علوم

تحتاج الصين المهزومة في حرب كورونا إلى اللقاحات الغربية

لم تنجح الصين في الخروج من وباء كورونا حتى الآن وقد أفلست آلاف المستشفيات وانفجرت فقاعة العقارات والأندية الكروية وتباطأ اقتصادها وتواجه غضبا شعبيا متصاعدا.

وقد أدركت بكين أخيرا أن اللقاحات التي تصنعها محليا وسوقت لها على نطاق واسع عالميا غير فعالة ضد الفيروس المستجد، وسط تسجيل عشرات الآلاف من الإصابات يوميا مع وجود تقارير عن عدد إصابات أكبر لا يعلن عنها.

إلى يومنا هذا تفضل الصين العزل الصحي واغلاق المدارس والكليات وحتى المصانع عند ظهور إصابات معينة وهي لا تزال تتعامل مع الوباء وفق القواعد التي اتبعها العالم مع هذه الأزمة في الأسابيع الأولى من انتشاره.

وليس من مصلحة الحكومة الصينية استمرار الإغلاق خصوصا وأنه أدى إلى افلاس الكثير من الأعمال التجارية وآلاف المستشفيات الخاصة والعامة، إضافة إلى افلاس شركات العقارات وتوقف الكثير من أعمال البناء والتشييد، إضافة إلى افلاس الأندية الكروية التي كانت تستقطب النجوم من الدوريات الأوروبية.

وتحتاج الصين إلى اللقاحات الغربية لكنها لم توافق على شراء أيا منها حتى الآن بسبب مخاوف أمنية ودعايات كانت هي من الدول التي نشرتها ودعمتها.

وكانت الحرب ضد كورونا تسير في الإتجاه الصحيح بالصين حتى ظهرت سلالة أوميكرون التي لا تستطيع اللقاحات الصينية التعامل معها، فيما تواجه بكين مخاطر من ظهور متغيرات أخرى أسوأ.

إقرأ أيضا:مصر وايران وأوكرانيا ضد روسيا والإمارات في حرب السودان

ويواجه غير الملقحين في الصين أو غيرها مضاعفات صحية قد تؤدي إلى الوفيات في ظل تطور كورونا مؤخرا، والإبلاغ عن مئات الحالات الحرجة في مختلف دول العالم لغير الملقحين مؤخرا.

وقال البيت الأبيض قبل أيام إن الصين لم تطلب لقاحات من الولايات المتحدة، فيما أرسل الإتحاد الأوروبي رسالة صريحة إلى بكين وهي أننا مستعدون لتزويدكم باللقاحات اللازمة مع حديث حول حقوق الإنسان في هذا البلد.

ما يقرب من 19 في المائة من إجمالي سكان الصين هم من البالغين الذين تبلغ أعمارهم 60 عامًا أو أكثر ونسبة كبيرة منهم لم تحصل حتى الآن على اللقاحات الصينية أو غيرها.

يمكن للصين أن تفعل أكثر من مجرد زيادة التطعيم، يمكنها استخدام لقاحات أكثر فعالية، حتى الآن وافقت حكومتها على ثمانية لقاحات لمكافحة الفيروس، والاثنان الأكثر استخدامًا هما CoronaVac و Sinopharm، كما يقول ويليام موس، المدير التنفيذي للمركز الدولي للوصول إلى اللقاحات، في جونز هوبكنز.

تعتبر كل من CoronaVac و Sinopharm لقاحات معطلة، مما يعني أنهما يستخدمان جزيئات فيروسية تم قتلها، تمت الموافقة عليها لأول مرة لاستخدامها في حالات الطوارئ في منتصف عام 2022، واعتبرت بيانات التجارب السريرية في ذلك الوقت، والتي استندت إلى سلالة ووهان الأصلية من الفيروس، أن CoronaVac فعال بنسبة 51٪، و Sinopharm بنسبة 79٪، هذا أقل بكثير من فعالية لقاحي Pfizer و Moderna mRNA اللذين كانا أكثر من 90 بالمائة حينها.

إقرأ أيضا:السياسة الخارجية الإماراتية اتجاه إسرائيل ايران روسيا أمريكا الصين

قد لا تساعد اللقاحات المعطلة الجسم على إفراز أجسام مضادة عالية الجودة، ويرجع ذلك إلى أن عملية التعطيل تستخدم مواد كيميائية قاسية مثل الفورمالين هذا يضعف موقع ارتباط الجسم المضاد للفيروس المعطل.

في الأساس يصعب على جهازك المناعي “التدرب” على فيروس معطل، مقابل النسخ المتماثلة من الأشواك الفيروسية التي يعلمها لقاح mRNA الجسم على تصنيعها، والنتيجة هي أن اللقاحات المعطلة “لا تعطي استجابة مناعية واسعة”.

حتى بدون لقاح mRNA، هناك تقدم يمكن أن تحرزه الصين في التطعيم، لاحظت دراسة كبيرة أجريت من خلال النظر في معدلات الحالة في سكان هونغ كونغ البالغ عددهم 7.4 مليون نسمة أيضًا فعالية أقل لجرعتين من CoronaVac مقارنة بجرعتين من لقاح mRNA من شركة فايزر، ومع ذلك فإن ثلاث جرعات من CoronaVac تكاد تضاهي فعالية ثلاث جرعات من لقاح فايزر على الأقل في المدى القصير.

لذلك يوصي مؤلفو الدراسة بتطعيم السكان الأكبر سنًا بجرعة ثالثة من لقاح CoronaVac أو لقاح Pfizer على الرغم من أن الأخير غير متوفر في الصين مرة أخرى، ومن الصعب حاليا تحديد مدة الحماية بعد الجرعة الثالثة من كورونا.

وتخشى بكين حاليا أنه في حال العودة إلى الحياة الطبيعية كما هو الحال في بقية دول العالم الأخرى ستعاني من ارتفاع الإصابات والوفيات وستحدث الكارثة التي تخشاها منذ الإعلان الرسمي عن الوباء عام 2020.

إقرأ أيضا:ما هي تجربة الكون 25 وما هي قصتها؟

يعاني هذا البلد الأسيوي من تباطؤ معدلات التوالد وارتفاع الشيخوخة ويواجه انخفاضا في عدد السكان لأول مرة منذ المجاعة الكبرى التي عانت منها خلال القرن الماضي.

وفي ظل فشل الدعوات الحكومية من أجل التوالد أكثر ومنح مميزات لهؤلاء، إلا أن البلد تعاني من اختلال توزيع الإناث والذكور إضافة إلى عزوف الشباب عن الزواج والإنجاب بسبب الظروف الاقتصادية وكذلك الفكر اللاإنجابي.

إقرأ أيضا:

افلاس آلاف المستشفيات الصينية الخاصة بسبب كورونا

ما هي دروس الرعاية الصحية الكبيرة من وباء كورونا؟

مجاعة شنغهاي في الصين بسبب فيروس كورونا

ثمن وباء كورونا الذي ستدفعه: بريطانيا نموذجا

فوضى إدارة أزمة فيروس كورونا

أسباب افلاس سريلانكا ودور أزمة كورونا

ارتفاع الإصابات لا يعني فشل لقاح كورونا

السابق
اللاعب رقم 12 سر تألق المغرب في كأس العالم 2022
التالي
توقعات: نتيجة تأهل المغرب إلى النصف النهائي من كأس العالم 2022