لطالما سمعنا من رجال الدين أن أكثر الملحدين يتبنون الإلحاد لفك قيد الشهوات، وكأنه لا يوجد ملايين من المسلمين المنغمسون فيها بأشكالها المختلفة، أغاني وأفلام ومسلسلات وعلاقات جنسية ومثلية وخمور وملاهي..
لماذا سيخاطر المسلم بترك الدين من أجل الشهوات ومن المعلوم أن من مات على الإسلام سيدخل الجنة وان سرق وان زنى كما جاء في الحديث الصحيح؟
عن النبي محمد: “من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، فقال أبو ذر: وإن زنا وإن سرق؟ قال: وإن زنا وإن سرق” وفي رواية عن علي: رغم أنف أبي ذر.
الحديث النبوي مشهور ويعرفه عامة الناس وخاصتهم من أهل الإسلام، ولطالما تغنى به رجال الدين للتأكيد على أهمية التوحيد، وأيضا على أن الله في الإسلام رحيم بالعباد.
واليوم في عالمنا الإسلامي نجد الملايين من المسلمين الذين يمارسون العبادات، ورغم ذلك يلجؤون إلى السرقة والغش والنصب لكسب لقمة العيش أو تحسين أوضاعهم المادية، وهناك من يصلي صلاة الجمعة ويقضي ليلة السبت في الملاهي الليلية.
وهذه الحالة معروفة ومنتشرة وتؤكدها الإحصائيات التي تشير إلى أن الدول العربية هي من أكثر الدول استهلاكا للخمور، ونجد الإمارات وتونس ولبنان والمغرب والجزائر وقطر وجزر القمر والبحرين والسودان في المقدمة.
أما عن العلاقات الجنسية خارج اطار الزواج فحدث ولا حرج، فهي أكثر انتشارا من تناول الخمور وارتياد الملاهي الليلية ورغم أنه لا توجد احصائيات دقيقة لحساسية الأمر، إلا أن الواقع والأخبار التي يتم تداولها تشير إلى انتشار هذه العلاقات في المجتمعات العربية والإسلامية.
إقرأ أيضا:توقعات 2024 حسب تقويم أولد مور القديمولا يحتاج المسلمين إلى الإلحاد للإستماع للأغاني والأفلام التي تتضمن مشاهد جريئة ناهيك عن الأفلام الإباحية التي يتم تداولها على نطاق واسع.
ويتزايد استهلاك الأفلام الإباحية في رمضان بعد الإفطار خصوصا وأن العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج أو حتى العلاقات الزوجية تكون فاترة في هذه الفترة من السنة.
كل هذا يؤكد بما لا يدع الشك أن الإلحاد من أجل الشهوات هي خرافة ومحاولة لتشويه الأشخاص الذين تركوا الإسلام، وقرروا عيش حياة واضحة وصريحة عوض حياة مزدوجة مليئة بالتناقضات والتي يعيشها المسلم والمتدين تحديدا.
ولا غرابة في ذلك، فقد اتهم رجال الدين المسلمين البوذيين بأنهم عبدة للأصنام رغم أنهم ملحدين وأتباع فلسفة تحررية وزهدية في الحياة، وطعنوا في المسيحية واليهودية مستغلين عثرات كنائسهم وكتبهم، حتى داخل الإسلام نفسه يكفر الشيعي السني والعكس صحيح أيضا، حتى أصبح الخطاب الديني الإسلامي يحض على الكراهية والقطيعة مع الآخر.
يصل الإنسان إلى الإلحاد مهما كانت خلفيته الدينية إسلامية أو هندوسية أو مسيحية أو يهودية أو غيرها، لأنه ببساطة يواجه في حياته أسئلة منطقية تراوغ الديانات عن الإجابة عنها، وهي التي تدعو إلى التسليم وتجنب إعمال العقل لأن هناك أمور كثيرة في هذه النصوص يعجز العقل البشري عن استيعابها.
ومن السهل لأي شخص منا البقاء في الدين الذي ولد فيه، وممارسة الشعائر والعبادات الموجودة بدينه، وفي ذات الوقت ينغمس في الشهوات بالسر أو حتى بالعلن كما يفعل الكثير من أتباع الديانات، وهذا حل أسهل من ترك الدين تماما.
إقرأ أيضا:ما هو يوم الأرض العالمي تاريخه وما هي أهميته؟لكن الإلحاد وترك الدين هي مسألة أكبر من الشهوات، إنه صراع من نوع آخر، صراع يبدأ بمحاولة عقلنة الدين ثم يصل إلى الشك وقد ينتهي بالإلحاد أو تغيير الدين أو الإنتقال إلى مذهب آخر.
إقرأ أيضا:جيبوتي في قلب الصراع الصيني الأمريكيويبقى السؤال الأهم هو، هل تشويه الملحدين والهجوم عليهم أوقف زحف الإلحاد في العالم الإسلامي؟ بالطبع لا، كل يوم يظهر لنا المزيد من السلفيين وحفظة القرآن والمتدنيين الذين انتقلوا إلى صف اللادينية والربوبية والإلحاد.
إقرأ أيضا:
ما الفرق بين العدمية والإلحاد؟
كيف ساهم رجال الدين والإسلام السياسي في ازدهار الإلحاد؟
ما لا يخبرونك به في درس الإلحاد بين الوهم والحقيقة
الناشطة الإخوانية التي اعتنقت المسيحية تحذر من الإسلام والإلحاد
قوة الإلحاد في الفلسفة البوذية والديانات الأسيوية
ثورة الإلحاد وخروج المسلمين من الإسلام أفواجا
هل العلمانية ضد الدين ولماذا يربطها البعض مع الإلحاد؟
تكفير المثليين المسلمين وتشجيعهم على الإلحاد