في شمال أفريقيا وحتى في الكثير من دول العالم يتصور الناس عند سماع السعودية أنها صحراء شاسعة والناس يعيشون هناك في الخيام ولم يتغير الوضع كثيرا إلا بعد ثورة النفط.
هذه الصورة النمطية الخاطئة عن السعودية وبلاد الحجاز عموما، تشكلت ربما عن جهل وربما هناك من تعمد صناعتها وترويجها، واليوم عندما يسمع أحدهم أن السعودية أكبر دولة سياحية في العالم العربي، يجادل ويؤكد أن المملكة ليس لديها سوى مكة والمدينة المنورة وأنها الملايين من هؤلاء السياح هم من المعتمرين والحجاج.
حاليا مع تركيز الرياض على التسويق للسياحة والوجهات السياحية في المملكة يكتشف السعوديون أنفسهم جمال بلادهم وما تزخر به من إمكانيات لجذب السياح ويكتشف العالم أيضا تلك الحقيقة.
على الرغم من أن الصحراء الكبرى (الربع الخالي) تشكل جزءًا كبيرًا من المناظر الطبيعية في المملكة، إلا أن هناك أيضًا مناطق أخرى غير صحراوية.
تضم السعودية مجموعة متنوعة من المناظر الطبيعية بما في ذلك الجبال، والسهول، والسواحل، والوديان، والأودية، والبحار، والمسطحات المائية الداخلية.
على سبيل المثال، في المنطقة الغربية من المملكة، توجد سلاسل جبال الحجاز التي تمتد على طول الساحل الغربي وتتميز بتضاريس متعرجة وواديان عديدة، كما توجد مناطق جبلية في المناطق الشمالية والجنوبية من البلاد.
بالإضافة إلى ذلك، هناك مناطق سهلية ووديان في المنطقة الشمالية الغربية مثل وادي الرمة ووادي الدواسر، وتمتد سهول الأحساء في المنطقة الشرقية وتعتبر منطقة زراعية هامة.
إقرأ أيضا:مميزات الشعاع الحديدي الإسرائيلي ومقارنة مع القبة الحديديةأما عن السواحل، فتمتد الساحل الغربي للمملكة على البحر الأحمر وتوجد به شواطئ رملية ومناطق غنية بالشعاب المرجانية.
ومن المناطق غير الصحراوية في السعودية نجد، سهول الأحساء والقطيف، التي تعتبر مناطق زراعية هامة بفضل توفر المياه الجوفية والري الصناعي، ولا ننسى منطقة عسير تشمل جبالاً شاهقة وودياناً خضراء، مدينة أبها والمناطق المحيطة بها تتميز بمناظر طبيعية جميلة ومزارع غنية بالأشجار والنباتات.
ولا ننسى المنطقة الجنوبية التي تتضمن مناطق مثل جازان ونجران وعسير الجنوبية، وتتميز بتضاريس متنوعة تشمل سهولاً وجبالاً وودياناً وأودية مائية.
كل هذه المناطق التي لا تحتسب ضمن صحراء السعودية على مر التاريخ، كانت هي أكثر المناطق السكنية في القديم عندما كان يعيش اهل الصحراء من الرحال بالحجاز في الخيام وينتقلون من منطقة إلى أخرى، حينها كانت هناك بيوت ومعمار واستقرار في المناطق التي يوجد بها الماء والزراعة.
هناك العديد من المحميات الطبيعية في السعودية التي تهدف إلى حماية التنوع البيولوجي والمحافظة على المناظر الطبيعية الهامة، أولها محمية طيبة التي تقع في منطقة المدينة المنورة وتعد أحد أهم المحميات في المملكة، والتي تحتوي على تشكيلات صخرية ووديان ومناظر طبيعية ساحرة.
تقع في منطقة العلا محمية وتضم مجموعة من الجبال والوديان والمواقع الأثرية، تعد موقعًا مدرجًا في قائمة التراث العالمي لليونسكو، ونجد في جازان مناظر طبيعية ساحرة مثل الشلالات والأودية والسهول الخضراء.
إقرأ أيضا:هل الماسونية منظمة شريرة وما هي ممارساتهم التي تثير الشكوك؟من جهة أخرى نجد أن تاريخ المباني في السعودية يمتد لعدة قرون، وهناك القلاع التي تركها الإستعمار البرتغالي في القرون الوسطى.
إقرأ أيضا:هل يقود بوتين جيشه إلى حرب روسيا وفنلندا كما فعل ستالين؟حسب مصادر رسمية نجد أن 30% من أراضي المملكة العربية السعودية مغطاة بالصحاري الرملية وتصل هذه النسبة في بعض الإحصائيات إلى 40% وهذا يعني أن غالبية المساحة هي هضاب وجبال وجغرافيا مختلفة.
مع التسويق للسياحة إلى السعودية سيتعرف العالم على هذه الحقائق التي تفند تماما تلك الصورة النمطية الخاطئة عن المملكة السعودية والتي تصورها أنها صحراء في أغلبها.
إقرأ أيضا:
شعب غزة يؤيد التطبيع مع إسرائيل بعد المملكة العربية السعودية
تفاصيل استثمار السعودية 38 مليار دولار في صناعة ألعاب الفيديو
معصيتي راحتي: عن الدعارة والمثلية في السعودية
خطة ربط إسرائيل بالمملكة العربية السعودية عن طريق السكك الحديدية
ايران ستمنع السعودية والكويت من حقل الدرة للغاز
تفاصيل مفاوضات التطبيع بين السعودية وإسرائيل المسربة