لاحظ مؤخرا العديد من المزارعين والمربين اختفاء النحل في المغرب، وبناء على ذلك أكد البرلماني السابق عن حزب العدالة والتنمية الإسلامي أبو زيد الإدريسي أن السبب هو التطبيع مع إسرائيل.
ويضيف أن أول قطاع تضرر بعد تطبيع مصر مع إسرائيل كان هو تربية النحل وإنتاج العسل، ونفس الأمر حدث أيضا في المغرب وتقف هذه الدولة وراء هذه الفاجعة بسبب استخدام مبيدات حشرية إسرائيلية تقتل النحل.
في هذا الوقت لا يزال المكتب الوطني للسلامة الصحية “الاونسا” يحقق في سبب اختفاء النحل بالعديد من المناطق المغربية بشكل مخيف مع ترقب خسائر كبرى لقطاع تربية النحل وإنتاج العسل.
ظاهرة اختفاء النحل عالميا:
منذ عام سنوات لاحظ مراقبون في دول كثيرة منها الولايات المتحدة الأمريكية تراجع أعداد النحل وحتى اختفاءها، وهو ما يقلق المهتمين بهذه الحشرات التي تنتج العسل والذي يعد من المواد الإستهلاكية والصحية المهمة في حياة الإنسان منذ زمن طويل.
هذا يعني أن الظاهرة لا تحدث في المغرب لوحده ولا تعاني منها دول عربية محددة لوحدها، بل هي ظاهرة عالمية تستحق الدراسة والبحث عن أسباب عقلانية لها.
لماذا يختفي النحل حقيقة؟
وفقًا لـ Woodland Trust، فإن أكبر أسباب انخفاض أعداد النحل تشمل كل شيء بدءًا من فقدان الموائل إلى تغير المناخ.
إقرأ أيضا:من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكةنحن البشر ندمر الموائل الطبيعية والغابات ومروج الزهور البرية والعديد من المناطق الأخرى التي كانت تحتوي في السابق على أنواع من الزهور الضرورية لبقاء النحل.
المناخ يسخن ويبرد ويتحول بشكل مفاجئ وبطرق لا يستطيع العديد من مجموعات الحشرات التعامل معها، وتؤدي التغييرات الموسمية إلى تعطيل سلوك التعشيش الدقيق للنحل ويمكن أن تمنع أو تخلط بين أنماط التلقيح والتكاثر الطبيعية.
ومن جهة أخرى تشكل الأمراض والطفيليات والأنواع الغازية والمبيدات الحشرية من الأسباب الأخرى التي يمكن أن تقضي على النحل وتهدد وجوده.
ما علاقة المبيدات الحشرية بقتل النحل؟
وفقًا لـ Woodland Trust، يتم رش هذه المبيدات الحشرية، التي كان الكثير منها مخصصا لقتل النمل على النباتات، والتي يتم امتصاصها بعد ذلك في أجسام النحل عندما يحاولون تلقيح النباتات، هذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في النمو وتأثيرات عصبية وحتى اضطراب انهيار المستعمرات.
وتستخدم المبيدات الحشرية عادة في منع الحشرات التي تدمر المحصول الزراعي، إلا أن الجميع يعترف بأن لها تأثير سلبي سواء على الفرشة المائية أو الكائنات الحية التي تعيش في نفس الوسط.
وتقوم ثقافة الإنتاج الفلاحي بعصرنا الحالي للأسف، على محاولة استبعاد أي كائنات يمكنها أن تتغذى على بعض المحصول وتعيش هناك، وهذا لرفع الإنتاج وجودته إلا أن ذلك يمكن أن يدمر عدد من أنواع الحشرات والكائنات الصغيرة التي تفيد البشرية بطرق أخرى.
إقرأ أيضا:الدعاية الروسية في أفريقيا: من الإتحاد السوفياتي إلى روسيا الحديثةما هي سرعة اختفاء النحل عالميا؟
تقول وكالة حماية البيئة في الولايات المتحدة أن اعداد النحل قد انخفضت في السنوات الأخيرة، لكن هذا لا يعني أن النحل قد خرج من الغابة حتى الآن خاصة إذا استمر هذا الاتجاه.
تفيد Business Insider أنه بحلول عام 2119 قد لا يتبقى لدينا أي نحل، وأيدت أبحاث جامعة ماريلاند هذا التنبؤ المروع بدليل على انخفاض عدد النحل بنسبة 40٪ بين شتاء 2018 وربيع 2019.
وفقًا لـ Business Insider، تم إثبات هذا الدليل بشكل أكبر من خلال دراسة أجريت في فبراير 2019 والتي وجدت أن أنواع النحل في المملكة المتحدة والدنمارك وأمريكا الشمالية قد انخفضت من 6 ملايين في عام 1947 إلى 2.5 مليون فقط.
تأثير اختفاء النحل على الإنسان؟
تعد هذه الأرقام كارثية للغاية، وتكشف إلى أي مدى أن تزايد أنشطة الإنسان وتوسعه عمرانيا على حساب الغابات واستخدام المبيدات وتطوير الفلاحة لمنع أي خسائر في المحاصيل، كلها إنجازات تحدث على حساب كائنات أخرى، وهو ما ينذر في المستقبل بانهيار النظام البيئي وهو ما سيؤدي إلى عواقب وخيمة أهمها مزيدا من الأوبئة والمجاعات.
تشير دراسة أُجريت عام 2019 حول تراجع الحيوانات الحشرية إلى أن فقدان الحشرات سيؤدي إلى انهيار النظم البيئية للأرض.
لن يتم تلقيح النباتات بعد الآن وهذا يشمل العديد من الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب التي نعتمد عليها لإطعام سكاننا المتزايدين باستمرار.
إقرأ أيضا:ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجاتفسير اختفاء النحل في المغرب
بعد اختبار ما يقرب من 23000 خلية في جميع أنحاء المملكة من قبل المكتب الوطني للسلامة الصحية، أظهرت النتائج أن مدى الهجر يختلف من منطقة إلى أخرى، وأن اختفاء النحل مرتفع في بعض المناطق مقارنة بمناطق أخرى.
أكد بيان المكتب الوطني للسلامة الصحية أن الوضع لم نشهده من قبل وربط الاختفاء بالمرض كما كشفت التحاليل والمختبرات.
ولا تزال التحقيقات مستمرة، حيث شدد الخبراء على أن هذه الظاهرة عالمية ولا تخص المغرب لوحده.
إقرأ أيضا:
هل يعالج بركان هونغا تونغا مشكلة التغير المناخي؟
العلاقة بين النمو الإقتصادي ومشكلة التغير المناخي
هل سيزيد مكافحة التغير المناخي الناس فقرا ويزيد معدل الفقر؟
كيف تنفق شركات النفط مليارات الدولارات لنفي التغير المناخي؟
جهود العراق لمكافحة التغير المناخي وعقلية النفط