انهيار معدل المستخدمين النشيطين
إذا كانت أكبر مشكلة لشركة فيس بوك في أمريكا الشمالية هي التدخل الروسي في الإنتخابات الأمريكية، فإن مشكلتها الرئيسية في أوروبا هي انتهاك خصوصية المستخدمين.
لدى الشركة العملاقة مشاكل كبيرة في مختلف الأسواق التي تعمل بها، في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أجد شخصيا أن مشكلتها الرئيسية هي القبول بإنتشار الأخبار المزيفة وخطاب الكراهية.
ورغم أن الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم تعاني من كل هذه المشاكل في نفس الوقت بمختلف أنحاء العالم، إلا أن اختلاف المناطق والثقافات يغير من أولويات المشاكل هنا.
قبل فترة تابعنا قيام الإتحاد الأوروبي بإقرار قانون حماية البيانات العامة (GDPR) والذي يفرض على كافة الشركات والخدمات احترام خصوصية المستخدمين الأوروبيين واتاحة الأدوات لهم لسحب البيانات والتحكم أيضا في كمية البيانات التي يتم جمعها عنهم.
-
قانون حماية الخصوصية الأوروبي يعرقل آلة فيس بوك
من المعلوم أن فيس بوك يصنع العائدات والأرباح من خلال جمع بيانات المستخدمين وتقسيمهم إلى فئات كثيرة لعرض إعلانات ذات صلة باهتماماتهم واحتياجاتهم وتوجهاتهم.
ولسنوات طويلة ظل يجمع الكثير من البيانات بطرق مختلفة وأدوات متعددة، وهذا ما ساهم في الرفع من نمو عائداته وأرباحه التي يحققها بشكل عام.
إقرأ أيضا:ما وراء خطة فيس بوك لتوظيف الصحفيين والمدونينلكن مع تسريبات البيانات وانتهاكات الخصوصية التي تورطت فيها الشركة وشركات أخرى في مجال صناعة الإعلانات على الإنترنت، اضطر المشروعون في الإتحاد الأوروبي لوضع هذا القانون وتطبيقه.
وتقول العديد من الوكالات الإعلانية أنه أصبح من الصعب استهداف المستخدمين في أوروبا بعد دخول القانون حيز التنفيذ خلال أواخر ماي/ مايو المنصرم.
وأشارت فيس بوك في بيانها الرسمي أمس أن قانون حماية البيانات العامة (GDPR) أضر بمصالحها في الإتحاد الأوروبي، رغم أنه لم يدخل حيز التنفيذ إلا في أواخر الربع الثاني من هذا العام.
-
تراجع المستخدمين النشيطين بصورة واضحة
واحدة من الأخبار السيئة التي جاءت بها النتائج المالية للربع الثاني من هذا العام، هي تراجع المستخدمين النشيطين في الإتحاد الأوروبي بحوالي 3 مليون مستخدم.
انخفض عدد مستخدمي فيس بوك النشطين يومياً في أوروبا بمقدار ثلاثة ملايين في الربع المالي الحالي، ما يعني أنه تراجع بنسبة 1 في المئة.
وتعد هذه سابقة من نوعها بالنسبة للشركة الأمريكية التي عرف عنها ارتفاع المستخدمين النشيطين بصورة متنامية ربعا بعد ربع.
-
ثمن الأخطاء الفادحة السابقة
لم يسلم الملايين من المستخدمين في الإتحاد الأوربي من إساءات فيس بوك، أولها أنه سمح بالترويج للأخبار المزيفة التي عززت من صعود اليمين المتطرف في القارة العجوز، إضافة إلى انفصال بريطانيا وانتشار نفس الفكر في كل من ايطاليا واسبانيا واليونان وحتى فرنسا.
إقرأ أيضا:رابط تسجيل دخول ساوند كلاود الرسميمن جهة أخرى سمحت الشركة لتطبيق بجمع بيانات من 87 مليون ملف تعريف مستخدم في جميع أنحاء العالم، وهي البيانات التي حصلت عليها كامبردج أناليتيكا واستخدمتها لأغراض سياسية.
كل هذا يدفع الملايين من المستخدمين في الإتحاد الأوروبي إلى تعطيل حساباتهم أو حذفها أو على الأقل التقليل من التواجد على المنصة.
نهاية المقال:
هذه سابقة تاريخية، فيس بوك يدفع ثمن أخطائه في الإتحاد الأوروبي بهجرة المستخدمين منه، أو على الأقل قيامهم بالتقليل من تواجدهم على المنصة، فيما يدعم قانون حماية البيانات العامة (GDPR) هذه الأزمة.