علوم

وسائل منع الحمل غير كافية لحل مشكلة الانفجار السكاني

تعاني مصر ونيجيريا واثيوبيا على سبيل المثال لا الحصر من مشكلة الانفجار السكاني التي تهدد التنمية الاقتصادية في هذه الدول، وتزيد من ارتفاع الفقر وخطر الأزمات الغذائية.

وفي هذا المقال سنسلط الضوء على حلول مشكلة الانفجار السكاني المتعددة ومنها وسائل منع الحمل المعروفة بهذا الأمر منذ تاريخ طويل:

توفير وسائل منع الحمل بسهولة وبشكل أرخص:

إزالة شرط الوصفة الطبية لوسائل منع الحمل عن طريق الفم، وهي شكل شائع الاستخدام لتحديد النسل، قد يكون الاضطرار إلى زيارة أخصائي الرعاية الصحية لتحديد النسل عقبة للعديد من النساء والرجال الذين قد لا يكون لديهم جداول زمنية مرنة، أو مقدم رعاية صحية منتظم أو القدرة المالية على دفع تكاليف زيارة المكتب.

تعمل وسائل منع الحمل التي يسهل الوصول إليها على تحسين الصحة والرفاهية للجميع، أشار تقرير صادر عن اللجنة الإقتصادية المشتركة الأمريكية إلى أن وسائل منع الحمل التي يسهل الوصول إليها تعمل على تحسين النتائج الاقتصادية وتجعل النساء أكثر عرضة للالتحاق بالجامعة والتخرج والحصول على وظيفة، هذا ليس جيدًا للنساء فقط إنه جيد للجميع.

في الوقت الحالي، لا تتوفر وسائل منع الحمل بشكل موحد أو بأسعار معقولة حتى في الولايات المتحدة الأمريكية، لا تتمتع 19 مليون امرأة أمريكية بإمكانية الوصول المعقول إلى مركز صحي يقدم رعاية وسائل منع الحمل، وفقًا لـ Power to Decide.

إقرأ أيضا:الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخي

ما يزيد قليلاً عن مليون من هؤلاء النساء يقيمون في مقاطعات بدون مقدم رعاية صحية يقدم خدمات منع الحمل الكاملة، فما بالك بالدول النامية والصاعدة حيث النساء أقل معرفة بالثقافة الجنسية والخيارات المتعددة المتاحة لهن للحصول على علاقة جنسية آمنة.

توعية النساء والرجال بقيمة الإنجاب

ينبغي أن يكون الأزواج على معرفة بأن الإنجاب ليس شكلا من أشكال اللهو والترفيه، إنه قرار ينطوي على مخاطر ومسؤولية كبيرة لا يجب الإستهانة بها.

انجاب طفل معين يعني السهر على صحته وتربيته وتوفير الحاجيات له وتفادي اصابته بالأمراض الجسدية والنفسية والعقلية والأخيرة يمكنها أن تجعله شخصا مضطربا لبقية حياته وآفة على أسرته ومجتمعه.

وينبغي أن يكون التركيز على الجودة وليس على الكم، لأن معادلة إنجاب الكثير من الأبناء تقدم لنا جيلا فوضويا يعاني من مشاكل كثيرة نتيجة الإهمال وما إلى ذلك من التصرفات التي تعقب الاهتمام بالمولود الجديد.

من المهم أن تكون مجتمعاتنا أفضل من نواحي كثيرة بما فيها الأخلاقية، ونقصد هنا بناء انسان مجتهد ومكافح وايجابي ولا يحسد أو يتصرف بسوء اتجاه الآخرين لأي سبب من الأسباب.

اليوم بالنظر إلى أن مجتمعاتنا يمكنك أن ترى ارتفاع العنف والحسد والصراع الطبقي والعنصرية والتحرش والإغتصاب وأناط متعددة من الشذوذ الذي يصعب حاليا إيقافه.

إقرأ أيضا:توقعات 2022 للعالم بخصوص فيروس كورونا والفيروس القادم

والحقيقة أنه بدون هذا الوعي سيكون هناك حمل آخر وانجاب المزيد ولن يستخدم هؤلاء العازل والخيارات الأخرى من موانع الحمل وستستمر مشكلة الانفجار السكاني.

إعادة النظر في السياسات الإنجابية الحالية

السياسات الإنجابية المتبعة في عائلاتنا مستمرة منذ عقود طويلة، واليوم تبدو النتيجة واضحة، الكم تفوق على الكيف، ويغلب الشر على الخير، والفقر على الثراء والمشاكل على الحلول.

حان الوقت ليتوقف المجتمع عند هذا الحد وتغيير سياسته ليحصد نتيجة مختلفة في العقود القادمة، إذ أن النتيجة التي يحصدها حاليا ليست جيدة ولا حتى في المستوى المقبول.

الكثير من الأفكار تحتاج إلى إعادة النظر فيها، بما فيها الإنجاب العشوائي وادعاء أنه شكل من أشكال التوكل على الله، وإنتاج أجيال جاهلة وسيئة من نواح متعددة.

ومن أجل تغيير تلك الأفكار من الواضح أن الدولة سيكون عليها استخدام وسائل الإعلام والتعليم والتوعية وأشكال مختلفة لنشر أفكار بديلة وجديدة تدفع الآباء لتحمل المسؤولية عوض الإنجاب ومن ثم التباكي بسبب الفقر أو دعوة الحكومة للتكفل بمصارفهم وتكاليف معيشتهم.

إقرأ أيضا:قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين

ويخطئ هؤلاء عندما يحاولوا مقارنة وضعهم بوضع دول تعاني حاليا من قلة الإنجاب وارتفاع الشيخوخة، فكل دولة وحالتها الخاصة ويتم التصرف بناء على الوضع الحالي محليا.

من الممكن أن تتدخل الدولة في مسألة الإنجاب كما هو الحال في الصين لكن هذا يحولها إلى دولة استبدادية تتدخل في الحياة الخاصة للأفراد وتحاول دفعهم لاختيارات قد لا تناسب الجميع عصبا عنهم.

إقرأ أيضا:

هل الإنفجار السكاني في مصر نعمة مثل الصين؟

مشكلة تقلص حجم دماغ الأب بعد الإنجاب

علاقة الإنجاب مع الفقر ومتلازمة التوالد والبؤس

الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخي

تأثير انخفاض عدد سكان الصين على الإقتصاد الصيني

مشكلة تراجع عدد سكان روسيا وتفكك الإتحاد الروسي

السابق
عبد الملك بن مروان: عندما انتصرت العلمانية على الدين في السياسة
التالي
تأثير التمارين الهوائية على صحة العقل