قبل أيام شنت الصحافة الجزائرية الناطقة بالعربية والفرنسية هجوما على استضافة الرئيس الاوكراني في قمة العرب، وبعدها أعلنت أوكرانيا على لسان وزير خارجيتها دعم مغربية الصحراء.
كل هذا حدث في نفس الشهر، وهو ما يؤكد بأن العلاقات الجزائرية الأوكرانية متدهورة، وهناك خلافات واضحة بين البلدين لا يمكن اخفاؤها.
في البداية يجب أن نذكر بأن الجزائر حليف موثوق لروسيا في شمال أفريقيا، وهي تأتي في المرتبة الثانية بعد سوريا عربيا، وقد حاولت لعب لعبة الحياد التي تلعبها الدول العربية في الحرب الروسية الأوكرانية لحاجتها إلى القمح الأوكراني وعدد من المنتجات الزراعية الأخرى.
لكن في الأسابيع الأخيرة، بدأت الخارجية الجزائرية تعيش وهما لا يختلف كثيرا عن أوهامها في عصر الحرب الباردة، عندما تحالفت مع الإتحاد السوفياتي، وكان ذلك موقف الجمهوريات العربية على عكس الملكيات ودول الخليج التي راهنت على المعسكر الغربي.
في نوفمبر الماضي أعلنت الجزائر أنها تريد الإنضمام إلى دول البريكس، ومن جهة أخرى فهي ملتزمة بشراء الأسلحة الروسية رغم التحديات الكبرى التي تواجه روسيا التي يبدو انها هي التي تحتاج إلى الأسلحة في حرب الإستنزاف التي تورطت بها.
لا يخجل المسؤولون الجزائريون من مدح موسكو، ويشيدون باستمرار بالعلاقة التي تجمع البلدين والتي يعتبرون أنها قائمة على التعاون المشترك الطويل المدى.
لكن الجزائر ورغم اعلامها الذي هاجم أوكرانيا مؤخرا بسبب تبنيها موقف المغرب من الصحراء، لا تزال تحتفظ بعلاقات دبلوماسية واقتصادية مع كييف.
إقرأ أيضا:الزواج شكل من أشكال العبودية بشهادة الإسلامعقبت صحيفة Le Jeune Indépendant الجزائرية الناطقة بالفرنسية على الموقف الأوكراني بالقول: “نهج نظام كييف يبدو متحيزًا تمامًا، من خلال استحضار وحدة الأراضي، فإن القوة التي تعمل بالوكالة ضد روسيا، تحاول أن تقارن بين وحدة أراضي أوكرانيا والوحدة الترابية المزعومة للمغرب”، وأضافت أن “أوكرانيا تزيد من حدة التوتر في المنطقة المغاربية” من خلال هذا الموقف.
تكشف تصريحات هذه الصحيفة الجزائرية الموقف الحقيقي للجزائر من الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تؤمن أن الناتو يحاول ضرب روسيا من خلال أوكرانيا وأن الإتحاد الروسي يتعرض لحرب غربية كبرى ظالمة.
لهذا السبب مهما حاولت الجزائر أن تظهر بمظهر الحياد في هذه القضية، لا تستطيع أن تبتعد عن روسيا وآلتها الإعلامية التي تبرر الحرب والإعتداء على دولة مستقلة ذات سيادة.
تؤمن الجزائريين واليساريين العرب وعدد من الإسلاميين أيضا أن “العملية الخاصة الروسية” كان هدفها هو محاولة لاستعادة الأراضي الإمبراطورية المفقودة وقد تحولت إلى معركة حضارية بين قوى الخير التي تجسدها روسيا، وقوى الشر التي يطلق عليها أحيانًا “الشيطانية” التي تجسدها الولايات المتحدة وحلفائها.
استخدمت روسيا أدواتها الإعلامية القوية والتي تخاطب مشاعر عشاق الإتحاد السوفياتي واليسار ومحبي الشيوعية والعرب القوميين وحتى الإسلاميين، وهذا لتبرير حربها، ويبدو أن هناك جمهور كبير في العالم العربي متعاطف مع روسيا، فئة كان سابقا ضد روسيا في سوريا.
إقرأ أيضا:هذه آخر حرب بين فلسطين واسرائيل في التاريخ وهذه نهايتهاوبالطبع تعمل وسائل الإعلام الجزائرية وأتباعها ومن يدور في الفلك اليساري والقومي باجترار وتكرار الرواية الروسية، والتأكيد على ان أوكرانيا دولة حمقاء لأنها تدافع عن سيادتها ضد المحتل الروسي.
إقرأ أيضا:توقعات: مجاعة عالمية قادمة في هذا التوقيتوهذا ما تدركه أوكرانيا التي دعت على لسان الرئيس فولوديمير زيلينسكي في القمة العربية بالسعودية، العرب نحو مراجعة موقفهم ويتعاطفوا معها كدولة تعرضت للإحتلال، وهي ظروف عاشتها الدول العربية من قبل على يد القوى الإستعمارية في القرن الماضي.
من الواضح أن العلاقات الجزائرية الأوكرانية سيئة ومتدهورة، وتعد الجزائر ثاني بلد عربي ليس له علاقات جيدة مع أوكرانيا على غرار سوريا التي تدافع عن حليفتها روسيا.
إقرأ أيضا:
حصار الجزائر وعزلها في حال رفضها الصلح مع المغرب
من وهران إلى عسقلان: صادرات الجزائر إلى إسرائيل المتنامية
سبب انهيار الدينار الجزائري في السوق السوداء ونتائجه
أعظم انجاز حققه الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
لماذا بورصة الجزائر صغيرة ومن أسوأ البورصات العربية؟
بورصة المغرب العملاقة أكبر من سوق الجزائر 110 مرة