إنترنت

حظر الإعلانات في المواقع الإخبارية التي تنشر الأخبار الكاذبة وحرب على الصحافة الصفراء

الصحافة الصفراء لا مستقبل لها والحرب عليها شرعية

عادت إلى الواجهة الأضرار الكبيرة التي تسببها الجرائد الصفراء والمواقع الإلكترونية الإخبارية التي تنشر على مدار الساعة أخبارا لا صحة لها، خصوصا بعد نتائج الإنتخابات الأمريكية التي شهدت طيلة أيام حملاتها حربا إعلامية بين المواقع الإلكترونية من خلال نشر الشائعات والأخبار الكاذبة حول المرشحين الجمهوري والديمقراطية.

ومن المعلوم أن أكثر من 90 في المئة من الإعلام الأمريكي لم يكن محايدا أثناء السباق الإنتخابي وكانت تدعم المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون والتي يرى فيها رجال الإعلام والإمبراطوريات الكبيرة في عالم النشر أنها أفضل من نظيرها الجمهوري وأعلنت عليه حربا ضروسا لا يستطيع أحد إنكارها.

لكن في الأيام الأخيرة للحملات الإنتخابية وقبيل يوم التصويت انتشرت على فيس بوك العديد من الأخبار الكاذبة التي كانت تساند دونالد ترامب، يقال ان تداولها بشكل كبير وقيام الآلاف من المستخدمين بمشاركتها كان حاسما في تغيير وجهة نظر الملايين من الأمريكيين ليتوجهوا إلى صناديق الإقتراع وقد اقتنعوا بالمرشح الجمهوري على أنه الأفضل.

ومن المعلوم لنا مسبقا أن جوجل و فيس بوك والشركات التقنية شكلت تحالفا ضد دونالد ترامب والأدلة كثيرة على تلاعبها لصالح هيلاري كلينتون، لكن فشل هذه الأخيرة أشعر مؤيدوها من وسائل الإعلام بأن المنصة الإجتماعية الأكبر في العالم وأيضا جوجل قد تخاذلا في آخر ساعات السباق إلى البيت الأبيض، فتركت فيس بوك أخبارا كاذبة قامت بنشرها بعض المواقع الإلكترونية من الصحف الصفراء فيما ظهر على جوجل اثناء فرز النتائج ومع تقدم هيلاري كلينتون نتائج بحث في المراتب الأولى تؤكد فوز دونالد ترامب.

إقرأ أيضا:كسب المال من ميتافيرس قيمته أكثر من 30 تريليون دولار

 

  • تحالف فيس بوك و جوجل لوضع حد للصحف الصفراء

يزخر الويب العالمي والعربي بالصحف الصفراء، تلك المواقع التي تنشر على مدار الساعة اخبارا ملفقة وشائعات لا صحة لها، وتسعى إلى تشويه الأشخاص سواء سياسيين أو فنانين ونشر تقارير لا صحة لها بعيدا عن المهنية ورغبة في جلب كم هائل من الزيارات والتي تعود عليها بالأرباح الكبيرة من الإعلانات.

ولطالما اشتكت الحكومات في العالم من هذه الظاهرة حيث يتم مشاركة هذه الأخبار على الشبكات الإجتماعية لتنتشر هناك كالنار في الهشيم، وللأسف يصدقها الملايين من الناس وهي غير صحيحة.

 

  • فيس بوك ينوي تضييق الخناق على الناشرين لهذه الأخبار

أضحت منصة فيس بوك بمثابة واحدة من أهم المصادر للمواقع في الحصول على الزيارات، وهي تبحث حاليا عن طرق وسبل لمكافحة الأخبار الكاذبة التي تنتشر بسرعة على هذه المنصة.

الكثير من الشائعات والأخبار الكاذبة تطلقها حسابات ذات شعبية وصفحات لها متابعين كثر، ليعمل المتابعون على مشاركتها وهو ما يعد بمثابة جريمة في قطاع الأخبار ونقله.

وتعمل حاليا الشركة بالتعاون مع الصحف الكبرى وأيضا وسائل الإعلام ذات السمعة الجيدة على ايجاد صيغة جيدة لمكافحة أي خبر لا يكون مصدره الوكالات الكبرى لنقل وتوزيع الأخبار.

إقرأ أيضا:حقيقة تطبيق BuzzBreak: كسب المال من تصفح الأخبار

 

  • جوجل غاضب ويقرر اللجوء إلى قطع الدعم المادي عن هذه المواقع

بالنسبة لشركة جوجل فهي ستركز ضمن تحديثاتها القادمة على منع مثل هذه السلوكيات بين الناشرين، وهي تريد تضييق الخناق على تلك الصحف الصفراء من خلال معاقبتها في حال التبليغ عنها أنها تنشر أخبارا كاذبة وملفقة.

وهي لديها سلاحين لمكافحة هذه المواقع الأول هو حظر الإعلانات وطردها من استخدام برنامج نشر الإعلانات أدسنس لتوليد الأرباح، فيما ايضا ستعمل على طردها من جوجل نيوز وحتى نتائج البحث للباحثين على الويب والموبايل.

حصار كبير يجهز له جوجل لهذه المواقع الفاسدة، والتي تعمل على توليد الأخبار بدون أي حجج ولا أدلة فقط لإثارة الأنظار وجلب الزيارات والرفع من العائدات، وقد قرر بداية حظر الإعلانات في المواقع التي تنشر المقالات الكاذبة وسيحدث هذا خلال الأسابيع القادمة وسيشمل الجميع بدون شك.

 

  • هذا يشمل الناشرين الصغار أيضا

أحد مصادر الأخبار الكاذبة في الإنتخابات الأمريكية والتي تنشر الأخبار الملفقة حول هيلاري كلينتون كان مصدرها أحد الناشرين الصغار من مقدونيا والذي قام بإطلاق سلسلة من المواقع الإخبارية التي تنشر أخبارا حول الإنتخابات وركز فيها على تشويه سمعة المرشحة الديمقراطية، وقد انتشرت روابط الموقع على فيس بوك بما أنه أسرع طريقة لجلب الزيارات ونشر الشائعات وقد حقق شخصيا الكثير من الأموال بفضل استخدام برنامج جوجل أدسنس في مواقعه.

إقرأ أيضا:أفضل أدوات تحويل ملفات pdf إلى مستندات word

لذا فإن الرسالة واضحة لهؤلاء الذين ينشؤون مواقع اخبارية تعمل على سرقة المحتوى ونشر الأخبار الكاذبة وتعتمد بالأساس على فيس بوك الذي يظهر المحتوى حسب اهتمام الناس به وليس حسب جودته كما تفعل جوجل، أنه حان الوقت لتغيير سياساتهم وإلا فإن مصيرهم الزوال.

 

نهاية المقال:

دقت طبول الحرب على الصحافة الصفراء والمواقع الإخبارية التي تنشر المحتوى المخادع والكاذب بهدف اثارة الأنظار وانتشار محتوياتهم بقوة على الشبكات الإجتماعية التي تحولت إلى مزبلة كبيرة للأخبار الفاسدة، مع أملي في أن يتحقق الناس من صدق أي خبر أو منشور قبل مشاركته، لأنهم بضغطهم على ذلك الزر يشجعون تلك المواقع على إنتاج المزيد من الأخبار التي لا صحة لها.

السابق
من هم هدافين كاس العالم 2024
التالي
“كان” العبرية: حزب الله يعتزم تكثيف الإطلاقات خاصة في وسط إسرائيل في الأيام القليلة المقبلة