إنترنت

خطاب الكراهية السرطان الذي يحكم فيس بوك

خطاب الكراهية على فيس بوك

بعيدا عن فيروس الأخبار المزيفة والمعلومات المغلوطة التي تنتشر على فيس بوك، هناك مرض آخر يهدد الملايين من مستخدميه، بل أكاد أجزم أن فئة كبيرة منهم قد أصيبوا به، إنه خطاب الكراهية أو ما يدعى عالميا Hate speech.

إذا كنت تتابع أخبار فيس بوك هذه الأيام ستجد أنه منذ اشهر طويلة والصحف العالمية تهاجم الشبكة الإجتماعية الأكبر في العالم لأنها سمحت لسرطان خطاب الكراهية أن ينتشر على صفحاتها ويحكم بشكل عام سلوك المستخدمين عليها.

فالكثير من المنشورات التي تظهر على الصفحة الرئيسية هي تدخل ضمن إطار خطاب الكراهية ومحاولة إقصاء الآخر.

منشورات عشاق فريق معين ممن يهاجمون أنصار فرق منافسة هي جزء ضمن هذا الخطاب المريض، والصراعات الكروية على الصفحات وفي التعليقات هي امتداد لسلوك سيء من مشجعي كرة القدم ومختلف الرياضات الأخرى.

المنشورات السياسية التي تميل إلى دعم حزب سياسي أو جهة معينة وتستخدم الهجوم على الخصوم سبيلا في الدفاع عن مواقف أصحابها، هي صورة أخرى لخطاب الكراهية السائد على هذه الشبكة الإجتماعية.

المنشورات التي تتبنى رأيا معينا وفي ذات الوقت تهاجم على أراء مختلفة هي امتداد لسلوك خطاب الكراهية، فهي تحاول اقصاء الإختلاف ووجهات النظر المخالفة وهذا يحدث في مختلف المجالات.

خطاب الكراهية هو ما يجعلنا نرى الكثير من الصفحات الإلحادية تهاجم الإسلام والمسلمين وبقية الأديان وأتباعها، وهو نفس السلوك الذي ينطبق على هجوم الصفحات الإسلامية على الملحدين ومن يختلف معهم في الدين.

إقرأ أيضا:ماذا بعد تغيير شعار تويتر إلى X؟ خطة ايلون ماسك الجهنمية

الحروب بين اتباع الديانات المختلفة و الإنتماءات السياسية لا يمكننا أن نسميها اختلافا محترما، بل هي حروب اقصاء الآخر وتكفيره وتجريمه وتخوينه وتصويره على أنه وحش يهدد الوجود الإنساني.

المنشورات الذكورية التي تصور الأنثى على أنها خائنة بطبعها وأن المرأة أساس الشرور والتي ينشرها في العادة من مروا حديثا من علاقة فاشلة تدخل في إطار خطاب الكراهية، والمنشورات المقابلة لها من النساء الغاضبات من الجنس الآخر تشترك معها في نفس الصفة، والحروب ما بين الجنسين يظل عملا غير مبرر وهمجي.

خطاب الكراهية هو ما يجعلنا نرى أيضا حروب البيض والسود والأعراق المختلفة على فيس بوك، وهناك الكثير من الصفحات العنصرية التي تهاجم على جنسية معينة أو عرق محدد أو جنس معين، رغم أن مثل هذه الأفكار يفترض أن تكون قد انقرضت منذ فترة طويلة.

 

  • خطورة خطاب الكراهية على فيس بوك

صحيح أن خطاب الكراهية هي ظاهرة منتشرة على الإنترنت وحتى في عهد المنتديات رأينا بعضا منها يتبنى أفكارا معينة سياسية أو دينية أو اجتماعية وتهاجم المخالفين والمختلفين.

لكن حينها كانت مجرد مقالات أو مواضيع قليلة وعدد من المنتديات تعمل في التو والحين على حذف ومعاقبة أي مستخدم يقدم على نشر مثل تلك المواضيع.

إقرأ أيضا:تحميل تطبيق Yoga VPN لأجهزة أندرويد وجوال آيفون

أما فيس بوك فهو لا يحارب هذه المشكلة بل ويستخدمه حوالي ملياري مستخدم والمنشورات العنصرية والعدائية تنتشر فيه بقوة وتصل إلى فئات كبيرة لم تصل إليها المنتديات حتى في أوجها.

انتشار هذه الأفكار الشاذة والعنصرية والإقصائية للآخر تغذي فعلا الإرهاب الذي نعيشه في واقعنا اليومي، ولم تعد تلك المعارك الكلامية محصورة على فيس بوك، بل شقت طريقها إلى الواقع على شكل عنصرية حقيقية وسلوكيات اقصائية وقتل وإرهاب.

إقرأ أيضا:بالملايين الأمريكيون يتركون فيس بوك قبل الإنهيار المرتقب

لهذا اصبح القضاء على الإرهاب و الإنقسام في المجتمعات أمرا صعبا للغاية بل ومستحيلا في ظل تعنت كل طرف وتمسكه برأيه ورفضه تقبل الآخر.

عوض أن يكون فيس بوك ملتقى للنقاش المحترم بين مختلف التوجهات ووجهات النظر والأديان ومنبرا لنشر الإحترام وتقبل الآخر والتعايش معه، أصبح مكانا لنشر التعصب والعداوة وتكفير الآخر وتخوينه واستباحة قتله وتجريده من حياته، من هنا يبدأ فعلا الإرهاب والإقتتال الطائفي والديني والجنسي الذي أصبح يحكم واقعنا المعاش المثير للشفقة.

إقرأ ايضا:

لدي مليون سبب لحذف فيس بوك ولا أملك سببا واحدا للبقاء في هذه القذارة

السابق
تعتبر لغة الالة سهلة الفهم بالنسبة للمبرمجين
التالي
تفسير حلم موت الام وهي على قيد الحياة