وصل تحديث iOS 14.5 إلى مستخدمي آيفون وأجهزة آيباد اليوم الإثنين، وإلى جانب التحسينات المختلفة التي يأتي بها هناك في تفاصيله ضربة مالية موجعة لشركة فيس بوك تحديدا.
منذ أن أعلنت آبل نيتها تضييق الخناق على مشاركة البيانات الذي يحصل بين التطبيقات على هواتف آيفون، عبر قادة فيس بوك عن قلقهم من ذلك.
ستظهر للملايين من المستخدمين اشعارا لتحسين الخصوصية، يسألهم إذا كانوا يرغبون في تفضيل مشاركة البيانات عبر التطبيقات والمواقع أم لا.
ومن المرتقب أن يرفض معظم المستخدمين تتبعهم عبر التطبيقات والمواقع وهو ما سيمنع المنصة الإعلانية لفيس بوك من تعقب تلك الأنشطة وجمع البيانات لعرض إعلانات ذات صلة باهتماماتهم.
تعقب المستخدمين واستهدافهم بالإعلانات ذات الصلة:
لقد تطورت صناعة الإعلانات الرقمية، وقد انتقلت من عرض الإعلانات بشكل مباشر ثم عرضها حسب الشرائح والتصنيفات والمواقع الجغرافية، ثم لاحقا تطور الإستهداف ليصبح حسب الموضوع أو محتوى الصفحة، ثم وصل إلى مستوى عالي الآن وهو معرفة أكبر عدد ممكن من المعلومات حول كل مستخدم وعرض الإعلانات التي تهمه فعلا.
قد تتصفح مقالة بموقع اخباري حول وصفة لتخسيس الوزن في رمضان على سبيل المثال، وتجد بها إعلانات لخدمات بنكية، والسبب في ذلك أن جوجل او المنصة الإعلانية التي يستخدمها هذا الموقع تعلم أنك مهتم بالبنوك في هذا اليوم وربما زرت موقعا بنكيا واطلعت على عروض القروض الصغرى.
إقرأ أيضا:5 أسباب لتجنب شراء ملابس شي ان (Shein) الصينيةهذا يرفع من احتمال نقرك على تلك الإعلانات وربما اتخاذ قرار بالتعامل معها، وهذا يصب في صالحك كمستخدم وصالح الموقع الذي يعرض الإعلانات والمنصة الإعلانية الوسيطة والبنك الذي أصبحت الآن عميلا له.
فيس بوك هي أكبر شركة تتبع هذا السلوك حيث تتعقبك على تطبيقها الرئيسي وعلى واتساب وعلى انستقرام وعلى التطبيقات والألعاب التي تستخدم خدمات المطورين الخاصة بها وتتعقبك أيضا على كل صفحة ويب تتضمن زر الإعجاب.
تحديث iOS 14.5 لا يأتي ليقول لهذه العملية لا، بل يعطي الحق للمستخدم ليقبل بهذا الوضع أم سيرفضه؟
خسائر فيس بوك المتوقعة:
قال إريك سيوفيرت، محلل إعلانات الهاتف المحمول، إن فيس بوك يواجه انخفاضًا يصل إلى 7 في المائة في إيرادات الربع الثاني إذا قام 80 في المائة من مستخدميه بمنع الشركة من تتبعهم على أجهزة آيفون.
يصل هذا إلى ما يقرب من 2 مليار دولار بناءً على أرباح الربع الرابع من فيس بوك، والامر لا يتوقف عند هنا، كل ربع ستخسر الشركة نسبة مماثلة.
لقد هاجم فيس بوك شركة آبل من خلال الصحافة العام الماضي، متهما العملاق الأمريكي بالإضرار بالشركات الصغيرة التي تعول على الإستهداف المتقدم لزيادة مبيعاتها وعائداتها.
مع استمرار الوضع الجديد واختيار أغلب المستخدمين منع التتبع، سيكون من الصعب على فيس بوك والمنصات الإعلانية التي تتبع المستخدمين بين التطبيقات والمواقع جمع بيانات أفضل عن كل فرد.
إقرأ أيضا:ثورة سناب شات قد تقود آبل إلى حرب الشبكات الإجتماعيةحتى الآن، تمكنت التطبيقات من جمع جميع أنواع المعلومات الشخصية عنك ومشاركتها مع جهات خارجية مثل وسطاء البيانات، بما في ذلك موقعك والتطبيقات الأخرى التي تستخدمها ، وعند تسجيل الدخول إلى التطبيق ، نسخة مشفرة من عنوان بريدك الإلكتروني ورقم هاتفك ورقم فريد يعرّف جهاز iPhone الخاص بك ، والمعروف باسم IDFA (معرّف المعلنين).
خيارات أخرى لفيس بوك والآخرين:
في مارس، قال مارك زوكربيرغ إن الشبكة الاجتماعية يمكن أن تستفيد بالفعل من تغييرات iOS، لأن التجار الذين سيجدون صعوبة في استهداف إعلاناتهم للعملاء المحتملين قد يختارون الطريق الأسهل لبيع منتجاتهم على فيس بوك الذي لديه 2.8 مليار مستخدم نشط شهريًا.
تراهن الشركة الأمريكية على أن تتحول إلى منصة تجارية كبرى مستقبلا يبيع الناس فيه ويشتري المستهلكين ما يريدونه مباشرة دون استخدام خدمات طرف ثالث، وهذا يعني فرصة لتحقيق عائدات غير إعلانية ومن العمولة التي ستحصل عليها من كل عملية بيع وشراء.
ومن جهة أخرى فإن الإستهداف بالإعلانات سيبقى قائما وهو ضروري وأساس الإعلانات الرقمية اليوم، وستكتفي الشركة بعرض الإعلانات لك حسب أنشطتك داخل تطبيقها.
إذا كنت تهتم بالحيوانات الأليفة على انستقرام ستظهر لك الإعلانات الخاصة بمنتجات وخدمات تربية الحيوانات، فيما إذا كنت تقضي وقتا على فيس بوك للمشاركة بمجموعات التجارة الإلكترونية ستظهر لك على هذا الأخير إعلانات خدمات التسويق وزيادة المبيعات وتسهيل البيع والشراء أونلاين.
إقرأ أيضا:قضية عملة الريبل SEC: أغسطس بداية الحسمجوجل الناجي الأكبر:
على المتصفح سيتتبع جوجل عمليات بحثك والمواقع التي تدخل إليها ويعرض لك الإعلانات التي تهتم بها وهذا على مواقع الويب التي تتصفحها وعلى يوتيوب ولن يتأثر سلبا بتحديث iOS 14.5.
لن تسأل شركة واحدة المستخدمين عما إذا كانوا يريدون أن يتم تعقبهم، قررت جوجل أنها ستتوقف ببساطة عن استخدام رسائل معرّف المعلِنين (IDFA) تماما.
في حين أنه من الضار لشركة جوجل أن تفقد الوصول إلى البيانات من التطبيقات الأخرى، فإنها تمتلك بالفعل كمية هائلة من البيانات من مجموعة التطبيقات الخاصة بها والتي يمكنها الاعتماد عليها.
حتى لو رفض المستخدم أن يتتبع تطبيق يوتيوب بياناته وكذلك الأمر بالنسبة لخرائط جوجل وتطبيق جي ميل وتطبيق البحث، فإن الشركة الأمريكية تعلم تماما سلوكه لأنها مختلف خدماتها ويتفاعل معها باستخدام بريد إلكتروني واحد.
تعمل حاليا جوجل على التخلص من الكوكيز وهي طريقة التتبع التقليدية في المتصفحات، لتعوضها بتقنية FLoC الجديدة، فيما لن يتأثر مستخدمي أندرويد والتطبيقات والمنصات الإعلانية على هذه المنصة بقرار آبل.
ما هي تقنية FLoC بديل ملفات تعريف الارتباط كوكيز؟
حلول مشكلة إعلانات يوتيوب الإباحية والمحرجة
الإعلانات الرقمية ستستفيد من انهيار إعلانات التلفزيون بسبب كورونا