عطل اضافة حجب الإعلانات أو ادفع المال … أنجح طريقة تتبعها حاليا المواقع الاجنبية
خلال الأشهر الماضية كتبت أكثر من مقال أحذر فيه صراحة من خطر إنتشار إضافات منع الإعلانات، ليس فقط على الناشرين أصحاب المواقع والمدونين ومنتجي المحتوى بل أيضا على المعلنين الذين سيجدون أنفسهم مرغمين على الدفع أكثر للوصول إلى شريحة اصغر ممن لا يستخدمونها وربما يجدون أنفسهم مرغمين على العودة إلى الجرائد الورقية والطرق التقليدية، فيما سيدفع المستخدم العادي ثمنا غير متوقعا خصوصا مع بداية انتشار المواقع التي لا تعرض الإعلانات لكن تصفحها بمقابل اشتراك مدفوع.
وفي هذه الفترة لا تزال نسبة مستخدمي إضافات حجب الإعلانات في تزايد بينما أقدمت أوبرا على إضافة ميزة حجب الإعلانات إلى متصفحها مؤخرا وهناك حالة من التسابق والتنافس بين المتصفحات والإضافات على التخلص من أوكسجين الإنترنت، أقصد الإعلانات.
مؤخرا قمت ببحث آخر على حالة الإعلانات على الإنترنت وما هو نقاش المواقع الأجنبية التي تعي خطوة إضافات حجب الإعلانات، وبالفعل الكثير من المقالات التي تحذر من خطورة هذا السلوك وتحذيرات جادة بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة خصوصا وأن هناك 200 مليون مستخدم لهذه الإضافات و نمو سنويا في عدد المستخدمين يصل إلى 40 في المئة.
انتشار كبير للغاية لها في السوق الأمريكية والبريطانية التي تعد أهم معقلي لجمهور المعلنين الذين ينفقون أموال الحملات الإعلانية على الوصول إلى المهتمين في هذه البلدان بالضبط، فيما تشهد السويد حالة من الحرب الشنيعة بين الناشرين ومطوري الإضافات المانعة للإعلانات وصلت إلى حد اتفاق 90 في المئة من المواقع هناك على التحول خلال الأسابيع القادمة إلى مواقع تمنع هذه الإضافات بشكل تام وتدعوا المستخدمين في رسائل منبثقة إلى تعطيلها أو الدفع للإستمرار في التصفح.
إقرأ أيضا:إيقاف بطاقات Neteller و Skrill في 100 دولة وهذه هي الحقيقة الكاملةأكثر من 21 مليار دولار على الأقل تخسرها الإنترنت سنويا نتيجة هذا الانتشار الذي يبدو رهيبا لثقافة لا تعرف أنها تكتب سطورا في قصة نهاية المواقع المجانية التي تعرض الإعلانات وتتركك تستفيد من محتوياتها دون أن تدفع مباشرة أي سنتيم.
- المواقع الكبرى أمثال جريدة نيويورك تايمز قررت الإنتقال للويب المدفوع
الويب المدفوع هو المستقبل، هذا ما تريد العديد من مواقع الويب الكبرى أمثال نيويورك تايمز وواشنطن بوست قوله من خلال منع التوجه إلى تقديم عدة صفحات في اليوم مجانا للتصفح ومن ثم انبثاق رسالة تطلب منك الإشتراك للمزيد من التصفح والحصول على تقارير خاصة.
من جهة أخرى هناك مواقع تعتمد حاليا أسلوبا شبيها وهو أنه عند استخدامك لإضافة حجب الإعلانات تظهر لك رسالة منبثقة تطلب منك الاختيار بين خيارين لا ثالث لهما، الأول إما أن تعطل الإضافة المستخدمة وتستمر في التصفح والثاني هو في حالة إصرارك على عدم مشاهدة الإعلانات عليك دفع المال وهذا ما يفعله موقع Investor’s Business Daily مثلا وهناك الكثير من المواقع التي اعتمدت هذه السياسة.
الكثير من منصات مشاهدة الفيديوهات وأيضا المواقع الإخبارية اعتمدت هذه السياسة وهناك توجه واضح ومتفق عليه عالميا لاعتمادها في مواجهة تمدد ثقافة حجب الإعلانات على الإنترنت.
إقرأ أيضا:هل كاش يو نصابة وهل سنسمع بإفلاسها قريبا؟
- مواقع الويب المجانية إلى زوال
توجه المواقع الكبيرة إلى الويب المدفوع وتقديم المحتوى بمقابل مادي سيفرض على المواقع الناشئة والصاعدة وحتى المتوسطة بالتفكير جذيا في الإنتقال إلى الويب المدفوع، وعلى الأرجح سنرى خدمات توفر لك الاشتراك من خلالها من أجل قراءة المحتوى على الكثير من المواقع ذات الجودة العالية.
إقرأ أيضا:تأثير بريكست على التجارة الإلكترونية بين بريطانيا والإتحاد الأوروبيعلى الجهة الأخرى سيقل عدد المواقع المجانية على المدى المتوسط وستكون الكثير منها مرغمة على الإنتقال إلى الويب المدفوع.
- قريبا ستذرفون الدموع يوم لا ينفع الندم ولا البكاء
نود أن نقول لكل المستخدمين المصرين على استخدام ميزة حجب الإعلانات في المتصفحات وأيضا تنزيل الإضافات بل والإفتخار بذلك وتوصية الأصدقاء والمتابعين على الشبكات الإجتماعية باستخدامها، مع اقتناع رواد الويب الأجانب بضرورة الإنتقال نحو الويب المدفوع من الأكيد أنكم أصبحت تصادفون الكثير من المواقع الأجنبية التي تطالبكم بتعطيلها … هذا يعني أنكم ستذرفون الدموع قريبا وحينها لن ينفع الندم ولا البكاء.