على مدى العقدين الماضيين، ساءت الصحة العقلية للمراهقين والشباب في العديد من البلدان بشكل كبير، وهو ما يدفع نحو دراسة تأثير الشبكات الإجتماعية على الصحة النفسية.
هل ترفع الشبكات الإجتماعية من الإكتئاب والإنتحار؟
تُظهر البيانات من الولايات المتحدة أن نسبة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 23 عامًا والذين أبلغوا عن تعرضهم لنوبة اكتئاب كبرى في العام الماضي تضاعف تقريبًا بين عامي 2008 و 2018.
وبالمثل، خلال نفس الفترة الزمنية، أصبحت حالات الانتحار أكثر انتشارًا وأصبحت الآن السبب الرئيسي الثاني للوفاة للأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عامًا (المركز الوطني للإحصاءات الصحية 2022).
منذ أن تزامن انتشار الأمراض العقلية بين المراهقين والشباب مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أعرب الباحثون والصحفيون وصانعو السياسات على حد سواء عن قلقهم من احتمال ارتباط الظاهرتين.
في خريف عام 2022، ظهرت سلسلة من المقالات في صحيفة وول ستريت جورنال تزعم أن ميتا (فيسبوك سابقًا) كانت تدرك أن انستقرام كان له تأثير سلبي على صورة أجساد الفتيات المراهقات، مما جعل العلاقة بين وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية في طليعة الجمهور.
بعد فترة وجيزة عقد الكونجرس الأمريكي جلسة استماع للجنة حول هذا الموضوع، وسط انكار الشركة الأمريكية لتعمدها القيام بذلك.
تأثير انتشار فيسبوك في الجامعات الامريكية
على الرغم من الحاجة الملحة لإجراء دراسات حول ما إذا كانت وسائل التواصل الاجتماعي ضارة بالصحة العقلية، لا تزال الأدلة السببية نادرة.
إقرأ أيضا:5 أزمات جعلت 2017 أسوأ عام لشركة فيس بوك وستستمر خلال 2018في ورقة بحثية حديثة، تستعرض الدليل السببي الأكثر شمولاً حتى الآن حول تأثيرات وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة العقلية من خلال الاستفادة من تجربة طبيعية فريدة: الانتشار المتدرج لفيسبوك عبر حرم الجامعات الأمريكية.
سعت تلك التجربة إلى تقدير التأثيرات قصيرة إلى متوسطة المدى لفيسبوك على مجموعة غنية من نتائج الصحة العقلية التي تتراوح من الاكتئاب، إلى اضطراب القلق العام، وفقدان الشهية.
بشكل عام وجدنا أن إدخال فيسبوك في الجامعة كان له تأثير سلبي على الصحة العقلية للطلاب، خاصة فيما يتعلق بالاكتئاب واضطراب القلق.
تم إنشاء فيسبوك بواسطة مارك زوكربيرغ طالب جامعي في جامعة هارفارد في فبراير 2004، في البداية كان الوصول إلى المنصة مقصورًا على طلاب جامعة هارفارد.
على مدار العامين ونصف العام التاليين، توسع فيسبوك تدريجيًا ليشمل كليات أخرى في الولايات المتحدة وخارجها حتى في نهاية المطاف، في سبتمبر 2006، فتح أبوابه للجميع في العالم فوق سن 13 عامًا.
الطبيعة المذهلة لنشر فيسبوك سمح للخبراء بمقارنة التغييرات في الصحة العقلية للطلاب في الكليات التي حصلت للتو على الوصول إلى فيسبوك للتغيرات في الصحة العقلية للطلاب في الكليات التي لا تزال بدون الوصول إلى هذه المنصة.
تظهر النتائج أن إدخال فيسبوك في الكلية كان له تأثير سلبي على الصحة العقلية للطلاب، الآثار التي نجدها أقوى بالنسبة للاكتئاب واضطراب القلق.
إقرأ أيضا:قصة نجاح قناة الأطفال Cocomelon على يوتيوب ونتفليكسأدى الوصول إلى فيسبوك على مستوى الكلية إلى زيادة عدد الطلاب الذين أبلغوا عن تعرضهم للإكتئاب الشديد أو اضطراب القلق في العام الماضي بنسبة 7٪ و 20٪ على التوالي، على عكس الاكتئاب واضطراب القلق، لا نجد تأثيرات كبيرة على التقارير الذاتية لفقدان الشهية والشره المرضي.
ما هي آلية تأثير الشبكات الإجتماعية على الصحة النفسية؟
تشجع هذه المنصات المقارنات الاجتماعية، والتي إذا كانت غير مواتية، قد تكون ضارة باحترام المستخدمين لذاتهم وصحتهم العقلية.
وقد تطورت هذه المنصات بالفعل في السنوات الأخيرة وأصبحت تزخر بالنجوم والمؤثرين الذين يعملون على نشر صور ومقاطع فيديو لهم في مختلف الأماكن الراقية وأسلوب حياة غني بالرفاهية وملابس وسيارات وعلامات تجارية باهظة الثمن.
كما أن هذه المنصات تزخر أيضا بالمؤثرين الذين يتحدثون كثيرا عن النجاح والثراء والذين يحددون معايير قد لا تكون مناسبة للجميع.
إقرأ أيضا:5 خطوات لنجاح الحملات الإعلانية خلال الربع الرابع من كل عامأصبح الكثير من المؤثرين أيضا يشجعون على الربع السريع والثراء السريع حتى من خلال ممارسات قد لا تكون مقبولة مجتمعيا.
ولا ننسى أيضا حالة التنافس على الشهرة وجمع المتابعين واللايكات والتأثير النفسي السيء على تراجع المشاهدات والتفاعل للكثير من منشئي المحتوى وأصحاب الحسابات.
وبالطبع لا ينبغي أن نتجاهل التحرش بالنساء والتنمر والسب والشتم والنقاشات العنيفة والتكفير والكراهية التي تسمح بها هذه المنصات وتفشل في منعها.
الفوائد الصحية للعب ألعاب سباق السيارات
5 مخاطر خفية تواجه عمال الصرف الصحي
بنترست شبكة اجتماعية ناجحة بعيدا عن فوضى فيس بوك
ما هي ديانة خابي لام Khaby Lame؟
كل ما نعرفه عن تحدي التعتيم تيك توك الذي يقتل الأطفال
دور المؤثرين ومهمتهم في أوقات الحروب العسكرية
