علوم

حقيقة الملائكة التي كانت آلهة في الديانات القديمة

تعد الملائكة حقيقة وركنا أساسيا في الديانات الإبراهيمية (الإسلام والمسيحية واليهودية)، وهي عبارة عن كائنات نورانية لا ترى بالعين المجردة وقد رآها الأنبياء متشكلة على صور بشر.

الملائكة ليست إناثا ولا ذكورا، لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون، ولا يملون ولا يتعبون، وهذه هي صفاتهم في العقيدة الإبراهيمية، وهي تقترب في الصفات إلى الخالق.

الآلهة في الديانات القديمة  

ظهرت فكرة الآلهة المتعددة منذ فجر التاريخ، وهناك ديانات تؤمن أن هناك خالق أعلى، ثم هناك الآلهة التي يتم تجسيدها بالأصنام والأشكال ويلجأ إليها البشر كل حسب دوره.

الديانة الرومانية القديمة، تؤمن بوجود خالق أعلى هو جوبيتر وهو ملك الآلهة، وهناك آلهة كثيرة، كل واحدة منها مكلف بشأن من شؤون الأرض والسماء.

كذلك الديانة المصرية القديمة تتضمن مجموعة كبيرة من الآلهة، منها إله الخصوبة وإله الزرع وإله المطر وإله الموت والقيامة، وينطبق الأمر على الديانة اليونانية القديمة، والديانة النورسية (الفايكينغ) والقائمة طويلة.

هاته الآلهة عادة لا تتحارب مع بعضها البعض كما يدعي أتباع النبي إبراهيم، بل إن كل واحدة منها موكلة لمهمة معينة، ومنها الغاضبة واللطيفة، وكلها تحظى بالإحترام والتقديس.

مشكلة الديانات الإبراهيمية مع الآلهة المتعددة

مع نمو وعي الإنسان، ظهرت الديانات الإبراهيمية التي حاربت فكرة الآلهة المتعددة، وقدمت حجة في غاية القوة والمنطقية، وهي أنه لو كان هناك آلهة متعددة بالفعل لاندلعت الحرب بينهم.

إقرأ أيضا:الساعات الذكية ستكون قادرة على قياس الكورتيزول واكتشاف الإكتئاب

نظر النبي إبراهيم بالعقل إلى الشمس والقمر والنجوم والنار وكل ما يقدسه الناس من آلهة، ورأى في النهاية أنها لا تنفع ولا تفيد ومجرد تقديس وعبادة لأصنام وأشياء لا تستطيع أن تفيد نفسها.

بعد وفاة النبي إبراهيم جاء سلسلة من الأنبياء من نسله والذين أكدوا على نفس الفكرة وحاربوا فكرة تعدد الآلهة، وقد استوعب الناس في النهاية تلك الفكرة التي كانت شاذة وغريبة بالنسبة لهم.

وقد قضى النبي محمد على تعدد الآلهة في شبه الجزيرة العربية التي كانت غنية بالأوثان والتي تأثرت كثيرا بفارس والحضارة البابلية والحضارة الهندية.

الملائكة عوض الآلهة المتعددة في الديانات الإبراهيمية

بينما اختفت فكرة تعدد الآلهة في الديانات الإبراهيمية إلا أنها قدمت شخصيات جديدة وهي الملائكة، وهم جنود ومعاوني الإله، ويعبدونه ويقدسونه وهم كثر ولديهم أدوار يقومون بها.

يؤمن المسلمون بأن الملائكة خلق كثير لا يعلم عددهم إلا الله، منهم ثمانية يحملون عرش الله، وهناك الآلاف التي شاركت التي حروب النبي محمد، وهناك 70 ألف ملك يحجون يوميا البيت المعمور، ولكل انسان ملكين يكتبان أعماله، وملائكة موكلة بالحفظ، وهناك 4.9 مليار ملك موكلون بجر النار يوم القيامة.

ولا يختلف حال المسيحية، حيث يقول البابا شنودة، أن ميخائيل هو رئيس الملائكة، وهناك 7 ملائكة رئيسيين، والملائكة هم جنود الله ومجموعات كثيرة، وهي لا تأكل ولا تشرب ولا تتزاوج ولا تمل ولا تتعب ولا تعصي أوامر الله مع انها حرة الإرادة.

إقرأ أيضا:توقعات الزلازل 2024: ماذا بعد زلازل تركيا وسوريا والمغرب؟

في الإسلام، هناك ملك الموت وهو الموكل بقبض الأرواح، وهناك مِيكَائِيل أو مِيكَال وملك موكل بالمطر والنبات، والأخير في المسيحية هو رئيس الملائكة.

كما نجد جبريل في الإسلام وهو أشهر الملائكة وربما الأهم عند الله لأنه الذي كان يتواصل مع الأنبياء ويأتي لهم بالوحي، كما أنه هو الذي دمر قوم لوط وهناك إسرافيل الموكل بالنفخ في الصور يوم القيامة.

الديانات الإبراهيمية امتداد للديانات القديمة

لا شك أن الدين متغير مثل بقية المعارف والعلوم والأخلاق والقيم والتقاليد البشرية، وحقيقة الملائكة هي اثبات آخر على أن الديانات الإبراهيمية امتداد للديانات القديمة وأن الدين متغير.

إقرأ أيضا:12 شهرا من الدعاء لأهل غزة ولا جواب من الله

فكرة تعدد الآلهة اختفت لكن من يقوم بأدوارها أصبح اليوم يسمى الملائكة، ويملك الله حاشية وخدم وجنود، وهو مثل ملوك الأرض جالس على العرش يأمر وينهى ولديه جيش يحارب به الأعداء، وكأنه عاجز أو أن هناك قوة أخرى وإله آخر في الكون في صراع معه.

ومهما بدت الديانات الإبراهيمية أكثر توحيدا وتقديسا لله مقارنة بالديانات القديمة، لا يزال التجسيد الإنساني موجودا فيها بقوة، وهناك ثغرات كثيرة تجعلنا أكثر ميولا للقول بأن الدين صناعة بشرية.

إقرأ أيضا:

الموت هو الحقيقة الوحيدة فيما العلم والدين اجتهادات بشرية

الشك في الدين مناسبة للبحث عن حقيقتك

غاليليو غاليلي (1564-1642): قديس الماسونية

مقدمة إلى سلسلة كتب محادثات مع الله

نيل دونالد والش: من رجل يائس إلى كاتب محادثات مع الله

السابق
رابط حساب ميا خليفة انستقرام الرسمي
التالي
رسائل أغسطس: ما الذي سيحدث في 2020 وهل سيكون 2021 أفضل؟