لم يعد خفيا على أحد أن منصة فيس بوك تعاني من مشاكل عديدة، ومعظمها تصب في فشل الرقابة والسماح بالمحتوى المثير للجدل بالسيطرة على الموقع.
قبل وقت قصير من فقدان صوفي زانج الوصول إلى أنظمة فيس بوك، نشرت رسالة أخيرة على المنتدى الداخلي للشركة، وهو تقليد وداع في فيس بوك.
جاء في منشورها: “رسميًا أنا [عالم بيانات] منخفض المستوى وأطرد اليوم بسبب الأداء الضعيف”، “من الناحية العملية، خلال 2.5 عامًا قضيتها في فيس بوك، وجدت … محاولات صارخة متعددة من قبل الحكومات الوطنية الأجنبية لإساءة استخدام منصتنا على نطاق واسع لتضليل مواطنيها، وتسبب في أخبار دولية في مناسبات متعددة”.
فيس بوك ملطخ بدماء الأبرياء:
على مدار 7800 كلمة لاذعة كشفت صوفي زانج عن فشل المنصة في بناء مصداقية جيدة لها، وسمحت للحكومات بالتلاعب بالرأي العام وتمويل منشورات تروج للأخبار المزيفة، وليست الانتخابات الأمريكية لعام 2016 النموذج الوحيد لذلك، فقد شهدت دولا عربية أيضا تلاعبا بالرأي العام باستخدام فيس بوك.
وقالت: “أعلم أن يدي ملطخة بالدماء الآن”، ومن المعلوم أن المنصة استخدمت على نطاق واسع في ميانمار للتحريض ضد الأقلية المسلمة واضطهادهم.
ومرة أخرى تستخدم فيس بوك وخدماتها حاليا لنشر رسائل كراهية ضد الأقليات في الهند ومنها المسلمين المعرضين لخطر الإبادة.
إقرأ أيضا:كيف يشجع فيس بوك تعذيب الحيوانات والأطفال والقتل والإرهاب والتمييز العنصري وخطاب الكراهية؟وتؤكد التقارير أيضا استخدام فيس بوك على نطاق واسع فيما سمي بالربيع العربي وحالة الإستقطاب والصراع بين المعارضة والموالين للنظام، وهو ما أدى إلى سفك الكثير من الدماء وزهقت أرواح من الجانبين وفي صراع عبثي دمر اقتصادات الدول المحلية وحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب إقليمية وعالمية طاحنة.
ودون أن نتحدث عن حالات الظلم الفردية إذ تم التشهير ظلما بأشخاص انتهى بهم المطاف في السجن أو بالإنتحار أو قتلهم من طرف غاضبين.
لقد سلطنا الضوء كثيرا في السنوات الأخيرة بشبكة حصريات الإخباري على هذه المخاطر وحذرنا كثيرا من أن المنصة الاجتماعية تقوم بأكثر من دورها الطبيعي ولها تأثير سيء على المجتمعات.
الرقابة الشديدة ليست حلا، لكن ينبغي أن تقوم المنصة بإصلاح المشكلة، والتحقق من مصادر الأخبار التي تنتشر على الموقع.
في حوار مع صحيفة الجارديان قالت عالمة البيانات من أصول صينية: “حاولت إصلاح هذه المشكلة داخل فيس بوك… تحدثت إلى مديري، ومدير مديري، وفرق مختلفة، والجميع حتى نائب رئيس الشركة بتفصيل كبير، حاولت مرارًا حث الناس على إصلاح الأشياء … عرضت البقاء مجانًا بعد أن طردوني وقالوا لا، كنت آمل أن أقنع الناس بتغيير الأشياء لكن الأمر لم يحدث”.
كيف يحدث التلاعب على فيس بوك:
تنشئ الجهات التي تريد التلاعب صفحات لها متابعين وجمهور بالفعل أو تمولها، وهي تعمل على نشر المنشورات وتحصل على الكثير من التفاعل من خلال الذباب الإلكتروني، وبعضها هي حسابات مسروقة أو تم شراءها، والآن ربما تدرك لماذا يسعى كثيرون لسرقة حسابات فيس بوك خصوصا إذا كانت قديمة؟
إقرأ أيضا:تطبيق تخزين الصور بديل صور جوجل Google Photosكما أن الشركة ترحب بالإعلانات والترويج المدفوع للمنشورات لهذا فإن الكثير من الاخبار المزيفة يتم الترويج لها على نطاق واسع من خلال الإعلانات.
كل هذا يجعل المنشورات التي تنشر السم في المجتمع تظهر في المقترحات ولأكبر عدد من متابعي تلك الصفحات، وتحصل على الكثير من إعادة المشاركة.
وبطبيعة الحال فقد تم تصميم خوارزمية فيس بوك لتقليل ظهور المنشورات التي لا تحصل على الكثير من التفاعل، والتركيز على ابراز المنشورات التي تشهد الكثير من التعليقات وإعادة المشاركة وردود الأفعال.
تم تعيين صوفي زانج للعمل في فريق جديد نسبيًا مكرس لمكافحة “المشاركة الزائفة” الإعجابات والتعليقات والمشاركات وردود الفعل التي تتم بواسطة حسابات غير أصلية أو مخترقة، لكن رغم ذلك فالمسؤولين الكبار في الشركة غير متحمسين لقتل تلك المشكلة.
تعد الأحداث الرياضية والسياسية والإقتصادية والفنية مهمة على فيس بوك ويكسب المال من خلال بقاء المستخدمين والتفاعل مع المحتوى، وهي الأحداث التي تشهد جدلا عادة ونشرا لمعلومات مغلوطة وأخبارا مزيفة.
تظهر الغالبية العظمى من المشاركة الوهمية على فيس بوك في المنشورات أو الصفحات بواسطة الأفراد أو الشركات أو العلامات التجارية ويبدو أنها ذات دوافع تجارية.
لكن وجدت عالمة البيانات أن الكثير من الجهات السياسية والمعارضين والحكومات استخدموا تلك المشاركات المزيفة للتأثير على الرأي العام وتوجيهه أيضا.
إقرأ أيضا:آلان تورنغ أب الحواسيب وقاهر هتلر وفخر المثلية الجنسيةفيس بوك العربي سيء للغاية:
واكتشفت بالفعل مجموعات مشبوهة تقوم بنفس التلاعب في أذربيجان والمكسيك والأرجنتين وإيطاليا، وأضافت شبكات في الفلبين، وأفغانستان، وكوريا الجنوبية، وبوليفيا، والإكوادور، والعراق، وتونس، وتركيا، وتايوان، وباراغواي، والسلفادور، والهند، وجمهورية الدومينيكان، وإندونيسيا، وأوكرانيا وبولندا ومنغوليا.
تفاوتت استجابة فريق السياسة للقضايا التي كشف عنها صوفي على نطاق واسع، ضغط موظفو السياسة من أجل التحقيق بسرعة في شبكات الحسابات المزيفة في كوريا الجنوبية وتايوان وأوكرانيا وإيطاليا، مع السماح للأخرى بالبقاء لأشهر دون اتخاذ إجراء ضدها لأنها تستهدف بلدانا أقل أهمية من الأسواق الرئيسية التي تشتكي من سياسات ومشاكل فيس بوك.
وهذا يعني أنه في الوقت الذي تتعامل فيه الشركة مع التلاعب بحزم في الولايات المتحدة، فإنها تتركه يستمر على فيس بوك في العراق والسعودية ومصر والمغرب لأن المستخدمين والرأي العام في هذه الدول لا يضغط لمحاربة الذباب الإلكتروني والتلاعب والوعي بخطورة ذلك أقل في المنطقة للأسف.
ويعد الإستقطاب الديني في المنطقة شائعا على فيس بوك، ويمكن أن تصادف منشورات تعرض صورة يهودي وآخر مسلم وتشهد حالة من التصويت وهناك الكثير من خطاب الكراهية الدينية.
وليس لدى الشركة مشكلة في ذلك ما دام الامر يبقي المستخدمين في المنصة، وهي تحقق أرباحا متنامية من الإعلانات في المنطقة.
حقيقة تغيير اسم فيس بوك ومستقبل التواصل الإجتماعي
كل ما نعرفه عن تسريبات فيس بوك الجديدة 2022
أزمة هوية انستقرام تحث سيطرة فيس بوك وخطر تيك توك
نهاية مجانية فيس بوك وانستقرام لمستخدمي آيفون