بينما يرتفع صوت المثليين المسلمين، المحجبات والمنقبات والرجال الملتزمون دينيا ممن يدافعون عن الزواج المثلي، يرتفع صوت التكفير ودعوتهم للخروج من الإسلام.
وفي هذا الصدد نستحضر الشاعر العباسي المسلم أبو نواس الذي تعلم منه وتلمذ على يديه، الإمامين الشافعي وابن حنبل، وهو شاعر مشهور بالمجون والمثلية ويطلق عليه شاعر الشذوذ.
إلى جانب أنه صلى عليه الإمام الشافعي صلاة الجنازة، لم يتعرض أبو نواس إلى التكفير من قبل تلاميذه وأصدقائه، وهذا ساعده على التمسك بالدين وفي النهاية اعتزال ما كان عليه مثل مجون.
بل أكثر من ذلك، موجود في التراث الإسلامي حديث نقله الشاعر أبو نواس: “حدثنا أبو نُوَاس الحسن بن هانئ (ت 198هـ/813م)، قال: حدثنا حمّاد بن سَلَمَة (ت 167هـ/784م)، عن يزيد الرَّقَاشي (ت 119هـ/738م)، عن أنس بن مالك (ت 93هـ/713م)، قال: قال رسول الله ﷺ: «لا يَموتنَّ أحدُكم حتى يُحْسِنَ ظنَّه بالله، فإنّ حُسْنَ الظنِّ بالله ثَمَنُ الجنة»”.
والسؤال هنا: ماذا لو تم تكفير أبو نواس؟ وماذا لو ضرب الخليفة العباسي هارون الرشيد عنقه وطبق فيه بعض الأحاديث النبوية المزيفة التي تدعوا إلى قتل من يمارس اللواط؟ من الأكيد أن النتيجة ستكون واحدة، الموت وهو على ذلك وربما الكفر بالله.
واليوم في عصرنا الحالي، يواجه المثليين المسلمين حربا تكفيرية شنيعة، لدرجة أن هناك من يطالبهم بترك الدين الإسلامي، ويطالب المنقبات والمحجبات بالتخلي عن ملابسهن بما أنهن متمسكات بالمثلية.
إقرأ أيضا:حقيقة الهولوغرام وتقنيات هوليوود في هجمات 11 سبتمبروبينما يعد الكفر بالله أكبر الكبائر، والموت على الشرك به طريق واضح للهلاك في الإسلام، فلماذا يشجع هؤلاء المسلمون إخوانهم المثليين على ترك الدين بسبب اختياراتهم الجنسية والعاطفية؟
لا يوجد جواب مقنع، سوى أن المسلمين بتعصبهم وغضبهم وتكفيرهم ينفرون الناس من هذا الدين، ويؤكدون بالفعل أن الملاحدة والمخالفين على حق.
يصدر هؤلاء صورة شنيعة حول الله، إله يغضب بسرعة ولا يتسامح ويدعو أتباعه إلى رمي الآخرين بالكفر والزندقة والحكم عليهم بالجنة أو النار، متحمس ليرمي الناس في جهنم.
ليس أمام المسلمين اليوم سوى معالجة المثلية معالجة موضوعية وعقلانية، والتعامل معهم بالتي هي أحسن، عوض تنفيرهم من الدين ودفعهم إلى الكفر والإلحاد وإلى التحول إلى أعداء يهاجمون الدين أو الإنضمام إلى ديانات منفتحة عليهم مثل المسيحية التي ينظر إليها على أنها بدأت تتعلم من أخطائها وتستغل انغلاق الديانات الأخرى على هذه الفئات لكسب المزيد من الأتباع والحفاظ على لقب أكبر دين في العالم.
كون شخصًا مثليًا لا يعني بالضرورة أنه رائع أو غير رائع، مثل أي مجتمع، تتنوع المثلية من حيث الشخصية والقيم والسلوك، لا يمكن تعميم صفات معينة على جميع الأشخاص المثليين، فكل فرد يمتلك صفاته الفردية ومسار حياته الخاصة.
التقييم الحقيقي لشخصية الفرد يستند على أفعاله وسلوكه وأخلاقه، وليس على هويته الجنسية أو الميول الجنسية، من المهم أن نتعامل مع الآخرين بالاحترام والتسامح ونحكم على الأفراد بناءً على صفاتهم الشخصية وما يقدمونه للمجتمع بشكل عام.
إقرأ أيضا:المنازل المقاومة للزلازل هي الحل وليس الدعاء للهمن الضروري فهم أن الاحترام والتسامح ينبغي أن يكونان موجهين لجميع الأشخاص، بغض النظر عن هويتهم الجنسية أو الميول الجنسية أو اختياراتهم الخاصة.
وما دام هؤلاء لا يفرضون توجهاتهم العاطفية والجنسية علينا ولا يريدون جر المزيد من الناس إليهم فمن الضروري أن يكون التعامل معهم بما هو أحسن عوض تكفيرهم.
وسواء نجح هذا الأسلوب في دفعهم إلى سلوك أفضل أو فشل في ذلك، على الأقل لن نكون سببا في دفعهم خارج الدين وطردهم خارج أسوار الإيمان بالله والإسلام.
إن من يعتقد أنه يمكنه أن يصلح دين الآخرين بالترهيب والتكفير لا يعرف النفس البشرية وأنه بالإعتداء عليها تتمسك أكثر بما عليه من باطل وتدافع عنه وتموت أيضا من أجله.
إقرأ أيضا:رابط تنزيل بحث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم PDF ميديا فايروفي النهاية يعد هذا أيضا تطبيقا لإحدى التوصيات القرآنية المهمة، وهي التعامل مع الآخرين بتفهم ورحمة، مصداقا لقوله تعالى: ﴿ فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ﴾ [آل عمران: 159]
إقرأ أيضا:
احصائيات وأرقام مهمة حول عدد المثليين في العالم
حقيقة شارة حب واحد OneLove التي تم حصرها في المثلية
هل بتس تدعم المثلية وهل BTS مجموعة من المثليين؟
لماذا تدعم الشركات والأندية الكروية المثلية ومجتمع الميم؟
ألعاب الفيديو التي تدعم المثلية ومجتمع +LGBTQ
آلان تورنغ أب الحواسيب وقاهر هتلر وفخر المثلية الجنسية