بولندا ومولدوفا ودول عديدة مثل جورجيا، وهي في أغلبها كانت تحث الاحتلال الروسي. في ظل روسيا بوتين، تدخلت موسكو في سوريا عسكريا ومن ثم سيطرت على القرم 2014، ثم اجتاحت أوكرانيا بينما تنشط فاغنر في العديد من الدول حول العالم وهذا يعيد إلى الأذهان الحركة الإستعمارية الروسية (1300–1945).
تاريخ الحركة الاستعمارية الروسية يمتد إلى فترة طويلة تبدأ في القرن الرابع عشر حتى منتصف القرن العشرين، وقد شهدت فترات ازدهار وتراجع.
في القرون الوسطى، قامت روسيا بالتوسع نحو الشرق والجنوب، وقد أسست دولة موسكو التي امتدت تدريجياً لتشمل أراضي واسعة تحت سيطرتها.
وفي القرن السابع عشر، قام بطريرك موسكو باتريوس بتأسيس الإمبراطورية الروسية، وتوسعت روسيا نحو الغرب والجنوب، واستولت على مناطق مثل سيبيريا والقوقاز وأوكرانيا.
وفي القرن الثامن عشر، تحركت روسيا نحو الشرق والجنوب الشرقي، وتمكنت من السيطرة على مناطق مثل ألاسكا ومانشوريا ومنغوليا.
وفي القرن العشرين، ازدهر الاستعمار الروسي في آسيا، حيث قامت روسيا بتأسيس مستوطنات وقواعد عسكرية في جميع أنحاء المنطقة.
ومع ذلك، تواجه الحركة الاستعمارية الروسية انتقادات وانتفاضات، حيث اعتبرت بعض الأراضي التي ضمتها روسيا كجزء من التوسع الاستعماري غير المشروع، وتمرد العديد من الشعوب التي تم استعمارها ضد الحكم الروسي.
وفي النهاية، أدت الحرب العالمية الثانية والانهيار السياسي والاقتصادي للاتحاد السوفيتي إلى تراجع النفوذ الروسي في العديد من الأراضي التي سيطرت عليها، ولكن لا يزال لدى روسيا تأثير واضح في بعض المناطق التي كانت جزءًا من الإمبراطورية الروسية، مثل أوكرانيا والقوقاز وآسيا الوسطى.
إقرأ أيضا:قصة عيد استقلال الولايات المتحدة الأمريكيةعرفت روسيا فترات متعددة من الاستعمار والتوسع الإمبريالي، بدءًا من الفترة الممتدة من القرن الثالث عشر حتى القرن التاسع عشر، والتي شهدت توسع روسيا في سيبيريا وآسيا الوسطى والقوقاز والشمال الغربي للقارة الأمريكية.
في القرن الثامن عشر، بدأت روسيا في استعمار الساحل الشرقي للمحيط الهادئ، وأسسوا مستوطنات في ألاسكا وجنوب شرق آسيا، وتم بيع ألاسكا للولايات المتحدة في عام 1867، ولكن روسيا ما زالت تحتل دلتا نهر الأمازون وجزر الألوف الروسية في المحيط الأطلسي حتى الحرب العالمية الثانية.
في الفترة السوفيتية (1917-1991)، توسعت روسيا في الدول المحيطة بها كدول الاتحاد السوفيتي، وشهدت العديد من الحروب والصراعات في هذه الدول، وقد أدى ذلك إلى انهيار الاتحاد السوفيتي وتصبح روسيا دولة مستقلة في عام 1991.
بشكل عام، كانت الحركة الاستعمارية الروسية تركز على التوسع الإقليمي والاستيطان، وكانت تتميز بأساليب قسرية واستخدام القوة لفرض الهيمنة على الشعوب المحلية، ولكنها في الوقت نفسه أدت إلى تطوير البلاد وتعزيز قوتها الاقتصادية والعسكرية، وأحدثت تغييرات جذرية في البنية الاجتماعية والثقافية للشعوب المحلية.
وفي عصرنا حاليا بعهد الإتحاد الروسي، يسعى الكرملين إلى تعزيز النفوذ السياسي والعسكري لروسيا في المناطق المحيطة بها، مثل أوروبا الشرقية والشرق الأوسط وآسيا الوسطى والقطب الشمالي.
يسعى الكرملين إلى السيطرة على المنافذ والطرق التجارية الرئيسية، مثل مضيق البوسفور ومضيق جبل طارق ومنطقة القطب الشمالي، وذلك لتأمين حركة النقل والتجارة.
إقرأ أيضا:الفردانية والحرية: ركائز حيوية للمجتمعات الحقيقيةوتحاول روسيا التأثير على الشؤون الدولية، سواء عبر التحالفات الدولية أو عبر الحرب الإعلامية أو العمل في المنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
أسست موسكو شركة فاغنر الروسية (Wagner Group) هي شركة عسكرية خاصة تأسست في عام 2014، وتعمل بشكل رئيسي في مجال الأمن والدفاع وتقديم الخدمات العسكرية للدول والمنظمات الأخرى، وترتبط الشركة بالكثير من الجدل والسرية، حيث لم تكن هناك معلومات كافية عن نشاطاتها وتمويلها والمسؤولين عنها.
وتعمل الشركة بشكل وثيق مع الحكومة الروسية، وتقدم الدعم العسكري لروسيا في الصراعات والنزاعات في العديد من الدول، مثل سوريا وليبيا والسودان وأفريقيا الوسطى.
ويتفق الخبراء على أن إنشاء شركة فاغنر جاء كجزء من استراتيجية روسيا لتوسيع نفوذها في المناطق الأخرى والتدخل بشكل مباشر في الصراعات والنزاعات المحلية، وهذا يعكس النهج الجديد الذي اتبعته روسيا في العلاقات الخارجية في السنوات الأخيرة بعد فقدانها للنفوذ الذي كانت تمتلكه في الأعوام السابقة.
هذا النهج يضمن لها أن لا تتدخل عسكريا بشكل مباشر في هذه الصراعات بل ترسل المرتزقة الذين توظفهم تلك الشركة سواء كانوا روس أو حتى مرتزقة من جنسيات مختلفة، ليقوم هؤلاء بالمهمات الموكلة إليهم مثل استهداف القوات الحكومية والسيطرة على المواقع الإستراتيجية خصوصا المواقع الغنية بالموارد والثروات.
إقرأ أيضا:2024 هو عام الرقم 8 وإليك المعنى ورسائلهوعلى ما يبدو فإن الحركة الإستعمارية الروسية (1300–1945) التي يفترض أنها توقفت بنهاية الحرب العالمية الثانية عادت مجددا إلى الواجهة في وقتنا الحالي، حيث لا تخفي روسيا اطماعها لاحتلال أوكرانيا وكذلك استعادة الدول التي حصلت على استقلالها من الإتحاد السوفياتي.
إقرأ أيضا:
روسيا لا تزال دولة استعمارية وهذه حقائق عن الإحتلال الروسي
ارتفاع أسعار القمح 8.5%: روسيا تضرب الأمن الغذائي العالمي
عواقب انسحاب روسيا من اتفاقية تصدير الحبوب الأوكرانية
حقائق حول ممر سوالكي بين بولندا وليتوانيا وتهديدات روسيا
من انقلاب فاغنر إلى انقلاب تركيا على روسيا بوتين المتهالكة
موقف روسيا بوتين والصين من غزو العراق 2003
هل روسيا ظالمة أم مظلومة؟ هذا رأي صديق بوتين