من صلاة إلى صلاة ومن جمعة إلى جمعة نردد أدعية التواكل الكثيرة التي تعلمنا الكسل وانتظار أن تحل مشاكلنا على يد قوة خفية، وها هو زلزال المغرب بعد تركيا وسوريا وزلازل اندونيسيا وفيضان باكستان يمنحنا فرصة للعودة إلى المنطق.
أغلب المنازل التي سقطت في هذه الزلازل والكوارث هي قديمة متهالكة، تعيش فيها أسر كثيرة بقرى وضواحي المدن وحتى في قلب المدن الكبرى هناك تلك المنازل المغشوشة في البناء أو التي تم بناءها بدون التفكير في ما سيحصل لها عند حصول هزة زلزالية.
لا ينفع الدعاء بعد أن جاءت الكارثة ووجدت الكثير من المنازل القديمة والمتهالكة في طريقها، هذا العدد الكبير من الضحايا منازلهم غير مصممة لمواجهة الزلزال، وهذه حقيقة واضحة.
منذ اللحظة الأولى للزلازل غرقت الشبكات الاجتماعية بالأدعية سواء من المغاربة أو المسلمين من بقية الدول أو حتى اتباع الديانات الأخرى في مختلف بقاع العالم.
كانت الأمنية بعد حدوث الكارثة هي أن لا يكون هناك خسائر كبرى على المستوى البشري والمادي، وللأسف لم تمضي سوى ساعات قليلة حتى تلقينا تقارير بالمئات من القتلى.
تعدى عدد القتلى حاليا 1300 قتيلا، والعدد في تزايد ويرى الخبراء أن الحصيلة الإجمالية يمكن أن تصل إلى 2000 قتيل على الأقل خصوصا وأن هناك مئات من الجرحى في حالات خطيرة.
إقرأ أيضا:لماذا أراد الملك الحسن الثاني انضمام اسرائيل للجامعة العربية؟هذا ما حدث كم قبل في تركيا وسوريا ولبنان قبل أشهر، وسيتكرر دائما وسيجد للأسف الدول العربية والإسلامية معظمها لا تتوفر على البناء المقاوم للزلازل.
ترميم المباني القديمة للحفاظ على التراث لا ينفع، لكن بناء شيء جديد ولو على المظهر القديم والتقليدي أفضل من إبقاء تلك المنازل والمنشآت تنتظر زلزالا جديدا وتسقط على الأهالي والسكان.
الزلازل هي حدث طبيعي يحدث عندما يحدث انزلاق أو انكسار في قشرة الأرض، وتترافق الزلازل عادةً مع اهتزازات قوية. عندما يتسبب الانكسار في إطلاق الطاقة العملاقة المخزنة في الصخور، يحدث اضطراب في القشرة الأرضية يشمل الاهتزازات والهزات الأرضية، وهي ظاهرة يومية تحدث في مختلف أنحاء العالم وفي مناطق أكثر من أخرى، وتعد اليابان واندونيسيا وتايوان من الدول التي تتعرض كثيرا لهذه الكوارث والتي عملت على الإستثمار في التنبؤ وأيضا تحديث المنشآت.
المنازل المقاومة للزلازل هي المنازل التي تم تصميمها وبناؤها بطرق تساعد في تقليل التأثيرات الضارة للزلازل على المباني وحماية سكانها.
يتم تصميم المنازل المقاومة للزلازل بناءً على معايير ومبادئ هندسية متقدمة تهدف إلى تحقيق قوة واستقرار أفضل، يتضمن ذلك استخدام هياكل قوية مثل الأعمدة والجسور المقاومة للزلازل والقواعد المتينة التي تعزز استقرار المبنى.
كما يتم استخدام مواد البناء المقاومة للزلازل مثل الخرسانة المسلحة والصلب عالي المقاومة والألياف الزجاجية المقواة، تساهم هذه المواد في زيادة قوة المبنى وقدرته على تحمل الاهتزازات الزلزالية.
إقرأ أيضا:هل ستتحول جائحة كورونا إلى وباء مستوطن في عام 2023؟يتم تثبيت جميع العناصر الهيكلية للمبنى بشكل صحيح وقوي باستخدام تقنيات التثبيت الملائمة، يجب أن يكون لديها ربط قوي بين الجدران والأعمدة والسقوف لتعزيز استقرار المبنى.
يمكن استخدام تقنيات مثل العوازل المضادة للزلازل والمطاطية والمباني المتعلقة لتقليل تأثير اهتزازات الزلزال على المبنى، تساهم هذه التقنيات في توزيع القوى وتخفيف تأثير الاهتزازات على الهيكل.
يمكن تقديم تعزيزات إضافية للأنظمة الداخلية مثل تقوية الجدران وتأمين الأثاث والأجهزة الكهربائية بشكل جيد لتقليل حدوث أضرار أثناء الزلازل.
تصميم وبناء المباني المقاومة للزلازل يتطلب خبرة هندسية متخصصة والالتزام بالمعايير البنائية المحددة، وتختلف متطلبات المقاومة للزلازل من منطقة إلى أخرى، حيث تعتمد على نشاط الزلازل والظروف الجيولوجية المحلية.
إقرأ أيضا:المال أساس كرة القدم والكل رابح إلا المشجع المغفليجب على السلطات أن لا تتساهل في موضوع جودة وقوة المنشآت والمباني وتخضع الجديدة منها للمراجعة وإعادة النظر في القديمة. بطبيعة الحال سيتطلب هذا سنوات من الإنفاق الحكومي وبالشراكة مع القطاع الخاص وتحديث المنشآت في مختلف المدن، ومن الأفضل البدء بالضواحي والقرى والمناطق حيث البنايات المأهولة بالسكان والتي لا تتحمل زلازل ما أكثرها.
إقرأ أيضا:
توقعات روسية: زلازل كثيرة وأكبر بعد زلزال تركيا 2023
هل تحديد موعد الزلزال القادم في أي مكان بدقة ممكن؟
ما الذي يمكن أن تفعله لتجعل بيتك أكثر أمنًا ضد الزلازل؟
كيف تحدث الزلازل وأسباب الهزة الأرضية المتكررة
عدد الزلازل سنويا وعدد القتلى كل عام وحقائق مهمة
لماذا زلزال تركيا اليوم لن يكون الأخير ودمار اسطنبول قادم؟
