حتى الآن لم يجد العلم المادي السبب الحقيقي وراء المثلية الجنسية ومعاناة الأشخاص الذين يختارون التحول الجنسي كي تتطابق هويتهم العلنية مع الهوية الحقيقية.
لكن أعتقد أن التناسخ والتقمص، وهي حقيقة في البوذية والهندوسية وتؤمن بها بعض الفرق الإسلامية والمسيحية واليهودية وأقرتها الديانة المانوية، يمكن أن تساعدنا في تفسير أسباب المثلية الجنسية والتحول الجنسي.
ما هو التناسخ وكيف يساعدنا على فهم قصة البشرية؟
التناسخ يعني أن أجسادنا ما هي إلا وعاء للروح التي تعود بعد موت الجسد في جسد جديد، وقد يكون هذا الجسد بشريا أو غيره، ويتحدث بعض رموز حركة العصر الجديد أنها رحلة طويلة.
يمكن لروح واحدة أن تعيش 120 حياة على الأرض، كما أن معظم الأرواح فشلت في الوصول إلى المرحلة البشرية، وهذا يفسر التفوق العددي للحيوانات والحشرات والنباتات على البشر، ويبرر الأبحاث العلمية التي تشير إلى أن تاريخ ظهور الحياة على الأرض يعود إلى 3.7 مليار سنة.
تشير عقيدة التناسخ أن كل روح منا عاشت في الأرض طويلا وقد انتقلنا من المرحلة المعدنية إلى النباتية نحو المرحلة الحيوانية ثم المرحلة البشرية ويجب أن ننتقل إلى الوعي الأعظم كي لا نعود.
وتنتشر قصصا لأطفال وأشخاص يتذكرون أمورا من حياتهم السابقة وتفاصيل مثيرة ودقيقة من الحيوات السابقة، وهو ما فاجأ الباحثين عن حقيقة الإنسان وزاد من الاهتمام بهذه العقيدة.
إقرأ أيضا:فزاعة إسرائيل الكبرى التي تخوف بها إيران العربويقال أيضا أن أحلامنا الغريبة وبعض الكوابيس هي من الحيوات السابقة ولا تشير إلى المستقبل، وتبقى قصة الروح البشرية من الأسئلة الصعبة التي لم يجب عليها أحدا بدقة.
السبب الروحي وراء المثلية الجنسية
إذا كانت الروح قد تجسدت في 10 حيوات سابقة كامرأة مثلا ثم تجسدت كرجل، فإن تلك الروح ستجلب بعض أنماط وديناميكيات كونها امرأة.
ورغم أن جنس الجسد قد يكون ذكرا، فإنه لا يزال يحمل ذكريات عما كان يمتعه وما كان طبيعيا بالنسبة للمرأة في حياتها السابقة.
نفس الأمر للنساء اللواتي يشعرن بانجذاب إلى النساء، ربما كانت تلك النساء رجالا في الحيوات السابقة ولم يندمجن في حياتهن الجديدة مع أجسادهن، وربما إذا عدن كنساء مجددا في الحيوات القادمة سيصبحن أكثر اندماجا مع الأنوثة وينجذبن إلى الرجال أكثر من النساء.
ومن خلال اطلاعي على تجارب الرجال المثليون والمثليات مع الحياة الماضية، فإنهم يتذكرون دائمًا الحياة في جسد من الجنس الآخر.
ومع ديناميكيات الحياة الماضية هذه، فمن الطبيعي تمامًا أن يكون البعض منا مثليًا في بعض حيواته، إنها ليست قضية أخلاقية أو دينية كما يعتقد الناس.
هل من الضروري اجراء عملية التحول الجنسي؟
ينقسم المثليين إلى قسمين، القسم الأكبر يفضل اللعب على الوترين، ممارسة الجنس مع كلا الجنسين والبقاء في الجسد الحالي دون القيام بأي تعديلات عليه، بل إن بعضهم خاض علاقات مثلية ثم فرض على نفسه المغايرة وتزوج وأنجب.
إقرأ أيضا:لهذا السبب قد لا تنضم تركيا إلى مجموعة بريكسالقسم الثاني أكثر صراحة مع نفسه، حيث لا يشعر بالإنجذاب الجنسي إلا نحو جنسه، ويرى الرجال هنا أنهم نساء وهم ينجذبون لجنسهم، وترى النساء أنهن رجال وينجذبن لجنسهن، هذه الفئة هي التي تلجأ إلى عمليات التحول الجنسي لإنهاء هذا التناقض الصارخ بين هوية الجسد والهوية الجنسية.
لكن الروحانيين يؤكدون أنه إذا فهم الناس أن كونهم مثليين أو مغايرين هو عملية تجسد وأن لديهم حياة أكثر ليعيشوها، فسيتم فهم عمليات تغيير الجنس على أنها غير مناسبة على الإطلاق.
قد يعود نفس الشخص في جسد بنفس الجنس، وهذه المرة سيكون أقل مثلية من حياته الحالية، ويكمن دور التناسخ في أن نعيش حيوات عديدة في أجساد كثيرة ونعيش كل التجارب البشرية الممكنة.
عقيدة التناسخ وتفهم المثلية الجنسية
وتكمن جمالية عقيدة التناسخ في الرد على معظم أسئلتنا التي لم نجد لها أجوبة في الأديان التي تؤمن بيوم الحساب وثنائية الجنة والنار، وهي تبدو منطقية وأكثر تماسكا من العقيدة السابقة التي لا تفسر لنا سبب المعاناة وتبدو فيها العدالة الإلهية غير مكتملة وناقصة.
إقرأ أيضا:دور الماسونية في استقلال الجزائرأحد أفضل الأشياء المتعلقة بتعاليم التناسخ هو أنها تمنحنا إحساسًا طويلًا برحلاتنا الروحية، حتى نتمكن من التحلي بمزيد من الصبر والتفهم.
أضف إلى ذلك تفهم المثلية الجنسية ومعاناة الأشخاص الذين يقبلون على التحول الجنسي ويريدون عيش حياة لا يتناقض فيها الجسد والهوية الجسدية.
إقرأ أيضا:
معصيتي راحتي: عن الدعارة والمثلية في السعودية
الفرق بين البيدوفيليا (جريمة قوم لوط) والمثلية الجنسية
رهاب المثلية الجنسية في العالم الإسلامي إرث الإستعمار الغربي
معنى الرقم 106 في مجتمع المثلية الجنسية بدولة الجزائر
هل دعم المثلية الجنسية مؤامرة لخفض عدد السكان؟
هل بلاك بينك يدعمون المثلية الجنسية؟