علوم

السر وراء موضة حرق القرآن الكريم وإهانة النبي محمد

يبحث الملاحدة المتطرفين عادة عن الشهرة وأيسر طريق لذلك هو استفزاز المسلمين، أكثر أمة تغضب عندما يتطاول أحدهم على القرآن أو النبي محمد.

يعد حرق القرآن والكتب المقدسة الأخرى عملا سيئا مسيئا، وينبع عن التطرف، وهو أمر يلجأ إليه الملاحدة خصوصا العرب الذين كانوا في وقت سابق من المسلمين.

بسبب أحداث معينة في حياتهم وصدمات نفسية واجتهادات منهم انتهى بهم المطاف بعيدا عن الدين الإسلامي، ووجدوا أنفسهم في الإلحاد ينكرون وجود الله.

وهؤلاء بعضهم يختار الإحتفاظ بالفكر الجديد لنفسه لكن الكثير منهم يعلنون عن اعتقادهم الجديد ويهاجمون عقيدتهم القديمة، وفي هذه الحالة هي الإسلام.

ويعد اللاجئ العراقي سلوان موميكا المقيم في السويد نموذجا لهؤلاء الملاحدة، وقد اختارا إلحادا متطرفا يهاجم من خلاله ديانته القديمة ويشجع على حرق القرآن.

من جهة أخرى فقد رأينا عدد من الرسامين والمجلات المختلفة تنشر رسومات مسيئة للنبي محمد، عدد من هذه الرسومات هي قائمة على أحاديث نبوية تزعم أن النبي كانت له حياة جنسية اباحية، إضافة إلى تشجيعه اغتصاب النساء في الحروب والسبي وتجارة الرق.

كل هؤلاء الرسامين والجهات تبحث عن الشهرة وتحقيق دخل مالي، وقد حققت صحيفة شارلي إبدو الفرنسية الشهرة باستخدام هذه الطريقة واثارة الجدل.

تشتهر صحيفة “شارلي إبدو” (Charlie Hebdo) بأنها صحيفة فرنسية ساخرة تنشر كاريكاتيرات ورسوماً كوميدية، وتتناول في محتواها الأحداث السياسية والاجتماعية والثقافية بشكل ساخر وجريء. وتعتبر الصحيفة من أكثر الصحف الفرنسية شهرة وتأثيراً في الرأي العام الفرنسي والعالمي.

إقرأ أيضا:700 مليار دولار سنويا لدول أفريقيا لمواجهة التغير المناخي

ولكن على الرغم من شهرة الصحيفة، فقد تعرضت لهجوم إرهابي في يناير 2015، حيث تعرض مقر الصحيفة في باريس لهجوم من قبل مسلحين إسلاميين، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً، بينهم رسامون وصحفيون في الصحيفة، وهذا الهجوم أثار جدلاً واسعاً حول حرية التعبير والتسامح وتحدث عنه العديد من وسائل الإعلام العالمية.

واليوم يبحث سلوان موميكا عن الشهرة من خلال حرق القرآن الكريم، لهذا فقد تمكن من القيام بذلك للمرة الثانية، المرة الأولى في عيد الأضحى الماضي، ورغم تعرضه للتهديدات إلا أنه فعلها مجددا.

تاريخياً، حدثت عدة أحداث لحرق القرآن على يد بعض الأفراد أو المؤسسات، ومن بين هذه الأحداث:

في عام 2001، قامت قوات الاحتلال الأمريكية بحرق نسخ من القرآن في معتقل غوانتانامو بكوبا، مما أثار غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم وأدى إلى احتجاجات وأعمال عنف في بعض البلدان.

في عام 2005، نشرت صحيفة دانماركية يسارية اسمها “يولاندس بوستن” رسوماً كاريكاتورية تسخر من النبي محمد صلى الله عليه وسلم، مما أثار غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم وأدى إلى احتجاجات وأعمال عنف في بعض البلدان.

في عام 2010، قام القس تيري جونز بحرق نسخة من القرآن في كنيسة في ولاية فلوريدا الأمريكية، وهو الأمر الذي أثار غضب المسلمين في جميع أنحاء العالم وأدى إلى احتجاجات وأعمال عنف في بعض البلدان.

إقرأ أيضا:هذه آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ وهذه نهايتها

في كل مرة يتحرك المسلمين بقوة لمواجهة تلك الأعمال بالإحتجاجات والمظاهرات وحتى دعوات مقاطعة البلد الذي يستضيف تلك الأنشطة، وقد سحب العراق في الساعات الماضية سفيره من السويد والتي تسامحت مع حرق القرآن للمرة الثانية.

إقرأ أيضا:نهاية الحرب بين ايران وإسرائيل بالإتفاق حول غزو رفح

ويهاجم المسلمين هذا البلد الأوروبي الذي اعتمد قوانين ديمقراطية تكفل حرية التعبير للجميع، وهي لا ترفض حرق القرآن أو الإنجيل أو التوراة وتكفل لأي شخص يريد حرق أي كتاب فعل ذلك.

من المؤكد أنه لو لم يتفاعل الرأي العام الإسلامي بغضب مع قيام سلوان موميكا بحرق القرآن وتجاهل الناس أخباره لظل مجرد نكرة لكنهم قدموا له ما يبحث عنه، الشهرة والظهور في عناوين الأخبار.

إقرأ أيضا:

كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟

عن الإسلام الذي ينشره أندرو تيت بين المراهقين والشباب

تركيا دولة علمانية يرفض شعبها الدستور الإسلامي

موقف الإسلام والمسيحية واليهودية من الذكاء الإصطناعي

أعداء الديمقراطية والعلمانية في الهند وإسرائيل والعالم العربي والإسلامي

السابق
بداية نهاية عصر فيس بوك وكيف أن سناب شات هو المستقبل
التالي
معنى اسم مشاعل وصفات حاملته وحكم تسميته في الإسلام