سمعة ياهو مدمرة فعلا
بعد فشل ياهو في السيطرة على الأزمة القاتلة التي دفعتها لبيع أعمالها لشركة Verizon لم تنتهي حقبة المشاكل عند هذا الحد، بل تسربت معلومات وبيانات 200 مليون حساب على الخدمة دون أن تؤكد الشركة الأمريكية أي شيء أو توضح حقيقة ما حدث.
بعد صفقة استحواذ Verizon على ياهو بأسابيع قليلة أكدت ادارة ماريسا ماير التي تعمل بالوقت الحالي على انهاء بقية اجراءات الإستحواذ بالتعاون مع الإدارة الجديدة وبالتنسيق مع الجهات والسلطات التي ينتظر أن توافق على الصفقة، على أن عدد الحسابات المتضررة من عملية اختراق حصلت ما بين 2013 و 2014 تعدى 500 مليون حساب أي نصف مليار حساب مسجل لدى الشركة.
- عملية قرصنة هزت ثقة المستخدمين بشركة ياهو
هذا يعني أن عملية القرصنة تمت خلال عهد ماريسا ماير، والفضيحة أن الشركة الأمريكية لم تعترف بالمشكلة وهي كانت على علم بوصول جهات إلى قواعد بياناتها، لم تعمل الشركة على تحسين تشفير البيانات وإظهار رسالة تطالب المستخدمين بضرورة اعادة تعيين كلمة مرور جديدة، بل إنها تركت الأمور هكذا دون أي اجراء وهو ما وفر للقراصنة الوقت لتحليل البيانات والقدرة على بيعها أيضا لجهات لا نعرف هويتها.
عدم التصرف مع الأزمة والجلوس دون حلها يؤكد للداني والقاصي أن ادارة ماريسا ماير فاشلة ومستهترة حقيقة بأمن المستخدمين وهي لا تعطي للخصوصية والأمان أي اعتبار.
إقرأ أيضا:جائزة 10000 يورو مفاجأة من مفاجآت مليونير العرب خلال رمضان وعيد الفطر
- ياهو تعاونت مع الإستخبارات الأمريكية
الضربة الثانية للملايين من المستخدمين الذين وثقوا في الشركة الأمريكية، هي تعاونها بشكل متساهل مع المخابرات الأمريكية حيث قامت بفحص الملايين من الرسائل للعثور على بعض المعلومات التي طلبتها الجهة المحددة.
وكالة “رويترز” العالمية أكدت أن أوامر التجسس على المستخدمين جاءت من طرف الرئيسة التنفيذية ماريسا ماير خلال العام الماضي 2015، وأنه على اثر هذا الأمر قرر أليكس ستاموس الرئيس التنفيذي السابق لأمن المعلومات في ياهو إلى الرحيل والعمل في شركة فيس بوك المنافسة.
وتعد هذه الخطوة جريمة في نظر الملايين من المستخدمين الذين أصبحت معلوماتهم وبياناتهم وأنشطتهم مباحة للرصد والتتبع بكل سهولة.
- شركة Verizon في ورطة حقيقية الآن
تأتي كل هذه الأخبار السيئة لتدمر سمعة الشركة الأمريكية التي استحوذت عليها Verizon بقيمة 4.8 مليار دولار فقط كونها غارقة في أزمة كبيرة من الصعب الخروج منها وستحاول الشركة المالكة الجديدة استغلال خدماتها وإمكانيتها للعودة بها إلى المنافسة.
وصراحة تستطيع ياهو المملوكة لشركة Verizon تحقيق نجاح كبير خلال الفترة القادمة خصوصا وأن هناك أسس تساعد على ذلك، لكن بعد عملية القرصنة والتجسس على المستخدمين الأمر اصبح معقدا للغاية ومحبطا للمسؤولين في الشركة.
إقرأ أيضا:مشكلة الذكاء الإصطناعي في يوتيوب وحياتناكبير المحامين في Verizon السيد Craig Silliman قال أن لديهم أدلة بأن ياهو تعلم عن تسريب البيانات، وأنهم يشعرون بالحزن من أن ادارة ماريسا ماير لم تخبرهم بهذه الحادثة.
- إمكانية الإنسحاب من الصفقة ممكن أو التعديل على قيمتها
شركة Verizon توصلت إلى صفقة الاستحواذ على ياهو بقيمة 4.8 مليار دولار بصعوبة، والآن مع هذه الأحداث المأساوية يمكن مراجعة قيمة الصفقة وتقليصها.
إقرأ أيضا:5 طرق يدمر بها فيس بوك علاقات الزواج ويشجع على الطلاقوقد تنسحب الشركة في حالة رأت أنه ليس في صالحها هذه المغامرة بالرغم من أن السلطات التنفيذية وافقت على تتمة بقية اجراءات الصفقة.
ما يجب أن نعرفه بالوقت الحالي أن الشركة المستحوذة تشعر بالحزن وأنه بسعر 4.8 مليار دولار هي لن تربح كثيرا لأنها حصلت على شركة غارقة في الأزمة والمشاكل الأمنية وسمعتها صفر بالوقت الحالي، بل إن الملايين من المستخدمين يوميا يعملون على حذف حساباتهم والتخلص منها.
نهاية المقال:
قد تبدو قيمة 4.8 مليار دولار التي دفعتها Verizon لشراء ياهو قليلة في نظرك، لكن هذه هي قيمتها الحقيقية قبل المآسي الجديدة المعلن عنها والتي تتعلق بسوء أمن خدماتها وتجسسها على الملايين من المستخدمين بالتعاون مع المخابرات الأمريكية.