إنترنت

أزمة المشاهدات على يوتيوب ومشكلة استعباد أصحاب القنوات

الحزن والقلق يلاحق أصحاب قنوات يوتيوب

النجاح على يوتيوب يعني الشهرة والمال وتحقيق الثراء، أو على الأقل الشهرة أو الحصول على مستوى مادي جيد من خلال الأرباح التي تشاركها المنصة مع المنشئين كل حسب عدد المشاهدات وفئة المشاهدين الذين يتابعونه.

لكن هل هذا يعني أن العمل على يوتيوب سهل وبسيط ومجرد لعبة أطفال؟ مؤسف أن هذه الفكرة انتشرت بقوة حتى أصبح أي شخص يملك كاميرا هاتف أو كاميرا متواضعة أو حتى حاسوب به برامج تحرير الفيديو ينشئ قناة وينشر المحتوى الذي يقوم بصناعته.

الحقيقة أن العمل على يوتيوب ليس سهلا، إنشاء المحتوى بشكل عام هو عمل يتطلب الدقة والتركيز و الإحترافية والأهم أن تكون هناك فكرة واضحة المعالم وراء كل قطعة يتم إنتاجها، سواء كانت منشورا أو مقالا أو فيديو أو موسيقى أو عمل ابداعي آخر.

  • لعبة نظام يوتيوب

يتطلب إنتاج الفيديو وقتا أطول من كتابة مقالات، لهذا من الصعب الخروج بالكثير من مقاطع الفيديو في اليوم الواحد، غالبا ما يعمل أصحاب القنوات على نشر مقطع فيديو يوميا وربما الإنقطاع خلال نهاية الأسبوع لأخذ قسط من الراحة.

لاحظ الكثير من أصحاب القنوات ومنهم الأشهر عالميا أن الإنقطاع عن النشر في قنواتهم يجعلهم خارج الأضواء ويؤثر سلبا على شهرتهم.

إقرأ أيضا:حساب الوقت الذي تقضيه على فيس بوك و انستقرام والتقليل من الإدمان عليهما

هذا طبيعي بالنظر إلى المنصة مبنية على إبراز القنوات النشيطة في الأساس، والمحتوى الفيروسي الذي يقبل الناس عليه مثل الفضائح والأخبار الصادمة والنقاشات المثيرة للجدل.

عندما تنجح قناة معينة في إثارة الأنظار وجلب الكثير من المشتركين وتكتسب مقاطع الفيديو الخاصة بها الكثير من المشاهدات، تتنامى المسؤولية والمهام، إذ يصبح من المطلوب على صاحبها القيام بإنشاء المزيد من مقاطع الفيديو التي تصب في نفس الإتجاه.

المهام تصبح صعبة إذ يجب على منشئ المحتوى تسليط الضوء في مقاطع الفيديو على المطلوب ومواضيع الساعة بسرعة وبطريقة مختلفة ومميزة عن المنافسون، وفي عصر الشبكات الإجتماعية هناك دائما مواضيع شائعة، لكن السر يكمن في اختيار الموضوع الأكثر أهمية واستغلال الموجة قبل أن تنتهي من ذروتها.

  • أزمة مشاهدات يوتيوب

على مدار الأشهر الأخيرة لاحظ أصحاب القنوات ممن يملكون عددا كبيرا من المشتركين أن مقاطع الفيديو الخاصة بهم لا تحصد نفس العدد على مستوى المشاهدات، وهناك فرق كبير بين عدد المشتركين وعدد المشاهدات لكل مقطع فيديو.

هذا يعني أن مقاطع الفيديو التي يتم نشرها لا تصل إلى كافة المشتركين ولا حتى إلى نسبة كبيرة منهم، بل ويمكن أن تظهر في التنبيهات ولا يضغط عليها المشترك.

بدأ حدوث هذا منذ أشهر عندما غيرت يوتيوب من الخوارزمية الخاصة بها وطورتها لتصبح أكثر ذكاء كما تدعي الشركة.

إقرأ أيضا:5 طرق يدمر بها فيس بوك علاقات الزواج ويشجع على الطلاق

بناء على هذه الخوارزمية يمكن ليوتيوب أن يعمل على اظهار مقطع الفيديو في التنبيهات لنسبة متغيرة من المشتركين، ومراقبة التفاعل مع الإشعار، هذا إضافة إلى عرض مقطع الفيديو في الاقتراحات للمزيد من الناس أو حجبه في تلك الإقتراحات ومنع حصوله على المشاهدات.

وهكذا تتشكل أزمة  المشاهدات حيث يصاب منشئ المحتوى بالإحباط لأنه قضى سنوات وهو يعمل على المنصة وكسب عدد كبير من المشتركين وفي النهاية لا يعمل يوتيوب على ايصال مقاطع الفيديو لهم.

تميز أيضا الخوارزمية بين القنوات ومقاطع الفيديو بتسلطيها الضوء على مقاطع الفيديو الرائجة أو القنوات التي تلقى اقبالا واظهارها في الإقتراحات والتوصيات للمزيد من الناس.

  • استعباد أصحاب قنوات يوتيوب

نتيجة لهذا النظام وطريقة العمل، انتشر وباء جديد على يوتيوب وهو العمل على إنتاج مقاطع الفيديو يوميا، خوفا من غضب الخوارزمية التي يمكن أن تقلق من حالة الخمول التي تشوب قناة ما فتعمل على حذفها من التوصيات والاقتراحات.

حصل هذا مع كثيرون، حيث قرروا أحد راحة لفترة زمنية وعندما عادوا بمقاطع فيديو جديدة وجدوا أن المشاهدات لم تعد كما كانت سابقا، وباستمرارهم على العمل الجاد مرة أخرى يمكنهم كسب ود الخوارزمية.

يدرك يوتيوب جيدًا أن هذه مشكلة ، يبدو أنها تظهر كل شهر مع تأثر عدد أكبر من منشئي المحتوى بها، وكما ترى الشركة، فإن الجزء الأكبر من هذه المشكلة ينبع من سوء الفهم.

إقرأ أيضا:ابو فله: كيف يكسب 40 ألف دولار من قناة الألعاب على يوتيوب شهريا؟

يشعر منشئو المحتوى أنهم لا يستطيعون أخذ استراحة لأنهم يعتقدون أن المنصة تفضل عمليات التحميل المستمرة والجارية، ولكن يوتيوب نفسه ينفي هذا الأمر.

تبرر الشركة الامريكية نفسها بالقول بأن الكثير من القنوات عادت إلى حصد المشاهدات الكبيرة وبنفس المستوى بعد فترة قصيرة من العودة.

وتعطي يوتيوب مثالا مشرفا  لقناة يوتيوب ناجحة وهي Lucas the Spider والتي تنشر مقطع فيديو واحد في الشهر ويحصل كل مقطع فيديو على الملايين من المشاهدات.

وبناء على هذا تطلب الشركة الأمريكية من أصحاب القنوات التوقف عن تكرار مثل هذه العبارات.

  • قلة ثقة بين أصحاب القنوات ونظام يوتيوب

رغم التبريرات التي تقدمها الشركة، إلا أن هناك ضعف الثقة بين أصحاب القنوات والشركة الأمريكية إذ أن القلق واضح وحالة من الغموض وتساؤلات تأتي إلى المراقبين أمثالنا في هذا الشأن.

الشائعة الجديدة التي يتم تداولها أن يوتيوب يتعمد تحطيم بعض صناع المحتوى لصالح آخرين، أو قمع محتوى معين لصالح محتوى آخر.

حاليا لسنا متأكدين من صحة هذه الشكوك، لكنها نفس الشكوك التي لاحقت كثيرا فيس بوك المتهم بأنه كمنصة يعمل على عرض ما يريد للناس وليس ما هو متاح فعلا.

 

نهاية المقال:

لا يختلف فشل خوارزميات يوتيوب في توفير منصة صحية وعادلة لأصحاب القنوات ومنشئي المحتوى، عن فشل خوارزميات فيس بوك في القيام بالأمر نفسه.

يمكنك أن تقرأ مقالات كثيرة حول أزمة يوتيوب من هنا

السابق
اين تقع جبال اطلس
التالي
هل هنا الزاهد حامل