صنع في الأردن
على مدار السنوات الأخيرة، حصلت ثورة كبيرة في صناعة الويب العربي تغيرت على إثرها الكثير من المعادلات القديمة التي تظل عالقة في أذهان المستخدمين العرب إلى الآن.
هذه الثورة ليست من صنع جهة واحدة، لكنها نتيجة تضافر الجهود في هذه الصناعة من قبل المدونين والمبدعين ومنشئي المحتوى وشركات وسائل الإعلام والمستثمرين وأصحاب المشاريع الإلكترونية، إضافة إلى المبادرات الحكومية والخاصة العربية وحتى العالمية المحتوى بالمحتوى العربي.
منذ أيام حصل موقع موضوع على إستثمار ضخم وصلت قيمته إلى 13.5 مليون دولار، ليتم تسجيله على أنه أكبر استثمار في صناعة المحتوى على الويب العربي.
بقدر ما شكل الخبر مفاجأة كبيرة بالنسبة للكثير من المتتبعين، فهو دليل على بداية ازدهار الويب العربي وتأكيد على أن المعادلات القديمة لم يعد لها مكان هنا من الآن فصاعدا.
-
المعادلات القديمة التي حكمت الويب العربي
هذه المعادلات معروفة لدى الجميع، أولها أن أغلبية المحتوى العربي عبارة عن نسخ ولصق، يكتب شخص واحد مقالة أو ينشئ فيديو ويتم نسخ هذا المحتوى وتوزيعه على بقية المنتديات والمواقع، لدرجة أنه عند البحث عنه ستجد صفحات من نتائج البحث في جوجل بنفس العنوان أو حتى بعناوين مختلفة وبنفس الأسلوب والمحتوى.
إقرأ أيضا:كيفية الإبلاغ عن حساب فيسبوك تم اختراقه بالطريقة الصحيحةالمعادلة الثانية تقول أن المواقع العربية غير مربحة، وعرض الإعلانات مضيعة للوقت، لهذا يتم اغلاق المنتديات وتتوقف المدونات عن النشر.
المعادلة الثالثة تقول أن نشاط التدوين قليل وصناعة الأخبار متواضعة، وهناك قلة في توفر المحتوى العربي والمعلومات بالعربية.
-
بداية انهيار المعادلات القديمة وازدهار صناعة الويب العربي
مع انهيار المنتديات واختفاء مواقع النسخ واللصق، وفشل محاولات بناء مواقع ناجحة مبنية على المحتوى المنسوخ بسبب قواعد جوجل الصارمة، أصبحت المعادلة الأولى قاب قوسين من الإنهيار النهائي.
خلال السنوات الأخيرة لاحظت تغيرا جوهريا في عقلية مدراء المواقع الإلكترونية، الكل يبحث عن المحتوى الحصري أو على الأقل محتوى مكتوب بشكل خاص لمواقعهم.
من جهة أخرى ازداد عدد المعلنين في المنطقة ودخلت الشركات العالمية إلى السوق المحلية لتدفع مقابل النقرة بشكل جيد، وهو ما يعني أن مواقع الويب التي تقدم المحتوى الجيد وتستثمر في هذا الإتجاه يمكنها أن تكسب من كل نقرة ما يصل إلى 0.5 دولار ويمكن أن يصل إلى بضعة دولارات في بعض الأحيان، خصوصا إن كان الزائر من الخليج العربي أو حتى فلسطين المحتلة وكان الزائر قد اشترى منتجا أو خدمة عبر الإعلان.
أما نشاط المدونين فقد ارتفع بصورة كبيرة وظهرت المزيد من الأسماء على الساحة، وهناك أيضا رواج حقيقي لإنشاء مقاطع الفيديو على يوتيوب والإستثمار في إنشاء المحتوى المرئي بالمنطقة.
إقرأ أيضا:جوائز بقيمة مليون دولار بمناسبة عيد ميلاد بوكيت أوبشن-
موقع موضوع قصة نجاح على الويب العربي
تأسس الموقع على يد شابين أردنيين ليتخذ من الأردن مقرا له، وهو الذي تأسس عام 2010 ويعتد نظام الويكي المشابه للموسوعات الإلكترونية ليركز على تقديم المقالات التي تجيب عن أسئلة الباحثين والقراء والمستخدمين ومعتمدا بالأساس على تربع نتائج بحث جوجل ليشكل محرك البحث العالمي المصدر الأساسي للزيارات بالنسبة له.
وتحول الموقع إلى شركة خصوصا مع توظيفه المدونين والمحررين للعمل على الرفع من كم المحتوى الذي يتم إنتاجه، إضافة إلى ضمان تقديم أجوبة على كل الأسئلة التي يطرحها الملايين من المستخدمين في العالم العربي على محرك البحث جوجل.
عام 2015 نجح الموقع في الحصول على استثمار وصلت قيمته إلى 1.5 مليون دولار أمريكي من مستثمر في دبي، مع العلم أن الموقع لا يعتمد بالأساس على الإستثمارات بل أيضا على العائدات الإعلانية التي يتم تحقيقها من عرضه الإعلانات إلى جانب المحتوى.
أطلق الموقع تطبيقه الرسمي للهواتف الذكية وزادة من توظيفه للمدونين والمحررين، فيما لديه حاليا أكثر من 20 موظفا بدوام كامل.
ومنذ أيام حصل الموقع على استثمار ضخم وصلت قيمته إلى 13.5 مليون دولار أمريكي من صندوق الاستثمار البريطاني Kingsway وصندوق الاستثمار الأمريكي Endure Capital.
-
ما هي خطة موقع موضوع لتطوير الويب العربي أكثر؟
يستقبل الموقع حاليا 45 مليون زائر فريد شهريا، ولديه أهداف من أجل الوصول إلى أكثر من 420 مليون متصفح عربي حول العالم.
إقرأ أيضا:أزمة آبل قادرة على إزالة فيس بوك من البورصة في أقل من 3 أشهرتمكن الموقع من استضافة أكثر من 150 ألف مقالة في شتى المجالات ويتم التركيز على المواضيع التي عليها بحث جيد، وتناولها بشكل مبسط ليكون مواتيا للمتصفح المحلي.
وتكمن الخطة التالية في التركيز على المحتوى الصوتي من خلال بناء مساعد شخصي يشبه سيري من آبل وكورتانا من مايكروسوفت وأليكسا من أمازون، نتحدث عن المساعد الصوتي سلمى، والذي يتم تطويره حاليا وسيتم إطلاقه نهاية هذا العام.
المساعد الصوتي سيكون له تطبيقات لمختلف الأجهزة منها آيفون و أندرويد وربما حتى حواسيب ويندوز، وهو سيقدم الأجوبة الفورية بالعربية وينتظر منه أن يكون أعلى جودة من المساعدات التي دعمت العربية من خلال الترجمة الآلية.
من جهة أخرى سيتم زيادة المحتوى العربي على الموقع خصوصا وأن الخدمة الجديد ستعتمد في توفير الأجوبة المعلوماتية على الموقع الإلكتروني.
نهاية المقال:
هذا هو ثاني استثمار يحصل عليه موقع موضوع والذي يعمل على مساعد صوتي سيتم إطلاقه نهاية هذا العام تحث اسم “سلمى”، إنه موقع ناجح بغض النظر عن الإنتقادات ويمثل الوجه المشرق لصناعة المحتوى العربي.