الاستحواذ على انستقرام هو أفضل استثمار قامت به فيس بوك
في أبريل 2012، أعلن فيس بوك استحواذه على تطبيق مشاركة الصور ومقاطع الفيديو انستقرام في صفقة وصلت قيمتها إلى مليار دولار أمريكي.
البعض رحب بالصفقة لكن كثيرون شككوا في الدوافع التي تقف وراء إنفاق الشركة الأمريكية مليار دولار أمريكي مقابل تطبيق لمشاركة الصور والفيديوهات كان من الأفضل صناعة منافسه على الأقل عوض المخاطرة بإنفاق هذا المبلغ لشرائه.
مرت 6 سنوات على الصفقة، وتأكد لنا جميعا أن تلك الصفقة هي أفضل استثمار قامت به فيس بوك، ولما لا نقول بأنها الصفقة الأفضل في تاريخها.
واتساب إلى حد الآن لا يدر أي أرباح على فيس بوك ومسألة تحقيق الأرباح منه لا تزال معقدة خصوصا وأن لديه الكثير من المستخدمين أغلبهم لن يرحبوا بالإعلانات بالطريقة التقليدية على الأقل.
أما انستقرام فقد أصبح مصدرا مهما للعائدات والأرباح من الشركة وتم دمج الإعلانات فيه بطريقتين، الأولى من خلال المنشورات الممولة التي تظهر في خلاصة الأخبار للمستخدمين، والثانية من خلال الإعلانات التي تظهر عند تشغيل القصص وهي الميزة التي اقتبسها التطبيق من سناب شات خلال العامين الأخيرين.
-
نمو هائل تحقق خلال 6 سنوات
عندما استحوذت فيس بوك على انستقرام كان يستخدمه حوالي 30 مليون من مستخدمي آيفون ومليون مستخدم لأجهزة أندرويد، ولا تحقق الشركة المطورة له أي عائدات أو أرباح تذكر.
إقرأ أيضا:أزمة المشاهدات على يوتيوب ومشكلة استعباد أصحاب القنواتفي غضون 6 سنوات تمكن هذا التطبيق من الوصول إلى مليار مستخدم متفوقا على سناب شات الذي حاولت الشركة الإستحواذ عليه، وقامت فيس بوك بتحديد هدف مهم لهذا التطبيق وهو أن كون سلاحها الرئيسي في مجال مشاركة الصور والفيديو ومجابهة سناب شات وأي تطبيقات منافسة، واستهداف الفئة التي بدأت تترك منصاتها الرئيسية ونتحدث عن المراهقين تحديدا.
حاليا فيما وصل انستقرام إلى مليار مستخدم نجد أن فيس بوك لا يزال يتفوق عليه من حيث عدد المستخدمين والذي وصل إلى 2.2 مليار مستخدم.
لكن النمو الهائل الذي حققه انستقرام يجعلنا نتوقع إمكانية وصله إلى ملياري مستخدم خلال السنوات الخمسة القادمة ممكنة.
تعرض فيس بوك مؤخرا لحالة من التباطؤ على مستوى النمو، لكن لا يزال انستقرام ينمو بسرعة غير متأثر بما يحصل مع الشركة الأم من مشاكل وأزمات تخص الخصوصية والأخبار المزيفة وخطاب الكراهية.
-
محرك مهم للأرباح في طور التنامي
لا تزال أغلب أرباح فيس بوك تأتي من شبكتها الإجتماعية الرئيسية، وهي التي تحقق عائدات وأرباح جيدة بشكل متنامي، لكن هناك خطر تراجع هذه الأرقام فيما تعول على انستقرام، وهذا الأخير تحقق منه عائدات وأرباح فعلا.
حسب شركة الأبحاث eMarketer من المتوقع أن تشكل العائدات التي تحققها انستقرام حوالي 40 في المئة من العائدات الإجمالية لشركة فيس بوك بحلول عام 2020.
إقرأ أيضا:لماذا تتسابق شركات الذكاء الإصطناعي مثل جوجل نحو ريديت؟ولا ننسى بالطبع العائدات التي ستحققها انستقرام من منصة الفيديو IGTV والتي ستنافس بها يوتيوب، ومن المنتظر أن تعرض الإعلانات على مقاطع الفيديو قريبا.
من المنتظر أن يحقق انستقرام هذا العام عائدات قيمتها 5.5 مليار دولار من إعلانات الفيديو بنمو 70 في المئة مقارنة بعائدات 2017.
-
انستقرام بديل جيد لفيس بوك
بعيدا عن الأرباح والنمو فإن انستقرام يبدو بديلا جيدا لفيس بوك بالنسبة لجمهور كبير من المستخدمين، هناك من قرر تقليص الوقت الذي يقضيه على الأولى لصالح الثانية، وهناك من قرر الهجرة من فيس بوك إلى انستقرام، هذا الأخير لا يتعرض للكثير من الانتقادات كما هو الحال بالنسبة للشبكة الإجتماعية التي تضررت سمعتها بصورة كبيرة هذا العام.
ربما لو لم تستحوذ فيس بوك على انستقرام لكانت الآن في ورطة أسوأ مما هي فيه الآن، سيكون لديها منصة واحدة تراهن عليها، بينما انستقرام يمكن أن يكون منافسا قويا وربما في يد جوجل أو شركة أخرى، ناهيك على أن الشركة لن تتمتع بكل هذه القوة الإعلانية والوصول الكبير وضمانة حتى المستخدمين الذين هجروا من منصتها الرئيسية ستملكهم من خلال منصتها الأخرى. انستقرام يبدو جيلا آخر من الشبكات الإجتماعية، فهو يسمح بتبادل الصور ومقاطع الفيديو وهو المحتوى المفضل لدى فئة كبيرة من المستخدمين، فئة متنامية يوما بعد يوم.
إقرأ أيضا:دليل ربح المال من أولمبياد باريس 2024
-
فرصة كبيرة صنعتها انستقرام
توسع انستقرام لتقديم منصة الفيديو العمودي IGTV ودخولها لمجال نشر الفيديو الطويل من ناحية المدة الزمنية يجعلها هو بمثابة خلق للمزيد من الفرص للشركة الأم.
فرص لتحقيق العائدات واكتساب الناشرين والتقرب إليهم، ومنافسة جوجل التي تعد منافسا لا يستهان به لفيس بوك ولا تزال تنافسها في مجالات عديدة منها في سوق الشبكات الإجتماعية.
نهاية المقال:
الأرقام كما هي مذكورة في المقال مبهرة وتكشف لنا عن نمو انستقرام خلال 6 سنوات منذ استحواذ فيس بوك عليه، وتؤكد لنا حقيقة واحدة، هذا أفضل استثمار أقدمت عليه عملاقة الشبكات الإجتماعية، فلولا هذه الصفقة التي كلفتها مليار دولار عام 2012 لكان وضعها سيء للغاية الآن.