إنترنت

حقيقة وأسباب قرار جوجل منع إعلانات العملات الرقمية

جوجل يفعلها هو الآخر لكن ليس الآن.

مع توهج قطاع العملات الرقمية وظهور المئات من الشركات التي تقدم تقنيات البلوك تشين في مجالات كثيرة ومتعددة، شكلت المنصة الإعلانية لشركة جوجل ونظيرتها فيس بوك المنصتين المفضلتين لإنفاق الأموال على الترويج لهذه الأصول والأنشطة التجارية الخاصة بها.

على الويب فإن المواقع الإلكترونية الإخبارية تعتمد على منصة جوجل في بث الإعلانات، كما أن يوتيوب ونتائج بحث جوجل تعد مساحات لعرض الإعلانات التي تروج لهذه الأنشطة.

بالطبع فقد لاحظت شركة جوجل رواجا كبيرا لمنصتها من خلال الحصول على الآلاف من العملاء أفراد وشركات يعملون في هذا المجال لديهم ميزانيات كبرى لإنفاقها على الترويج لخدماتها.

ويبدو أن هذه العلاقة الودية المربحة ستستمر، فقد قررت عملاقة البحث الأمريكية العمل على منع إعلانات العملات الرقمية والأنشطة التجارية الخاصة بها.

إعلانات منصات التداول، إعلانات الطرح الأولي للعملات الرقمية، إعلانات المحافظ الرقمية، وأيضا إعلانات التوصيات المدفوعة كلها ستصبح ممنوعة ابتداء من يونيو 2018.

 

  • مجال قد يشكل خطرا على المستخدمين

في بيانها الرسمي أكدت جوجل على أن القرار يأتي بعد دراسة متأنية لهذا المجال، مؤكدة على أنها لا تعرف إلى أين يتجه المستقبل بالنسبة للعملات الرقمية، لكنها في الوقت الحالي تدرك أنه قطاع خطر ويمكن أن يخسر فيه المستخدمين أموالهم بسهولة.

إقرأ أيضا:كيف أصبحت أمازون المتجر الأكثر نجاحًا في العالم؟

المخاوف مرتبطة بأن منصات التداول بمختلف أنواعها وأسمائها قد تتعرض لعمليات اختراق وسرقة أموال منها كما حدث في اليابان بداية هذا العام حيث تمت سرقة 530 مليون دولار أمريكي من عملة NEM فيما ازدادت هذه الأحداث وتستهدف بيتكوين وعملات رقمية أخرى ثمينة.

من جهة أخرى فإن عدد من الشركات المتخصصة التي تعمل الطرح الأولي لعملاتها الرقمية، قد تسعى في تلك العمليات إلى سرقة أموال المساهمين وتنظيم حملات طرح أولي مزيفة، ورغم أنه بإمكان المنصة الإعلانية اتخاذ اجراءات بما فيها الكشف عن هوية الفريق الذي يقف وراء الشركة المعلنة وتقديم ضمانات مختلفة، إلا أن عملاقة البحث الأمريكية تفضل حاليا النأي بنفسها عن التقنين ومنع هذه النوعية من الإعلانات.

هناك الكثير من العملات الرقمية الاحتيالية القائمة على نموذج الهرم، فيما هناك الكثير من الأسماء التي لا يوجد أي هدف مشروع من ورائها سوى استخدامها للمضاربة.

منذ أيام رأينا إطلاق لايتكوين كاش والتي أعلن عن أنها نتيجة انقسام للعملة الأصلية الشهر الماضي، قفزت قيمتها السوقية سريعا ووصلت إلى المرتبة 14 والآن خسرت معظم قيمتها السوقية وسقطت في المرتبة 84.

الاستثمار في مثل هذه العملة الرقمية يعني لامحالة خسارة كبيرة للمستثمر فيها، ورغم أن العملات الرقمية المشهورة مثل بيتكوين و الإيثريوم إضافة إلى بيتكوين كاش و الريبل و NEM وأخريات قوية، لكن عملات أخرى ليست كذلك والإعلانات يمكن أن تروج لمشاريع غير آمنة في هذا المجال.

إقرأ أيضا:مراجعة جرين جيكس: استضافة GreenGeeks صديقة للبيئة

 

  • سياسة جوجل الإعلانية صارمة وواضحة

قالت شركة جوجل أنها تحترم السياسات التي وضعتها من أجل منصة إعلانية آمنة تروج للمحتوى القانوني والمقبول والذي لا يشكل خطرا على المستخدمين والزوار.

وأكدت على أنها خلال عام 2017 رفضت 3.2 مليارات دولار من الإعلانات التي تروج لمنتجات وخدمات ومحتويات مخالفة، وهو مبلغ أكبر بكثير من قيمة الإعلانات المرفوضة خلال عام 2016 والتي تقدر قيمتها بحوالي 1.7 مليارات دولار.

 

  • لماذا لم يتم حظر إعلانات العملات الرقمية من الآن؟

يتساءل البعض بما أن قرار حظر إعلانات العملات الرقمية رسمي الآن، فلماذا لم يدخل حيز التنفيذ من الآن؟ هذا سؤال مهم للغاية.

إقرأ أيضا:أفضل 7 تطبيقات تحميل ستوري سناب شات

الافتراض الذي أراه عقلانيا هو أن جوجل مرتبطة باتفاقيات مع المعلنين في هذا المجال إلى يونيو القادم، خصوصا وأن الشركات ومنصات التداول تنفق أموالا طائلة وتدير حملات إعلانية تستمر لأشهر عادة تكون مسبقة الدفع.

ويبدو أن جوجل لا تريد اعادة الأموال للمعلنين وإنهاء الحملات الإعلانية التي تعمل بالوقت الحالي، لهذا ستتركها تستمر حتى الصيف القادم وسينتهي كل شيء.

كما أن هذه الفترة ستكون كافية لإخبار عملائها من الشركات والأفراد المعلنين بالقرار كي يبحثوا عن بدائل لمنصتها الإعلانية.

 

نهاية المقال:

افتتحنا عام 2018 بإعلان فيس بوك عن حظر إعلانات العملات الرقمية والمنتجات المرتبطة بها، وها هي جوجل تسير على نفس النهج لنفس الأسباب تقريبا.

ما أعرفه جيدا أنه بعد تقنين هذا القطاع وتنظيمه أكثر ستعود الشركتين لفتح أبوابها للمعلنين في هذا المجال.

السابق
حساب جوني ديب انستقرام
التالي
مقتل يفغيني بريغوجين يعني أن انقلاب فاغنر لم يكن مسرحية