حكم من انكر ركن من اركان الإيمان مقال يتم فيه التعريف بالإيمان وأركانه والأحكام الشرعية الناشئة عنه. وأركان الإيمان من المبادئ الأساسية التي يجب على المسلم المؤمن العمل بها والإيمان بها، وهي أن يؤمن الإنسان بالله تعالى. وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره وما سيأتي حكم من ينكر ركن من أركان الإيمان.
تعريف الإيمان
قبل أن تدخل حكم من انكر ركن من اركان الإيمان لا بد من بيان تعريف الإيمان، وهو الدافع إلى الإيمان أو الاعتراف، وهذا ما قاله أهل العلم. وترى جماعة أن الإيمان هو الإيمان لقوله تعالى في سورة يوسف: “قَالُواْ”. يا أبانا قد تقدمنا وتركنا يوسف مع رزقنا فأكله الذئب. وما أنتم صدقنا ولو كنا صادقين؟ وعلى هذا فالإيمان هو الاعتقاد المطلق، والبعض الآخر يرى أن الإيمان هو اعتراف بالشيء واعتراف بوجوده. ومراعاة الأقوال والأفعال والأحوال وقد اتفق السلف الصالح على تعريفها بالقول باللسان والإيمان والعمل في الجنة.
حكم من انكر ركن من اركان الايمان
كثير من الناس يسألون عن حكم من انكر ركن من اركان الإيمان، والجدير بالذكر أن حكم ذلك لا يخفى على الصغير والكبير. ومن خالف إيمانه بجحد ركن من أركان الإيمان فقد أنكر ركنا من أركان الإيمان، وحكمه في ذلك. فقد ارتد إذا كان مؤمناً، ولا يصح إيمانه إذا كان غير مؤمن ويريد الدخول في الإسلام. لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا ومن لا يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا بعيدا”.[4] انطلاقاً من أهمية الإيمان بجميع أركان الإيمان، فقد جاء القرآن والسنة النبوية الشريفة بالعديد من الأدلة التي تدل على ضرورة الإيمان بكل ركن من أركان الإيمان، ومن هذه الأدلة:[5]
إقرأ أيضا:فيما يستخدم دواء نيكسيوم- الإيمان بالله والإيمان برسله: يقول الله تعالى في سورة النساء: “إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ولا نؤمن ببعض” أريد أن أفرق بين الله ورسله. اتخاذ طريق بينهما. *أولئك هم الكافرون حقا.[6]
- الإيمان بالقدر: وعن عبد الله بن عمرو – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “”لا يؤمِنُ المَرءُ حتى يؤمِنَ بالقدَرِ خيرِه وشرِّه”.[7]
عدد أركان الإيمان
بعد الخوض في المذكر حكم من انكر ركن من اركان ويجب أن يمتد الإيمان إلى أركان الإيمان في الإنسان، في حين أن أركان الإسلام تظهر من خلال العمل بالجوارح.[8]
ما الدليل على أركان الإيمان
المحادثة مستمرة حكم من انكر ركن من اركان ويقتضي الإيمان بالضرورة ذكر الأدلة التي تدل على ضرورة العمل والإيمان بأركان الإيمان الستة التي سبق ذكرها في المقال، ومن هذه الأدلة:
- يقول الله تعالى في سورة البقرة: “ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من آمن بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب النبيين وحبب الناس” وآتاه الأموال ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والحافظين على عهده إذ عاهدوا والصابرين على العسرة والصابرين. وفي أوقات النضال هؤلاء هم الذين يقولون الحق، وهؤلاء هم الأبرار».[9]
- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «الإيمان: أنْ تُؤمن بِاللهِ ومَلائِكتِه , وكُتُبِهِ ورسله واليوم الآخِرِ و تُؤمن بِالقَدَرِ خَيرِهِ وشره.”[10]
ثمرات الإيمان
والإيمان هو اعتقاد راسخ تثبته الجوارح بالعمل الصالح، قال الله تعالى في سورة الأنفال: “إنما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت في قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته” . يزيدهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون.”[11] وثمرات الإيمان كثيرة، نذكر بعضها فيما يلي:
إقرأ أيضا:تفسير حلم نصف الجسم عاريا لابن سيرينثمرات الإيمان بالله تعالى
والإيمان بالله تعالى له ثمار عظيمة، ومن آثاره العامة أن تحمل أسماء الله الحسنى آثارها الخاصة في حياة المؤمن. ومنهم من يملأ القلوب بالرهبة من الله عز وجل وتقديره وإجلاله. ومنهم من يخضع القلوب ويتواضع أمام الخالق. ومنها ما يملأ القلوب طمأنينة ومحبة، أما التأثيرات التفصيلية فسوف نذكر بعضها فيما يلي.[12]
- إن معرفة عظمة الله -عز وجل- وتوقيره وإكرامه وتقديسه يملأ القلب بالمحبة والتوحيد والخشوع، ويحفز الجوارح على العمل والخضوع.
- إن حمد الله تعالى بصفاته وأسمائه الحسنى من أهم أسباب صلاح النفوس والقلوب.
- أن أصدق ما قاله لي، وأن أطيع شريعته، وأخضع لأمره وتدبيره وسلوكه.
- حصول المؤمن على الهداية والأمن في الدنيا والآخرة.
ثمرات الإيمان بالملائكة
والإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان ويعني الإيمان الجازم بوجود الملائكة ومخلوقين من قبل الخالق سبحانه. ومن ثمرات الإيمان بالملائكة:[13]
إقرأ أيضا:أهم 20 تفسير لحلم المشي على البحر لابن سيرين وكبار العلماء- توفير المحبة لهم وعدم إيذائهم بالسب أو الاستهزاء بهم.
- والإيمان بالملائكة وسيلة لتقدير عظمة الخالق وكمال قدرته العظيمة.
- والإيمان بالملائكة يدفع المؤمن إلى تقليدهم في كمال طاعتهم وعبادتهم للخالق سبحانه.
- والإيمان بالملائكة يدفع الإنسان إلى تمني ما يرزقهم الله -سبحانه- من استجابة دعائهم والاستغفار، مما يدفعه إلى الإقبال على الذكر، والمبادرة إلى الخيرات.
ثمرات الإيمان بالرسل
الإيمان بالرسل -صلى الله عليهم أجمعين- هو أحد أركان