علوم

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين

تعد السياسة الخارجية الإماراتية شريرة لمن لا يفهم عقل القائد البراغماتي الأمير محمد بن زايد، الذي يقول خصومه بأنه شيطان العرب، فيما نعتبره من أذكى القادة العرب.

وتقود الإمارات سياسة في مجملها غير تقليدية بالنسبة للدول العربية التي تعودت على المواقف المتشددة سواء مع اليساريين أو الإسلاميين، والشعارات التي أثبت الزمن وحده أنها لم تأتي سوى بالخراب للدول المتورطة، ولدينا في العراق وسوريا ولبنان واليمن وليبيا أبرز الأمثلة.

في هذا المقال سنتكلم بالتفصيل عن السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل وايران وروسيا وأمريكا والصين ودورها في الشرق الأوسط.

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل

تقود الإمارات الموجة الثانية من التطبيع العربي الإسرائيلي الذي بدأ فعليا خلال أغسطس 2020، وهي تتبنى رؤية واضحة، من الخطأ البقاء على موقف معادي لدولة إسرائيل.

لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي يجب أن يلعب العرب دور الوساطة بما أن الحروب العربية الإسرائيلية انتهت منذ حرب أكتوبر 1973.

تعترف الإمارات بأن العرب كانوا جزءا من المشكلة، مع خروج بريطانيا واقتراحها دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيلية فيما القدس مدينة دينية دولية محايدة مثل الفاتيكان، كان رد فعل العرب سلبيا وهاجمت مصر والأردن وسوريا والعراق الدولة الحديثة.

اليوم نحن أبناء اليوم والمشروع الأساسي لدولة الإمارات هو السلام في الشرق الأوسط، وهذا يتوافق مع موقف السعودية دولة أخرى يقول قائد رؤيتها الكبرى الأمير محمد بن سلمان أن الشرق الأوسط هي أوروبا الجديدة.

إقرأ أيضا:سيناريو نهاية حرب روسيا وأوكرانيا

تحافظ الإمارات على علاقاتها مع إسرائيل رغم الحرب في غزة، ومن جهة أخرى تأمل في حل لهذا الصراع الدموي، ويمكنها أن تقدم دحلان بديلا لعباس على رأس الحكومة الفلسطينية وتشارك في مرحلة ما بعد حماس بالقطاع.

لا تريد الإمارات توسيع حرب غزة لتشمل دول أخرى وقد مارست الضغط على سوريا من خلال قنواتها المباشرة وأيضا من خلال روسيا.

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه ايران

حتى في أسوأ أوقات العلاقات الخليجية الإيرانية حافظت الإمارات على علاقاتها مع ايران، وكانت التجارة بين البلدين مزدهرة كما ان الكثير من رجال الاعمال الإيرانيين ينتقلون إلى دبي وهناك ينشؤون شركاتهم ويمارسون أنشطتهم التجارية وهذا أفضل لهم من بلدهم المحاصر اقتصاديا.

لكن الخلافات بين البلدين واضحة في اليمن وسوريا والعراق ولبنان وحتى في فلسطين، حيث تدعم ايران حماس، في المقابل تحارب الإمارات الإسلام السياسي والتطرف الذي تروج له تلك الحركات ومنها الجناح العسكري للإخوان في غزة.

ولا ينبغي أن ننسى أن هناك نزاع مباشر بينهما وهو حول الجزر التي تحتلها ايران وتدعي أنها جزء من الدولة الإيرانية التي تطالب أيضا بالبحرين.

تعرف جيدا الإمارات أن ايران دولة توسعية ولديها طموحات لنشر التشيع والخطاب السياسي الإسلامي الشيعي في المنطقة، وهي تواجه ذلك بالخطاب العقلاني والمشروع الإبراهيمي الجديد.

إقرأ أيضا:خازوق سوريا بشار الأسد لإيران وحزب الله

تعتبر الإمارات إيران منافسًا استراتيجيًا في المنطقة، وتراقب بعناية تحركاتها وتأثيرها على الأمن والاستقرار، وفي ذات الوقت هي مهتمة للتعاون معها وتقريبها مع الدول السنية وكذلك إسرائيل.

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه روسيا وسوريا

تستغل الإمارات مثل حليفتها وشريكتها الهند العقوبات الغربية المفروضة على روسيا لمصلحتها، حيث زادت التجارة بين روسيا والإمارات العربية المتحدة بنسبة 68% تقريبًا على أساس سنوي لتصل إلى 9 مليارات دولار في عام 2022، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية تاس، وشكلت الصادرات الروسية إلى الإمارات العربية المتحدة 8.5 مليار دولار أمريكي من هذا الإجمالي.

ومن جهة أخرى استقبلت الإمارات الآلاف من الروس الذين هربوا من روسيا باحثين عن دولة محايدة لا يتعرضون فيها للعقوبات ولا للأضرار نتيجة مشاكل الإقتصاد الروسي المحاصر.

وتعترف روسيا بشرعية جهود الإمارات في استعادة جزرها المحتلة من ايران، كما تستخدم الإمارات علاقاتها مع روسيا للحد من تصرفات ايران وحلفائها في المنطقة.

وتراهن أبوظبي على روسيا لتغيير موقف بشار الأسد من ايران، وابعاد الإيرانيين عن سوريا ولبنان وأيضا تخفيض التوتر الموجود في تلك المنطقة على الحدود مع إسرائيل.

وفي أكتوبر، حذرت الإمارات الرئيس السوري بشار الأسد من التدخل في الحرب أو السماح بشن هجمات على إسرائيل من الأراضي السورية، إن منع توسع الحرب هي مصلحة أمريكية واماراتية مشتركة.

إقرأ أيضا:كوشنر: هذا مصير ايران وأدواتها بعد مقتل حسن نصر الله

لعبت الإمارات دوراً رئيسياً في إعادة سوريا إلى الحظيرة العربية والإسلامية بعد تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية لمدة عقد من الزمن بسبب سلوكها في الحرب الأهلية.

لكن هناك مخاوف الإمارات العربية المتحدة بشأن زيادة التعاون العسكري الروسي الإيراني، فيما تبدو روسيا مستاءة من القيود الإماراتية على إعادة تصدير السلع الحساسة المستخدمة لأغراض عسكرية في أوكرانيا إلى روسيا.

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه الولايات المتحدة

تعد الإمارات شريكا استراتيجيا للولايات المتحدة في المنطقة وهي تلعب دورا مهما في توسيع اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل التي تقدمها أمريكا من أجل فرض السلام في المنطقة ولتركز على الصين والملفات الأخرى.

وهذا الأسبوع، وفي إشارة إلى نيتها الحفاظ على العلاقات على قدم المساواة، وافقت إدارة بايدن على بيع 18 نظام رادار AN/TPQ-50 للإمارات بقيمة 85 مليون دولار، النظام عبارة عن رادار مضاد للبطارية مصمم لتحديد وتتبع النيران غير المباشرة الواردة، بما في ذلك الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون.

وقال البنتاغون في بيان إن “الإمارات العربية المتحدة شريك حيوي للولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار السياسي والتقدم الاقتصادي في الشرق الأوسط”، مضيفا أن “البيع سيدعم السياسة الخارجية والأمن القومي للولايات المتحدة من خلال المساعدة في تحسين أمن الإمارات”.

ورغم كل هذا التعاون هناك خلافات بين البلدين، ومنها التحفظ الأمريكي حول العلاقات الإماراتية الصينية، ومخاوفها من أن التكنولوجيا الأمريكية التي تقدمها لها قد لا تنقلها إلى الصين.

السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه الصين

العلاقات الصينية الإماراتية في تنامي مستمر بالطبع، وهي تركز على الجانب الإقتصاد والتجاري أكثر من أي قضايا أخرى، خصوصا وأن الصين لا تلعب دورا سياسيا مهما في هذه المنطقة.

ومن خلال الحفاظ على علاقتها مع الصين تأمل الإمارات في الحفاظ علة شريك تجاري مهم وأيضا الإستفادة من التكنولوجيا الصينية والوصول إلى الأسواق الصينية.

لكن رغم ذلك تفضل الإمارات الهند على الصين في التعامل، حيث تبيع بعض نفطها بالروبية الهندية وتعتبر الدولة الأسيوية الصاعدة الشريك التجاري الأكبر لأبوظبي.

التحالف الإستراتيجي الإماراتي الهندي، ينسجم تماما مع التحالف الرباعي الأمريكي الإسرائيلي الإماراتي الهندي، وهو يستهدف مواجهة الصين وايران والمحور الذي يملك رؤية مختلفة في القضايا بهذه المنطقة من العالم.

إقرأ أيضا:

الإمارات تحقق 6.6 مليار دولار سنويا من القمار بعد تشريعه

الشراكة مع المغرب تشعل توتر العلاقات الجزائرية الإماراتية

هل ينجح الممر الإقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا؟

دور اسرائيل في الممر الإقتصادي الهندي السعودي الأوروبي

هل الممر الاقتصادي مشروع محمد بن سلمان أم محمد بن زايد؟

صفقة الإمارات مع بنك بريكس لإضافة مصر بدلا من الجزائر

السابق
بين اختراق فيس بوك مجددا وانتهاك بيانات الأطفال على يوتيوب
التالي
استخدام النساء عبر تطبيقات المواعدة للتأثير على قرارات المستثمرين