بلوك تشين والعملات الرقمية المشفرة في عالم الإعلانات على الإنترنت
لاشك أن الإعلانات هي أوكسجين مواقع وخدمات الإنترنت المجانية والتي تشكل أغلبية المعروض لرواد الشبكة العنكبوتية، وهي مواد ممولة تظهر بشتى الأشكال والأحجام على صفحات الويب وتروج لمنتجات وخدمات شركات ومعلنين بكافة اللغات وفي كافة المجالات.
أشرنا سابقا إلى أنه “لا يوجد شيء مجاني”، مقابل الأخبار والمقالات والتحليلات التي تقرأها على صحيفة إلكترونية تربح هذه الأخيرة من ضغطاتك على الإعلانات التي تظهر لك، ونفس الأمر عندما تشاهد مقاطع الفيديو على يوتيوب أو منصة أخرى تظهر لك الإعلانات، تشاهد المحتوى مجانا ويحصل الناشر على الأرباح من المشاهدات.
لكن قطاع الإعلانات على الإنترنت يعاني من مشاكل عديدة، لا مجال لنستمر في التغاضي عنها أو نفيها فهي موجودة وبقوة أيضا وهناك رهان على أن بلوك تشين ستحل هذه المشاكل.
-
عيوب الإعلانات على الإنترنت
في البداية نجد أن صناعة الإعلانات على الإنترنت تتحكم بها شركات عملاقة عديدة، في مقدمتها كل من جوجل وفيس بوك وياهو و مايكروسوفت، هذه الشركات تلعب دور الوسيط بين المعلن والناشر وهي تحصل على أرباح جيدة ولا تكشف عن حصتها ولا تلتزم بالشفافية.
يظهر إعلان على موقع الناشر، وعندما يضغط عليه الزائر يحصل صاحب الموقع على مقابل مادي يبدأ من 0.01 دولار ويمكن أن يصل إلى بضعة دولارات بعض الأحيان، وبالطبع هذه حصة قليلة مقابل ما دفعه المعلن خصوصا إن تمت مبيعة أو تحويلة من خلال تلك الضغطة على الإعلان.
إقرأ أيضا:وداعا دوبيزل أهلا OLX: حقائق قد لا تعرفها عن صفقة الاستحواذهذا يعني أن أسعار النقرات تتحكم بها الشركات الإعلانية الوسيطة، إضافة إلى الإعلانات التي تظهر للزوار على موقع أو تطبيق الناشر.
نتحدث عن غياب الشفافية وقلة التحكم واحتكار غالبية الأرباح من هذه الشركات، بالتالي فأرباح الناشرين هي أقل من المتوقع دائما حتى وإن كانت كبيرة مع كثرة الزيارات والضغطات.
تعمل تلك البرامج الإعلانية التي تظهر الإعلانات على مختلف المواقع على جمع معلومات الزوار والمستخدمين، لتعرض لهم إعلانات ملائمة لهم، وبالطبع تورطت بعضها في انتهاك خصوصية المستخدمين وفي مقدمتها فيس بوك.
وفق هذا الواقع لا يثق الزوار والمستخدمين بالناشرين ولا المعلنين ولا البرامج الإعلانية الوسيطة، لهذا تنتشر المتصفحات التي تتوفر على ميزة تعطيل الإعلانات، وهناك أيضا الكثير من إضافات حجب الإعلانات.
-
كيف ستعمل بلوك تشين على إصلاح قطاع الإعلانات على الإنترنت؟
هناك رهان كبير على تقنية بلوك تشين وقدرتها في إصلاح قطاع الإعلانات على الإنترنت بشكل عام، وأول شيء ستفعله هذه التقنية هي حذف الوسطاء والتخلص منهم، وقد بدأت بالظهور منصات إعلانية تجمع بين المعلنين والناشرين لكن لا تلعب دور الوسيط التقليدي.
توفر هذه المنصات عقد اتفاقيات موثوقة وحصول الناشرين على أرباح أكبر، حيث لا يوجد وسيط يسيطر على الأرباح أو يتحكم بها، هذا يعني أن المعلنين لن ينفقوا الكثير من أجل الحصول على نتائج مرضية، حيث سيتم التقليل من تكاليفهم وبالتالي الرفع من هامش الربح بالنسبة لهم.
إقرأ أيضا:أزمة شركة دبليو دبليو إي WWE واستحواذ أمازون أو آبل عليهاسيتحكم الناشرين في الإعلانات التي تظهر على مواقعهم الإلكترونية وتطبيقاتهم، وبالتالي منع أي إعلانات تسيء إلى الزوار والمستخدمين.
أما المستخدمين فسيتحكمون في خصوصيتهم، حيث سيكون بإمكانهم في ظل نظام بلوك تشين في التحكم بحجم البيانات التي سيسمحون بمشاركتها، كما يمكنهم بيع بياناتهم مقابل الحصول على مقابل مادي.
في ظل نظام بلوك تشين سيكون الجميع سعيدا، الناشرين والمعلنين والمستخدمين والزوار على حد سواء، لكن بالطبع الخاسر الأكبر هي الشركات الإحتكارية التي تتحكم في هذا القطاع حاليا.
إقرأ أيضا:يوتيوب و واشنطن بوست يحاربان اضافات AdBlock-
زيادة أرباح الناشرين والمعلنين
مع حذف الوسطاء والشركات الإعلانية التي تلعب دور الوسيط والتي تمتص جيوب المعلنين وتبخل على الناشرين، سيحصل الناشرين على سعرا أعلى مقابل كل ضغطة ما يعني زيادة العائدات والأرباح، فيما سيتمكن المعلنين من التقليل من الميزانيات التي ينفقونها على الإعلانات واستثمارها في تطوير منتجاتهم، أو زيادة هامش الأرباح الصافية.
نهاية المقال:
من المنتظر أن تعمل بلوك تشين على إصلاح قطاع الإعلانات على الإنترنت وزيادة أرباح الناشرين والتقليل من التكاليف على المعلنين وإرضاء المستخدمين الذين يمكنهم الربح من بيع بياناتهم، فيما ينتظر أن تنهار أنظمة الإعلان الحالية مثل أدسنس وإعلانات فيس بوك.