في ظرف وجيز أضحت الكويت لؤلؤة الخليج وأمامها المزيد من العمل
رغم أن الكويت من الدول النفطية المتضررة من تراجع أسعار النفط والبترول خلال الاشهر الماضية، إلا أنها من الدول الخليجية والدولية التي قررت تغيير استراتيجيتها بالتوجه نحو تنويع مصادر الدخل والكف عن الاعتماد الكامل بنسبة كبيرة على قطاع النفط المتقلب.
وتعد الشركات الناشئة والمشاريع الإلكترونية من الحلول التي يمكن أن تساعد دول المنطقة في تجاوز هذه المحنة التي يعيشها الإقتصاد العالمي، فكل دولة لديها مشاكلها الإقتصادية في الوقت الحالي وبالنسبة للدول النفطية فمشكلتها بالأساس هو اعتمادها على المشاريع النفطية في تحقيق الرخاء والتنمية الاجتماعية.
ومؤخرا أضحت الكويت من الدول الجذابة للاستثمارات الخارجية في مجالات السياحة والمطاعم، فيما يتجه شبابها أيضا لعمل شركات ناشئة ومشاريع تساهم في الحد من البطالة وتنعش الإقتصاد المحلي للبلاد.
وبالطبع حققت التجارة الإلكترونية نموا قويا في هذه الدولة وقد بلغ حجمها 1.26 مليار دولار والتي تساهم في النتائج المحلي للبلاد وتساهم أيضا ايجابا في ادخال العملة الصعبة من خلال العاملين على الإنترنت سواء بالعمل الحر أو اصحاب المواقع الإخبارية الكويتية الذين يحققون ايرادات من مواقعهم باستخدام برامج إعلانية عالمية.
- تواجد قوي على مواقع التواصل الإجتماعي واستهلاك لمحتويات المواقع الإلكترونية
96 في المئة من ساكنة دولة الكويت يستخدمون الشبكات الإجتماعية ومواقع التواصل الإجتماعي لأغراض مختلفة منها التواصل مع الأصدقاء والمشاركة في النقاشات وأيضا استكشاف المنتجات المتوفرة وحلول المشكلات واتخاد قرارات الشراء والبيع.
إقرأ أيضا:ماذا يعني حظر Reddit من بينج ومحركات البحث التي لا تدفع؟وبالنسبة للمواقع الإلكترونية في الكويت فهي تستقبل 320 مليون مشاهدة شهريا بمعدل بقاء في الصفحة يتجاوز 6 دقائق وهو معدل ممتاز ويؤكد أن المستخدم الكويتي يميل للقراءة بالتفصيل عوض التصفح السريع للعناوين كما هو شائع في دول “المستخدم يميل فيها للقراءة بشكل أقل”.
وهناك أكثر من 3 ملايين مستخدم للإنترنت في الكويت، وهذا العدد كبير بالنظر إلى عدد السكان الذي يصل إلى 4.2 مليون نسمة.
وتحتل الكويت حاليا الصدارة من بين دول الخليج العربي في التفاعل مع الإعلام الرقمي والتواجد عليه وهناك توجه مهم أيضا إلى سناب شات بعد فيس بوك و تويتر الشهيرين هناك.
- الصندوق الكويتي الوطني يدعم الشركات الناشئة
للدولة الكويتية مساهمة قوية في ثورة التجارة الإلكترونية التي تشهدها البلاد خلال السنوات الأخيرة، فقد أطلقت الصندوق الكويتي الوطني لتطوير ودعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وهذا بقيمة 7 مليارات دولار منذ 2013.
وبالطبع هذا ساهم في انتشار ثقافة ريادة الأعمال وظهور مساحات العمل الجماعية وأيضا الكثير من الشركات الناشئة خصوصا في مجال طلبات الطعام عبر الإنترنت.
وتحاول الجهات الحكومية ايجاد حلول لمشكلة التمويل التي يمكن أن تقابل رواد الأعمال عند بناء شركاتهم وترجمة أفكارهم إلى واقع ملموس.
- ثورة شركات طلبات الطعام عبر الإنترنت
الكثير من الصفقات التي تمت خلال الأشهر الأخيرة في مجال طلب الطعام عبر الإنترنت كان مركزها الكويت والتي تعج بأنجح الخدمات المحلية التي نجحت في بناء قواعد بيانات مهمة وغنية بالمطاعم والمقاهي الموجودة على كافة أرجاء البلاد.
إقرأ أيضا:حل مشكلة ادمان المقامرة باستخدام الذكاء الإصطناعيوتعد شركة طلبات Talabat.com من الشركات الكويتية المهمة للغاية والتي تم الاستحواذ عليها بقيمة 170 مليون دولار، فيما تخطط العديد من الشركات الألمانية والسعودية والمحلية للدخول إلى السوق الكويتية التي تنتشر فيها ثقافة طلب الطعام عبر الإنترنت وحجز المواعيد في المطاعم.
- منافس قوي لدول الخليج العربي والشرق الأوسط
أصبحت الكويت دولة منافسة في عالم ريادة الأعمال والمشاريع الإلكترونية للعديد من دول الخليج خصوصا الإمارات العربية المتحدة والمملكة السعودية وهي تملك كل مواصفات ومتطلبات التفوق على جيرانها واستقطاب الاستثمارات الخارجية في هذه المجالات.
إقرأ أيضا:عيون فيس بوك و أبل مع أمازون و علي بابا على HERE Mapsومن شأن نجاح وازدهار الشركات الناشئة الكويتية وتطوير المتوسطة في هذه المجالات أن يرفع من العملة الصعبة التي تكتسبها احتياطات الدولة وأن ترتفع مساهمات هذا المجال في الناتج المحلي، ولا ننسى أيضا الحد من أي تفشي للبطالة وتوفير فرص الشغل والتكوين للأفراد.
نهاية المقال:
منذ 2013 والكويت تتوجه إلى مجالات متنوعة بعيدا عن قطاع النفط الذي يشهد تقلبات تهدد استقرار الدول التي تعتمد عليه بنسبة أساسية، وفي ظرف وجيز أصبحت من أفضل دول الخليج العربي في دعم المشاريع الناشئة والتجارة الإلكترونية ومنافسا قويا لجيرانها وأبرزهم الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية.