بدأت الدول العربية بقيادة الإمارات العربية المتحدة تحركا منذ أشهر لإعادة سوريا إلى الحاضنة العربية والرهان على انقلاب بشار الأسد على ايران في الأسابيع والأشهر القادمة.
تقول الإمارات التي تقود هذه المبادرة ومعها مصر وعدد من الدول الأخرى مثل الأردن أنه حان الوقت للحوار مع دمشق على أسس الإحترام وليس الإملاءات، ومساعدة سوريا في العودة على الجامعة العربية بل وأيضا مساعدتها لإعادة اعمارها ورفع العقوبات الدولية عنها.
كما الاقتصاد والتجارة لا شيء مجاني في السياسة
لكن بالطبع هذه المكاسب الجيدة للنظام السوري لن تكون بلا مقابل، حيث لا تزال هذه الدول العربية ضد النفوذ الإيراني في العراق وسوريا ولبنان واليمن وهي تريد ابعاد الخطر الإيراني عنها.
وتأتي هذه التحركات في ظل تطورات مهمة تحصل في المنطقة، منها احتجاجات ايران والإضطرابات الداخلية التي تعاني منها وتورطها المباشر في الحرب الأوكرانية، إضافة إلى ذلك انشغال روسيا بالحرب الأوكرانية ورغبتها في حل سلمي للملف السوري وتوصلها إلى تفاهمات متعددة مع الدول العربية وتركيا التي حاربت بالأمس بشار الأسد.
وقالت السعودية التي ما زالت على خلاف مع الأسد أن عزل سوريا لم يكن مجديا وأنه يتعين إجراء حوار مع دمشق في مرحلة ما لمعالجة القضايا الإنسانية على الأقل.
أهمية تقارب الإمارات مع سوريا
في هذا الوقت تحقق الإمارات تقدما حيث أرسلت مساعدات كثيرة بعد الزلزال وأقنعت الرئيس السوري بشار الأسد بإدخال المساعدات إلى مناطق شمال غرب سوريا، وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، ناقش مسألة المعابر مع الأسد في دمشق يوم 12 فبراير، أي قبل يوم واحد من إعلان موافقة الأسد.
إقرأ أيضا:ثورة الطاقة الشمسية في أستراليا وتصدير الكهرباء لدولة سنغافورةوحسب مصادر دبلوماسية “طلب وزير خارجية الإمارات من الأسد أن يقدم بادرة حسن نية تجاه المجتمع الدولي، وقال له: هذه فرصتك لإظهار التعاون بموضوع المعابر، الكل الآن يتطلع إلى فتح المعابر أمام المساعدات وهذه ستكون نقطة مفصلية، ووعده الأسد خيرا وهذا ما حصل”.
وتظهر هذه الحادثة مدى التقارب المتزايد بين سوريا والإمارات وقدرة الأخيرة على تحقيق مكاسب دبلوماسية في الملف السوري، على أن التحدي الأكبر سيكون علاقات سوريا مع ايران.
تعد أيضا الإمارات أبرز دولة عربية لديها علاقات جيدة مع إسرائيل وايران، لذا من الممكن أن تلعب دورا في تسوية الملفات العالقة بين العرب وإسرائيل وايران على حد سواء ودفع الأمور إلى التسوية الشاملة عوض الإنفجار والمواجهة.
احتمال انقلاب بشار الأسد على ايران
تعد العلاقات السورية الإيرانية شأنا خاصا بالبلدين وهو أمر تعرفه جيدا الدول العربية، ولا تريد دمشق المنتصرة في حربها الداخلية املاءات من خصوم الأمس، فيما تحتاج العلاقات الإماراتية السورية مزيدا من التعاون كي تصبح قوية.
من خلال تقارب سوريا مع الإمارات سيرتفع احتمال عودتها إلى الجامعة العربية وأيضا تلقي المساعدات بالمليارات من الدولارات لإعمار بلد خربته الحرب الأهلية.
ومن جهة أخرى ستعود العلاقات السورية السعودية وكذلك علاقات سوريا مع دول عربية أخرى مقاطعة مثل المغرب والبحرين والكويت وقطر.
إقرأ أيضا:مراجعة كتاب كيف نمنع الجائحة التالية لكاتبه بيل غيتسويبدو أن مصر أيضا من الدول العربية المتعاطفة مع سوريا بقوة ومنذ سنوات أيضا، حيث نظام الحكم متشابه إلى حد كبير وكلاهما يواجهان خطر التيارات الإسلامية السلفية الجهادية والإخوان المسلمون.
وكي تنتقل الأمور إلى هذا المستوى الجيد لدمشق، سيكون على بشار الأسد العمل على الحد من نفوذ ايران في بلاده، أقلها اخراج المليشيات الإيرانية المنتشرة في البلاد.
وهناك معطيات متعددة قد تدفع القيادة السورية إلى هذا الإنقلاب ومنها أن ايران تعيش وضعا داخليا صعبا وحصارا اقتصاديا خارجيا متعاظما وليس لديها إمكانيات مالية لإعادة اعمار سوريا، كذلك حليفتها روسيا التي دخلت مستنقع أوكرانيا ولا تستطيع هي الأخرى انفاق المليارات من الدولارات على اعمار سوريا وكل ما يهمها هو بقاء حليفها ومذلك قواعدها العسكرية في سوريا.
من جهة أخرى لا يمكن للصين ضخ المليارات من الدولارات والعمل على إعادة الإعمار لوحدها دون أن ترفع العقوبات الأمريكية على هذا البلد أولا وتكون هناك موافقة دولية وعربية على هذا الإتجاه.
كيف سيكون انقلاب بشار الأسد على ايران؟
كل شيء وارد في الأسابيع والأشهر القادمة، لكن كي لا نكون حالمين أكثر من اللازم، نتوقع أن تحافظ سوريا على علاقات مميزة مع ايران وتبني علاقات مميزة مع دول الخليج وتخرج الميليشيات الإيرانية من سوريا وهذا أقصى ما يمكن تحقيقه في حال تمسكت دمشق بالعلاقات الجيدة مع ايران.
إقرأ أيضا:رسميا: إصابة 37 مليون صيني يوميا بفيروس كورونالكن هزيمة روسيا في أوكرانيا وتشديد العقوبات على ايران التي تعاني داخليا هما بوابتان لتغيير هائل في السياسة الخارجية السورية قد تصدم أنصار المحور الإيراني في المنطقة.
إقرأ أيضا:
سوريا أولى بالدعم والمساعدة العربية من تركيا
نصرة الإسلام من تدمير سوريا إلى كأس العالم بقطر
هروب بوتين إلى سوريا أو هذه الدول بعد هزيمة روسيا في أوكرانيا
دوافع التطبيع بين سوريا الأسد وتركيا أردوغان
تصدير الغاز الإسرائيلي إلى لبنان والأردن ومصر وسوريا والعراق
نقل الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا جزء من التسوية الشاملة
مفتاح نهاية انهيار اقتصاد لبنان وبدء اعمار سوريا