علوم

الإنجاب هو ظلم كبير في عصر التغير المناخي

يعاني العالم من مظاهر التغير المناخي، فيضانات وارتفاع درجات الحرارة وحرائق الغابات وموجات جفاف كبيرة وندرة المياه والأوبئة ومجاعات صاعدة والكثير من المشاكل.

وصدق أو لا تصدق، سيضطر الناس إلى النزوح نحو مدن ودول أفضل للعيش، ونعم مثل ما كان يحدث مع الإنسان الذي يعيش في الصحراء والذي ينتقل من واحة لواحة وبحثا عن الماء، سيعيش الإنسان المتحضر نفس هذه المعاناة لكن المسألة هذه المرة أصعب إذ هناك 8 مليارات نسمة من البشر ولم نعد قبائل صغيرة.

مدن كثيرة سيهجرها الناس وستصبح الحياة فيها منعدمة، ودول ستختفي، وهجرات سرية أكثر إلى الشمال هربا من المجاعات التي تنتشر في الجنوب، لكن حتى الشمال يعاني من الحرارة وندرة المياه والحروب التي سيكون جزء منها حول الموارد الغذائية والمائية.

الإنجاب هو ظلم كبير، عندما يفشل المرء في بناء انسان سوي ومتعلم مفيد للأرض والبشرية، مجرد حثالة إضافية يقوده جهله وتمرده إلى الهلاك.

وفي عصر التغير المناخي يصبح الظلم كبيرا، إذ من البداية يجد الأطفال أنفسهم في ظروف صعبة، ومخاطر أعلى للتحول إلى مشردين ولاجئين وجوعى.

ولا يوجد شخص في الواقع غير معرض لهذا الأمر، لذا حتى الثراء والمال لن ينفعك عندما يهرع الملايين من الناس إلى الهجرة والنزوح هربا من الهلاك.

من بين 59.1 مليون نازح في عام 2022 في جميع أنحاء العالم، نزح معظمهم بسبب الكوارث المرتبطة بالمناخ وهي الفيضانات والحرائق.

إقرأ أيضا:السعودية ليست صحراء بل دولة متنوعة الجغرافيا

التوقعات تشير إلى ان مليار نسمة من الأشخاص سيتضررون من التغير المناخي ويستحيل استمرارهم على قيد الحياة بدون الهجرة إلى دول أخرى، والكارثة أن معظمهم من أفريقيا ومن الدول العربية.

في أوروبا سيكون هناك نزوج إلى المدن والمناطق الأقل تضرر بشكل داخلي، ما سيؤدي إلى ضغط على موارد المدن والمناطق المستقبلة لتصبح بعد مدة هي الأخرى غير مناسبة.

ولا تزال التكنولوجيا وجهود المخترعين تأتي بثمارها وهناك أمل بالفعل، لكن الحروب الروسية ضد أوكرانيا والتي تسببت في أزمة الطاقة ودفعت الدول للعودة بقوة إلى الوقود الأحفوري تؤكد على أن حضارتنا تواجه خطر الإنهيار الشامل.

حرائق الغابات في أوروبا ودرجات الحرارة القياسية في القارة التي تشتهر ببرودتها هو أمر صادم، ليس للأوروبيين بل أيضا لبقية سكان العالم، فهي إشارة إلى أن التطرف المناخي بدأ يخرج عن السيطرة وسندفع جميعا الثمن.

من المؤكد أن الدول الصناعية الكبرى ومنتجي النفط والدول النامية مثل الصين هي المتهمة بشكل أساسي في فوضى التغير المناخي من خلال الثورة الصناعية التي تدمر البيئة رغم أنها صنعت حضارة عظيمة، لكن ثمن هذا الفساد سيدفعه الجميع للأسف.

سيدفع من يعيشون في أوروبا وأمريكا الشمالية والصين وجنوب شرق آسيا والشرق الأوسط وافريقيا وأستراليا وأمريكا اللاتينية، وحتى الكائنات التي تعيش في القطبين بدأت تتضرر معيشتها مع تسارع ذوبان الثلوج، وسيدفع الأطفال والأجيال القادمة ثمن كل هذا بدون أي ذنب، فقط لأن آبائهم قدموا بهم إلى هذه الحياة من خلال الإنجاب في شكل من أشكال العبثية التي يرفضها العقل ومنطق الخالق الذي منح الإنسان الحرية والإرادة وجعله مسؤولا!

إقرأ أيضا:توقعات الزلازل 2024: ماذا بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب؟

يؤدي ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي إلى زيادة عدد وشدة الكوارث مثل حرائق الغابات والفيضانات والأعاصير والتي تؤدي جميعها إلى نزوح جماعي للسكان ولها تأثير كبير على النتائج الصحية للأفراد، والأسوأ من ذلك أنها ستؤدي إلى حروب أهلية واقتتال وحروب، فهناك دائما عنصريين ونازيين في العالم ودعاة طرد المهاجرين وقمعهم.

هناك حوالي 20 مليون نازح سنويًا بسبب تغير المناخ هذه ليست مشكلة المستقبل، نحن نشهد بالفعل آثاره المباشرة اليوم، أنظر حولك هناك علامات كثيرة على أن الأرض مضطربة وتصرخ مما فعله الإنسان بها على مدار العقود الماضية.

يؤثر تدهور المناخ على الأشخاص الذين يعيشون في فقر وأولئك الذين ينتمون إلى أكثر البلدان هشاشةً وتضررًا من النزاعات، مما يعني أن السود والسكان الأصليين وغيرهم من الملونين يشعرون بشكل غير متناسب بعواقب فشلنا العالمي في معالجة هذه المشكلة.

إقرأ أيضا:لماذا تمول قطر حملات بنيامين نتنياهو الانتخابية في إسرائيل؟

ومن جهة أخرى يزيد الإنجاب من عدد الضحايا، إذ يأتي المزيد من الأشخاص إلى هذه الحياة لمواجهة صعوبات تستمر معهم طيلة حياتهم، وبالطبع هذا ظلم كبير.

إذا كنا نتحدث من منظور ديني، فإن الله منح الإنسان العقل والإرادة والحرية، المرء مسؤول عن رغبته في الإنجاب وهو الذي يختار بإرادته أن ينجب ولدا، وما على الله سوى القبول أو الرفض حسب حكمته، على أن الأب والأم يتحملان مسؤولية كبيرة وعليهما أن ينجحا وإلا فإن الأبناء خصوم وظلمهم سينعكس عليهما بالسوء.

إقرأ ايضا:

كيف تحررت المرأة الصينية من الزواج والإنجاب بنجاح؟

إيلون ماسك يدافع عن الإنجاب من أجل استعمار المريخ

اليابان: الذكاء الإصطناعي وحل مشكلة انهيار الإنجاب

تأثير انخفاض عدد سكان الصين على الإقتصاد الصيني

مشكلة تراجع عدد سكان روسيا وتفكك الإتحاد الروسي

السابق
مخاطر توربينات الرياح على الطيور والأسماك وحلول مبتكرة
التالي
التغير المناخي: حرائق الغابات والفيضانات والجفاف وارتفاع الحرارة