في اليوم الموالي لهجوم حماس على إسرائيل بدأ حزب الله الحسيني الهجوم على إسرائيل من جنوب لبنان، ليخرق قرار مجلس الأمن رقم 1701 الصادر في 11 أغسطس 2006.
وبسبب هذا الهجوم نزح الآلاف من الإسرائيليين الذين يعيشون على الحدود مع لبنان وأقفلت المدارس وتوقفت مصالح المواطنين ودخل شمال إسرائيل في حالة من الركود.
ولم تنجح عمليات حزب الله في إيقاف العملية العسكرية الواسعة التي أقدمت على غزو القطاع الفلسطيني والسيطرة عليه ومحاربة فلول حماس في الأنفاق والمخيمات.
بداية الحرب في لبنان
ويخشى كثيرون أن تكون الاشتباكات الأخيرة بين حزب الله وإسرائيل قد وصلت إلى نقطة اللاعودة وقد دخلنا رسميا إلى الحرب في لبنان.
ويبدو أن حزب الله غير قادر على التخلص من الضربات الأخيرة، في حين ترفض إسرائيل التراجع عن هجمات حزب الله المستمرة.
وأفاد الجيش الإسرائيلي بإطلاق أكثر من 100 صاروخ من جنوب لبنان على شمال إسرائيل، فيما شنت إسرائيل مئات الغارات على جنوب لبنان والضاحية في بيروت والبقاع، وسقط أكثر من 300 قتيل.
وفي حين أكد نتنياهو على ضرورة إعادة 10 آلاف من النازحين من المنطقة الشمالية إلى ديارهم، سعى مئات الآلاف من الإسرائيليين إلى المأوى وأغلقت المدارس في المنطقة.
وزعم حزب الله أنه استهدف مواقع مختلفة في شمال إسرائيل بعشرات صواريخ فادي 1 وفادي 2 وكاتيوشا، رداً على الانفجارات الأخيرة، ويمثل هذا أول استخدام لحزب الله لهذه الأنواع من الصواريخ.
إقرأ أيضا:جدري القردة أو القرود هل هو مرض يصيب المثليين فقط؟ويأتي هذا التصعيد بعد الأسبوع الماضي الذي شهد هجمات إسرائيلية نوعية إلكترونية على عناصر حزب الله، منها تفجيرات البيجر ثم تفجيرات اللاسلكي ثم اغتيال قادة فرقة الرضوان المميزة التي يملكها الحزب الشيعي الحسيني.
اتجاهات الحرب في لبنان
وقد أشار تقرير لصحيفة التلغراف البريطانية إلى ثلاثة خيارات عسكرية إسرائيلية محتملة: الضربات الجوية، أو عملية برية واسعة النطاق في لبنان، أو تدخل بري محدود لإنشاء منطقة عازلة في جنوب لبنان.
ولا يزال المسار الذي قد تختاره إسرائيل غير واضح، وخاصة بعد الضربات الأخيرة.
ويظل الوضع متوتراً، حيث لا يظهر أي من الجانبين أي علامات على التراجع، ويشكل استخدام حزب الله لأنواع جديدة من الصواريخ وقدرتها على ضرب عمق أكبر في الأراضي الإسرائيلية تصعيداً كبيراً.
من جهة أخرى بدأت إسرائيل ترسل الرسائل النصية القصيرة إلى المواطنين في لبنان برمته، للإبتعاد عن مخازن أسلحة حزب الله ومواقعهم العسكرية لأنها ستتعرض للضربات.
وأعلنت القيادة العسكرية في إسرائيل أنها تنوي ضرب حزب الله في كافة الأراضي اللبنانية من الشمال إلى الجنوب، ولديها بنك ضخم من الأهداف العسكرية.
وتعد هجمات اللاسلكي الأسبوع الماضي ضربة قاتلة لشبكة الاتصالات الداخلية لحزب الله، وكشفت هشاشة هذا الجانب لديه، ولا تزال التحقيقات حول ما حدث مستمرا.
حرب شاملة بين حزب الله وإسرائيل؟
قال رئيس الأركان الإسرائيلي إن حزب الله يجب أن يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى ديارهم، وحذر من أنهم سيستمرون في ضرب حزب الله حتى يحدث هذا.
إقرأ أيضا:عيوب بناء السدود وأضرارها على البيئةيقول نتنياهو إنه لا يريد حربًا شاملة لكنه يهدف إلى دفع حزب الله بعيدا عن الحدود مع إسرائيل، يمكن أن يحدث هذا من خلال العمل العسكري أو الجهود الدبلوماسية.
وبما أن الحزب اللبناني مصر على اسناد قطاع غزة بالهجمات الصاروخية على شمال إسرائيل، فقد ضاقت الأخيرة ذرعا بما يقوم به وقررت توجيه ضربات قاسية له كي يتراجع.
لقد قللت الولايات المتحدة من تأثيرها على القرارات العسكرية الإسرائيلية، ويرتبط هذا بالمشهد السياسي الأمريكي والانتخابات المقبلة، والتي تؤثر على موقف إسرائيل.
إن حكومة نتنياهو اليمينية تدرك تمام الإدراك الحساسيات الأمريكية وتحدد توقيت أفعالها وفقًا لذلك، ومع تركيز السياسة الأمريكية على الداخل، يبدو أن نتنياهو يستفيد من هذا التحول.
ومع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية بعد أقل من شهرين، ينقسم الاهتمام بين لبنان وغزة، بينما يدفع البيت الأبيض إلى وقف إطلاق النار في غزة.
هل سيتم غزو جنوب لبنان؟
وقد أشارت تسريبات عسكرية إسرائيلية حديثة إلى أن أكثر من سبعين لواءً جاهزاً، مع خطط لإقامة وجود على الجانب اللبناني.
وهذا يثير تساؤلات حول نوايا إسرائيل وما إذا كانت تفكر بجدية في هذا الخيار، وتحويل تركيزها العسكري نحو الشمال.
في الواقع، تم نقل العديد من الوحدات كما تم نقل الفرقة البرية 98، المصممة لعمليات محددة، وبينما تهدأ المواجهات في غزة تشتعل في جنوب لبنان وشمال إسرائيل.
إقرأ أيضا:هذه مناطق الصراع في الحرب بالوكالة بين مصر واثيوبياتشير هذه التطورات إلى وضع معقد يتكشف، واحتمالات التصعيد عالية، حيث يبدو أن كلا الجانبين مستعدان لسيناريوهات مختلفة.
كما أشرنا سابقا، هناك ثلاثة سيناريوهات رئيسية: غزو بري محدود، أو غزو واسع النطاق، أو قصف مكثف للبنية التحتية في لبنان.
ومع ذلك، قد ينشأ سيناريو رابع غير متوقع، مشابه للعمليات السابقة مثل القصف اللاسلكي، أو هجمات بايبر، أو الاغتيالات الجماعية.
تشير الأدلة الحالية إلى أن كلا الطرفين يستعدان لهذه المواجهة ضمن حدود معينة، تهدف إسرائيل إلى دفع حزب الله إلى شرق نهر الليطاني ونقل السكان، وهو ما تعتقد أنه لا يمكن تحقيقه إلا من خلال القوة أو زيادة الضغط.
إقرأ أيضا:
تاريخ حرب حزب الله وإسرائيل من 1982 إلى اليوم
فرص عمل مغرية للأفارقة في الجيش الإسرائيلي
ما هو جهاز ووكي توكي أيكوم وهل يمكن تفجيره عن بعد؟
كيف تم تفجير أجهزة البيجر التي يملكها حزب الله؟
ما هو جهاز البيجر الذي انفجر في 3000 من مقاتلي حزب الله؟
المساعدات الامريكية لإسرائيل ومصر منذ الحرب العالمية الثانية
خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله
مميزات الشعاع الحديدي الإسرائيلي ومقارنة مع القبة الحديدية
اغتيال إسماعيل هنية: نهاية حماس وشيكة؟ كيف يستفيد نتنياهو؟
مميزات قمر التجسس الإسرائيلي Ofek-13 وأهميته لمخابرات المغرب