدينية أنه قبل قيام الساعة ستختفي هذه البحيرة عن الوجود، وهذا من خلال تبخر مياهها وحدوث جفاف كبير يؤدي إلى اختفاءها.

وبالنظر اليوم إلى أن الإحترار العالمي متزايد وتعاني المنطقة من درجات حرارة عالية في الصيف، تؤثر سلبا على مكتسبات الشتاء والتساقطات المهمة التي يمكن أن تشهدها المنطقة، فإن جفاف بحيرة طبريا وارد بالفعل.

وتخشى إسرائيل هذا الأمر لسببين، الأول هذا يعني معاناتها في توفير مياه الشرب للمواطنين ودخولها في أزمة خطيرة، والسبب الثاني هو أن اليهود يرون ذلك الجفاف شؤم ونذير وخبر غير سار.

تعتمد الكثير من المزارع القريبة والمدن المحيطة بالبحيرة على تلك المياه، واختفاء البحيرة سيؤدي إلى أزمة اقتصادية واجتماعية خطيرة.

تحلية المياه في إسرائيل هو الحل

لدى إسرائيل خبرة مهمة منذ 20 عاما في تحلية مياه البحر الأبيض المتوسط، وقد تنبأ القادة والخبراء بأن أزمة المياه قادمة ويجب إيجاد بديل في منطقة تعد الافقر عالميا على مستوى نصيب الفرد من المياه.

لدى إسرائيل خمسة معامل لتحلية المياه على طول الساحل لتلبية حاجات 9.2 مليون شخص، وترغب في تطوير المزيد من المشاريع من أجل مواجهة أزمة الماء المقبلة.

وتعتمد هذه المحطات على الغاز الطبيعي في تشغيلها وهو ما يجعلها غير صديقة للبيئة، لذا ترغب إسرائيل في تحديث تلك المحطات والاعتماد على الطاقة النظيفة.

إقرأ أيضا:رسميا انقلاب فاغنر على روسيا الأخطر منذ انقلاب أغسطس 1991

وفقد إسرائيل اتفاقية مهمة مع الأردن تنص على أن تبيع لها تل أبيب سنويا 200 مليون متر مكعب من المياه مقابل الطاقة الشمسية التي تتمتع بها المملكة الهاشمية وهذا لتسريع التحول الطاقي وجعل شبكة تحلية المياه صديقة للبيئة فعلا.

ومن المتوقع أن تقوم شركات إماراتية ببناء 600 محطة لتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية في الأردن، والتي ستنتج هذه الطاقة.

ضخ المياه في بحيرة طبريا

بدأت اسرائيل العمل على مشروع أنبوب مياه بعرض 1.6 متر يمتد على طول 31 كلم، بكلفة 264 مليون دولار، والذي سيضخ المياه المحلاة في نبع “تسالمون” المغذي للبحيرة.

سيكون هذا الأنبوب على نقل 120 مليون متر مكعب سنويا من المياه المحلاة وضخها في البحيرة عندما ترغب الدولة العبرية في القيام بذلك.

ورغم أن مدير العلماء في مختبرات “Kinneret Limnological” الإسرائيلية لديه بعض المخاوف من إضافة مياه البحر المحلاة إلى البحيرات الطبيعية، ولديه مخاوف من التأثيرات السلبية لتدخل البشر في الطبيعة إلا أن المشروع الجديد سيمضي قدما.

إقرأ أيضا:مخاوف بوتين من تكرار الحرب الأهلية 1917 بسبب تمرد فاغنر

واستدرك قائلا: “لكن بالنظر إلى ما نعتقد أننا نعرفه عن تغير المناخ، وما الذي سيحدث في البحيرة.. فإن مخاطر إدخال المياه المحلاة تعد مجازفة تستحق العناء”.

من الواضح أنه لا مفر من ضخ المياه في بحيرة طبريا وستلجأ السلطات الإسرائيلية إلى ذلك في حال لاحظت انخفاضا كبيرا في مستوى المياه بالبحيرة.

إقرأ أيضا:

رؤية مصر 2050: توفير المياه بدون ضرب سد النهضة

لماذا يشتري الأردن المياه من إسرائيل؟

هل تحلية مياه البحر في مصر بديل لنهر النيل؟

من سياسة بناء السدود إلى تحلية مياه البحر في المغرب

قائمة الدول العربية التي تعاني من الفقر المائي

السابق
داسو رافال المقاتلات الفرنسية التي ستدمر سد النهضة
التالي
كل ما نعرفه عن فضيحة الوثائق السرية في منزل دونالد ترامب