انضمت السعودية إلى التطبيع العربي مع سوريا والذي تقوده الإمارات حليف واشنطن وصديق إسرائيل وعدو داعش والجماعات الإرهابية السلفية والإخوانية.
وتكتسب العملية السياسة وهذه التسوية المزيد من الزخم مع طرح فكرة عودة سوريا إلى الجامعة العربية، لقد طرح السعوديون عددًا من المطالب منها قمع تجارة مخدرات المخدرات، وتقليص دور إيران في سوريا، وضمان عودة اللاجئين السوريين بشكل آمن وهذه كلها أهداف تدعمها الولايات المتحدة نفسها.
ستكون محاولة وقف التطبيع العربي مع سوريا لعبة خاسرة وربما مكلفة، تريد واشنطن بالفعل أن يكون هناك سلام حقيقي في المنطقة كي تركز على الصين وجنوب شرق آسيا التي تشهد صراعات متصاعدة وحدودية كثيرة تعد الصين طرفا فيها.
يجب أن تدعم الولايات المتحدة التطبيع العربي مع سوريا، قالت مساعدة وزيرة الخارجية باربرا ليف للشركاء العرب مؤخرًا: “إذا كنتم تريدون التعامل مع النظام، فاحصلوا على شيء مقابل ذلك”.
إذا انضمت واشنطن يمكنها بشكل أفضل تحقيق المكاسب من النظام السوري ولأجل مصالحها والمنطقة أيضا، أما تخلفها يجعلها معزولة في تطورات مهمة يشهدها الشرق الأوسط.
بينما لن تتخلى دمشق عن ايران وحزب الله وحلفائها، إلا أنها تحتاج في مرحلة الإعمار إلى أموال الخليج ورفع العقوبات الأمريكية ودعم أوروبي، لذا فإن المال والتجارة سيلعبان دورا مهما في تغيير سياسات دمشق.
إقرأ أيضا:من الأفضل الإحتفال باتفاقية كامب ديفيد والسلام وليس بحرب أكتوبرتعد القوات الأمريكية في سوريا أيضا مهددة، لا العراق ولا تركيا ولا الحكومة السورية نفسها يريدون بقاءها، في المقابل تريد الولايات المتحدة انسحابا لبقية المشاركين عسكريا في هذه الحرب.
في الشهر الماضي، هاجم سوريون مدعومون من إيران قاعدة أمريكية في شمال شرق سوريا مما أسفر عن سبع ضحايا بينهم شخص واحد، وردت القوات الأمريكية بقتل تسعة سوريين، ومن المرجح أن تتصاعد هذه الضربات الانتقامية.
مع انتصار بشار الأسد في الحرب الأهلية السورية، اقتنعت الدول العربية بأن العقوبات ومحاولة اسقاط نظامه مجرد مضيعة للوقت، والآن هناك سياسة جديدة من أجل التعامل مع سوريا.
هذه السياسة هي اخراج دمشق من عزلتها ومساعدتها على إعادة الإعمار ودفع الملايين من السوريين الذين هربوا من بلدهم للعودة إليها وبدء صفحة جديدة أفضل للشعب السوري مما يعيشه حاليا، مقابل ذلك يريد العرب تراجع النفوذ الإيراني في سوريا وهو ما تريده أيضا إسرائيل وتكافح ضده.
صرح وزير خارجية المملكة العربية السعودية مؤخرًا أن الإجماع يتنامى في العالم العربي على أن “عزل سوريا لم يكن مجديًا” وأن الحوار مع دمشق ضروري.
استغلت الحكومات العربية الزلزال الأخير لتضع مرارة الحرب الأهلية وراءها وتبحث عن سبل لمساعدة الشعب السوري ورغم تحفظات قطر والكويت والمغرب واليمن وبحثها عن مكاسب من دمشق، إلا أن قطار التطبيع العربي مع سوريا قد لا يتوقف.
إقرأ أيضا:توقعات روسية: زلازل كثيرة وأكبر بعد زلزال تركيا 2023من مسلحة واشنطن أن تنتهي الحرب السورية نهائيا وينهض هذا البلد في حقبة تطمح فيها دول الشرق الأوسط إلى ترك الحروب والصراعات والفوضى والتركيز على الجانب الإقتصادي والتجاري أكثر.
تعد سوريا واحدة من الدول التي يمكن أن تزود الإتحاد الأوروبي بالطاقة النظيفة وهناك خطط للربط الكهربائي بين دول الشرق الأوسط وأوروبا، وفي النهاية يمهد السلام العربي مع سوريا إلى تراجع التشدد والعداوة وسياسة المحاور وبالتالي إلى حوار سوري إسرائيلي وربما سلام بين الجارين.
إقرأ أيضا:أهمية اعتراف دولة إسرائيل بمغربية الصحراء وتأثيره الدوليفي السياسة لا يوجد شيء مستحيل، قبل أشهر قليلة كان التطبيع العربي مع سوريا الأسد من الأفكار التي تبدو جنونية وغير معقولة، لذا كل التطورات الإيجابية واردة على العلاقات بين القوى في المنطقة، في ظل إصرار الجميع على تخطي صراعات الماضي.
إقرأ أيضا:
شروط المغرب للموافقة على تطبيع العلاقات مع سوريا الأسد
مذهب إسلامي جديد على يد صالح المغامسي مبني على الديانة الإبراهيمية
التطبيع السعودي الإيراني الإسرائيلي يعزز رؤية 2030 الاقتصادية
تحالف الإمارات والهند وإسرائيل برعاية أمريكية
قصة اتفاق التطبيع بين ايران والسعودية ومكاسب الصين
التطبيع بين السعودية وايران جزء من مشروع الديانة الإبراهيمية
مشروع الديانة الإبراهيمية ونهاية الصراعات الدينية الدموية
لماذا تدعم الإمارات الديانة الإبراهيمية التوحيدية؟