على الرغم من كونهم من أسرع الفئات الاجتماعية نموًا، إلا أن معاناة العزاب تتجلى في مجتمعاتنا التي تضغط عليهم وتحاول دفعهم إلى الزواج.
تلاحق الشبهات عادة العزاب أكثر من المتزوجين، وهذا لأن الإلتزامات والمسؤولية لدى المرتبطين تمنعهم من ارتكاب الحماقات، لكنها لا تزال قاعدة مبالغ فيها لأنها لا تنطبق على الجميع.
في هذا المقال سنتكلم عن بعض من أهم معاناة العزاب في مجتمعاتنا والعالم المعاصر بشكل عام.
العزوبة كمعاناة هادئة
إن الحزن الذي يشعر به العزاب صعب لأنهم يشعرون بالوحدة، ونادرًا ما يكون مصدر حزنهم شيئًا عامًا وملحوظًا.
بل إنه أشبه بألم مزعج لكن مع مرور الوقت تتحول الوحدة إلى منطقة الراحة الجديدة بالنسبة لهم، لكن آخرين ببساطة يبحثون عن رفيق لهذا تزداد احتمالات زواجهم وخروجهم من هذه الفئة.
المعاناة الحقيقية للعازب هي التي يعيشها الشخص الذي تعرض للخذلان وقصص حب حقيقية بالنسبة له لم تتكلل بالنجاح، لذا فهو قد فقد الثقة بالآخرين وربما أصبح متطرفا فكريا في نظرته إلى الجنس الآخر.
لقد عاش الشعراء والأدباء معاناة الوحدة وكانت واضحة في كتاباتهم خصوصا بعد تجاربهم الفاشلة في الحب والزواج، وهم يؤمنون بالرومانسية على عكس الفلاسفة العدميين.
نظرة المجتمع إلى المرأة غير المتزوجة
بالنسبة للمرأة التي لم تتزوج لأنها لا تريد ذلك أو أنها لم تتلق العرض الذي يناسب طموحاتها، تعد حياتها أصعب مقارنة بحياة نظيرها العازب.
إقرأ أيضا:هل طوفان الأقصى مؤامرة ومسرحية جديدة من إسرائيل؟في المجتمعات الإسلامية والعربية هذا أمر صعب، لأن هذا المجتمع مبرمج على الزواج والتوالد بعد وصول الفرد إلى سن البلوغ والرشد، بل إن زواج القاصرات شائع فيه وهناك من يدافع عنه لأن النبي محمد تزوج بفتاة عمرها 9 سنوات.
وتعاني المطلقات أكثر في هذا المجتمع ويتم الطعن في سمعتهن، وتواجه هذه الفئة صعوبات أكبر في العثور على شريك حياة جديد.
لا تتمتع المرأة في الزواج بالمبادرة إذ أن الرجل هو الذي يبادر ويتقدم لطلبها من أهلها، ومع ظهور تطبيقات المواعدة والعالم الرقمي ازدادت فرص المرأة لكن المبادرة النهائية تبقى في يد الجنس الآخر.
منع العزاب من العيش في مناطق العائلات
في الدول العربية هناك الكثير من أصحاب الشقق الذين يرفضون كراء شققهم ومنازلهم للشباب العازب، وذلك لأن هذه الفئة يمكن أن تحول منازلهم إلى أوكار للعلاقات الجنسية.
وتضغط عادة العائلات والمتزوجين لمنع تسكين هؤلاء، فيما يتساهل أصحاب الشقق مع البنات العازبات سواء اللواتي يدرسن أو العاملات.
يعد هذا ظالما لأن ليس كافة العزاب يستقبلون الفتيات والنساء في منازلهم، ومن جهة أخرى تبقى تلك حرية شخصية للأفراد ولا ينبغي التدخل في حياتهم الخاصة ما داموا لا يزعجون الجيران.
لهذا السبب يضطر العزاب للعيش في المناطق المخصصة لشباب الجامعات أو دفع ايجار عالي في الأحياء الراقية التي يتساهل فيها أصحاب الإيجار.
إقرأ أيضا:داسو رافال المقاتلات الفرنسية التي ستدمر سد النهضةتحديات نفسية ومجتمعية تواجه العزاب
إن التركيز المجتمعي على الشراكات الرومانسية قد يدفع الأفراد إلى التشكيك في قيمتهم عندما يظلون عازبين لفترات طويلة، وقد تؤدي هذه المقارنة مع الأقران الذين يعيشون في علاقات إلى تقليل احترام الذات وخلق مشاعر عدم الكفاءة.
إقرأ أيضا:سر ضوء أزرق في سماء الإسكندرية بالتوازي مع زلزال تركيا ومصريبلغ العديد من العازبين عن شعورهم بالوحدة الشديدة، وخاصة عندما يفتقرون إلى اتصال عاطفي ثابت مع الآخرين، وقد يؤدي هذا العزل إلى صعوبة الانفتاح على علاقات جديدة، مما يخلق حلقة مفرغة حيث يؤدي الخوف من الوحدة إلى المزيد من الانسحاب من التفاعلات الاجتماعية.
قد يعاني العزاب من قلق متزايد في المواقف الاجتماعية، وخاصة تلك التي تتضمن الأزواج، إن الشعور بأنهم “عجلة ثالثة” يمكن أن يزيد من الانزعاج الاجتماعي، مما يجعل من الصعب عليهم الانخراط في المواعدة أو المناسبات الاجتماعية.