كان هدف مصر في حرب أكتوبر 1973 هو تحرير سيناء التي خسرتها في حرب 1967 لكن هذا الهدف لم يتحقق بنهاية الحرب بل كادت أن تخسر أكثر لولا التدخل الدبلوماسي الأميركي الذي أنقذ القوات المصرية.
انتهت الحرب دون أن تحقق جمهورية مصر العربية المراد من الهجوم العسكري الذي كان على الجبهتين المصرية والسورية، ودعمته دولا عربية ملكية مثل السعودية والمغرب.
منذ ذلك الوقت أدركت السلطات المصرية بقيادة محمد أنور السادات أن بلاده بحاجة إلى مقاربة جديدة من أجل استعادة الأراضي التي تحتلها إسرائيل، وقد استعادت بلاده أولا العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
كيف مهدت حرب أكتوبر 1973 للسلام؟
بدأت حرب يوم الغفران، المعروفة أيضًا باسم حرب أكتوبر، في 6 أكتوبر 1973، عندما شنت مصر وسوريا هجومًا مفاجئًا على إسرائيل خلال عيد يوم الغفران اليهودي.
كانت هذه الحرب تتويجًا للتوترات المتصاعدة في أعقاب الصراعات السابقة، وخاصة حرب الأيام الستة في عام 1967، والتي أسفرت عن مكاسب إقليمية كبيرة لإسرائيل.
كان الرئيس المصري أنور السادات يهدف إلى استعادة شبه جزيرة سيناء التي خسرتها أمام إسرائيل في تلك الحرب، وسعى إلى تعزيز موقف مصر في المفاوضات المستقبلية من خلال العمل العسكري.
خلال المراحل الأولى من الحرب، نجحت القوات المصرية في عبور قناة السويس والتقدم إلى سيناء، بينما هاجمت القوات السورية مرتفعات الجولان.
إقرأ أيضا:سندخل النار جميعا وهذه خطة الله من البدايةوعلى الرغم من وقوعها على حين غرة، تمكنت إسرائيل من إعادة تجميع صفوفها وفي النهاية شنت هجومًا مضادًا، مما أدى إلى حالة من الجمود العسكري.
وانتهت الحرب بسلسلة من اتفاقات وقف إطلاق النار بوساطة الأمم المتحدة بحلول أواخر أكتوبر 1973، وأبرز الصراع الحاجة إلى حل سلام دائم ومهد الطريق للجهود الدبلوماسية اللاحقة.
الطريق إلى اتفاقيات كامب ديفيد
في أعقاب الحرب، كان هناك اعتراف متزايد بين القادة في كل من مصر وإسرائيل بأن الحلول العسكرية لم تكن كافية.
بدأت الولايات المتحدة تلعب دورًا نشطًا بشكل متزايد في التوسط في جهود السلام، سهّل وزير الخارجية هنري كيسنجر اتفاقيات فك الارتباط بين إسرائيل وجيرانها، مما وضع الأساس للمفاوضات المستقبلية.
عندما أصبح جيمي كارتر رئيسًا للولايات المتحدة في عام 1977، أعطى الأولوية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط.
سعت إدارة كارتر في البداية إلى تسوية شاملة تشمل جميع الدول العربية ولكنها سرعان ما ركزت على اتفاقية ثنائية بين مصر وإسرائيل، مع الاعتراف برغبة السادات في التعامل مباشرة مع إسرائيل.
أدرك السادات في حرب أكتوبر أن الحروب ضد إسرائيل مكلفة، وأن حربه الأخيرة لم تحقق أهدافها الحقيقية وبالتالي هي فاشلة.
من جهة أخرى أدركت إسرائيل انه ليس من مصلحتها أن تكون محاطة بالأعداء من كل حدب وصوب وعليها أن تتأقلم في الشرق الأوسط.
إقرأ أيضا:من الإستهانة بمرض جدري القرود إلى وباء جديدلقد اعترف الجانبين المصري والإسرائيلي بضرورة الوصول إلى السلام وحل الخلافات وبدء عصر جديد من التعايش بين البلدين.
اتفاقيات كامب ديفيد للسلام بين إسرائيل ومصر
انعقدت قمة كامب ديفيد في الفترة من 5 إلى 17 سبتمبر 1978 في كامب ديفيد بولاية ماريلاند.
وقد شملت مفاوضات مكثفة بين الرئيس كارتر والرئيس المصري السادات ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن، وقد اتسمت القمة بتحديات كبيرة بسبب الأهداف المختلفة والضغوط السياسية التي واجهها الزعيمان.
سعت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الضغط على البلدين من أجل الوصول إلى اتفاق عادل للطرفين، وستحصل مصر وإسرائيل على دعم مالي سنويا كم أكبر اقتصاد في العالم.
تم توقيع معاهدة السلام الرسمية في 26 مارس 1979، وكانت هذه هي المرة الأولى التي تعترف فيها دولة عربية رسميًا بإسرائيل، مما أدى إلى تحولات جيوسياسية كبيرة في المنطقة.
حصل كل من السادات وبيجن على جائزة نوبل للسلام عام 1978 لدورهما في هذه الاتفاقيات التاريخية.
وعلى الرغم من هذه التطورات، واجهت اتفاقيات كامب ديفيد انتقادات وردود فعل عنيفة من دول عربية أخرى وجماعات مثل منظمة التحرير الفلسطينية، التي شعرت بالتهميش بسبب المفاوضات.
كما تم نبذ مصر من قبل دول عربية أخرى وطردها من جامعة الدول العربية في أعقاب معاهدة السلام مع إسرائيل.
إقرأ أيضا:سيناريو نهاية حرب روسيا وأوكرانيااستعادة سيناء المصرية
لقد تم إضفاء الطابع الرسمي على الطريق لاستعادة سيناء من خلال اتفاقيات كامب ديفيد، التي تم التفاوض عليها بين الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، والرئيس المصري أنور السادات، ورئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن في سبتمبر 1978.
وقد أرست هذه الاتفاقيات الأساس لمعاهدة سلام من شأنها إعادة سيناء إلى مصر في مقابل الاعتراف بإسرائيل وتطبيع العلاقات.
وافقت إسرائيل على سحب قواتها المسلحة من سيناء، وإخلاء المستوطنات المدنية، وتفكيك المنشآت العسكرية التي بنيت منذ عام 1967، وكان من المقرر أن تكتمل هذه العملية في غضون ثلاث سنوات.
في مقابل الانسحاب، اعترفت مصر بإسرائيل وأقامت علاقات دبلوماسية معها، وشمل ذلك ضمانات بحرية المرور عبر قناة السويس والممرات المائية الأخرى.
وقد نصت الاتفاقيات على فرض قيود على القوات العسكرية في سيناء لضمان الأمن لكلا البلدين، وقد مُنعت مصر من نشر قوات عسكرية كبيرة بالقرب من حدودها مع إسرائيل.
عدلت مصر وإسرائيل الإتفاقية الثنائية بين البلدين في عهد الرئيس السيسي حيث حصلت مصر على الحق لنشر قوات أكبر في شبه جزيرة سيناء لمحاربة داعش ومنع تهريب الأسلحة لحماس.
وقد توج التنفيذ الناجح لهذه الاتفاقيات بيوم تحرير سيناء، الذي يحتفل به سنويا في 25 أبريل، ويمثل هذا التاريخ الانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من سيناء في عام 1982 ويرمز إلى استعادة مصر لأراضيها بعد سنوات من الاحتلال.
إقرأ أيضا:
من الذي فاز في حرب اكتوبر 1973؟ إسرائيل أم العرب؟
3 أسباب تمنع مصر من التدخل عسكريا في حرب غزة
هل طوفان الأقصى مؤامرة ومسرحية جديدة من إسرائيل؟
الجانب المظلم من ديمقراطية إسرائيل
منح الجنسية الإسرائيلية للفلسطينيين وضم الضفة الغربية ثم غزة
ما الذي يتحكم في تحركات سعر الدولار اليوم بالشيكل؟
هل روسيا تهدد إسرائيل وهل تدعم حماس؟
ثمن طوفان الأقصى هي سيناء الفلسطينية وغزة الإسرائيلية
هل إسرائيل دولة مشروعة أم كيان غاصب؟